حديث الهجرة معناها لغة واصطلاحا ومقاصدها الشرعية فى ضوء الكتاب والسنة وأحوال المسلمين اليوم

أربعاء, 07/19/2023 - 12:05

 

قال تعالى ولن ترضى عنك اليهود والنصارى حتى تتبع ملتهم

فماهية الملة لغة واصطلاحا ؟

هذا هو موضوعنا اليوم ونحن نحيي ذكرى الهجرة النبوية

1. الملة: (مصطلحات)

o بكسر الميم وتشديد اللام جمع ملل ، الديانة ، ومنه { مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ} أي دينه. (فقهية)

2. مُلّة: (اسم)

o الجمع : مُلاّت و مُلَل

o المُلَّةُ :الخياطة الأُولى قبل الكفّ

o مُلّة السّرير: ما على السَّرير تحت المرتبة أو الحشيّة لترتكز عليه ويحملها، من الخشب أو المعدن

3. مِلّة: (اسم)

o الجمع : مِلَل

o المِلَّةُ : الشريعةُ أو الدِّينُ، كمِلَّةِ الإِسلام والنصرانية، وهي اسمٌ لما شَرَعَ اللهُ لعباده بوساطة أَنبيائه ليتوصلوا به إِلى السعادة في الدنيا والاَخرة

4. مَلّة: (اسم)

o المَلَّةُ : التُّرابُ الحارُّ والرَّمادُ أَو الجمرُ يُخبَزُ أو يُطبَخُ عليه، أو فيه

o المَلَّةُ :عَرَقُ الحمَّى

o لفلان مَلَّةٌ: حُمَّى باطنة

o المَلَّةُ :من يمَلُّ إِخوانَه ‏سريعًا

o رجلٌ ذو مَلَّة: ذو مَلَلٍ

o خُبْزُ المَلَّةِ : ما يُخبَزُ فيها

1.

o الملة هي الدين، وملة الإسلام هي دين الإسلام. (فقهية)

2. مَلَل: (اسم)

o مصدر مَلَّ

o يَعِيشُ فِي مَلَلٍ : فِي ضَجَرٍ، فِي سَأَمٍ، سَآمَةٍ

o المَلَلُ : سِمَةٌ على حُرَّة الذِّفْرَى خلفَ الأُذن

3. مَلَّلَ: (فعل)

o مَلَّلَ فلانٌ الشيءَ: قلَّبَه

4. مُلَل: (اسم)

o مُلَل : جمع مُلّة

الملة في الاصطلاح:

إن المتأمل في الاشتقاق اللغوي السابق ؛ إضافة إلى أقوال المتخصصين في هذا المجال ؛ يدرك العناصر الأساسية لمصطلح الملة على النحو التالي : جملة الشرائع التي تشتمل على أوامر ونواهٍ، تنظم الجماعة التي تتبعها. وجود كتاب مقدس - لدى أتباعه - مشتمل على ما يطلب منهم.

هي الدين . وجمعها ملل . وهي اسم لما شرعه الله لعباده في كتبه، وعلى ألسنة رسله، فكانت الملة، والشريعة سواء . والملة تستعمل في جملة الشرائع لا في آحادها؛ فيقال ملة الإسلام أو ملة الحنفية، ولا يقال ملة الصوم أو الصوم ملة . والفرق بين الملة، والدين؛ أن الملة ما دعا الله عباده إلى فعله، والدين ما فعله العباد عن أمره . ورد في قوله تعالى

الملة والدين متحدات بالذات، ومختلفان بالاعتبار، فإن الشريعة من حيث إنها تطاع تسمى دينا، ومن حيث إنها تجمع تسمى ملة، ومن حيث أنها يرجع إليها تسمى مذهباً، وقيل الفرق بين الدين والملة والمذهب أن الدين منسوب إلى الله تعالى، والمللة منسوبة إلى الرسول، والمذهب منسوب إلى المجتهد.[1]

والملة في الكشف هي والطريقة سواء وهي في الأصل اسم من أمللت الكتاب بمعنى أمليته، ومنه طريق مملول مسلوك معلوم، ثم نقل إلى أصول الشرائع باعتبار أنها يمليها النبي محمد ولا يختلف الأنبياء. وقد يطلق على الباطل كالكفر ملة واحدة ولا يضاف إلى الله فلا يقال ملة الله ولا إلى آحاد الأمة. والدين يرادفها صدقا لكنه باعتبار قبول المأمورين لأنه في الأصل الطاعة والانقياد، ولاتحادهما صدقا كما ذكر القرآن ديناً قيماً ملة إبراهيم.

وقد يطلق الدين على الفروع تجوزاً ويضاف إلى الله وإلى الآحاد وإلى طوائف مخصوصة نظرا للأصل، على أن تغاير الاعتبار كاف في صحة الإضافة ويقع على الباطل أيضا. وأما الشريعة فهي اسم للأحكام الجزئية المتعلقة بالمعاش والمعاد سواء كانت منصوصة من الشارع أو لا، لكنها راجعة إليه والنسخ والتبديل يقع فيها ويطلق على الأصول الكلية تجوزا. والملل جمع ملة الأديان المتعددة بتعدد أصحاب الشرائع، والنحل المذاهب المنشعبة من كل دين بتعدد المجتهدين. ويقول في مرآة الأسرار أهل الملل هم أقوام يتبعون كتابا دينيا، وأما أهل النحل فهم ليسوا تابعين لكتاب ديني

والدّين :

أقول فيه عدة معان ، ويمكن أن نوجزها بما يلي :

الدَّينُ : الجزاءُ والمكافأة. ودنته بفعله ديناً : جزيته.

وقيل الدَّينُ المصدرُ ، والدِّينّ ـ بالكسر ـ الإسم ، ويوم الدين : يوم الجزاء. وفي المثل السائر : كما تدين تدان أي كما تجازي تجازى ، أي تجازى بفعلك وبحسب ما عملت وقيل : كما تفعل يفعل بك.

ودانه ديناً أي جازاه.

وقوله تعالى : {أَإِنَّا لَمَدِينُونَ} [الصافات: 53] أي مجزيون محاسبون ؛ ومنه الديان في صفة الله عز وجل.

والدِّين : الحسابُ ، وفيه قوله تعالى : {مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ} [الفاتحة: 4] وقوله تعالى {ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ } [التوبة: 36].

أي ذلك الحساب الصحيح والعدد المستوى.

والدِّينُ : الطاعة. وقد دنته ودنت له أي أطعته يقال دان بكذا ديانة وتدين به فهو دين ومتدين.

والدِّينُ : الإسلام وقد دنت به. وفي حديث امير المؤمنين (عليه السلام) : محبةُ العلماء دين يدان به.

والدّينُ : العادة والشأن ، تقول العرب ما زال ذلك ديني وديدني ، أي عادتي.

ثم الدين لله هو طاعته والتعبد له. ودانه ديناً أي أذله واستعبده.

من هنا نعرف أن كلمة دان الرجل إذا اعتاد خيراً أو شراً ، ودان إذا أصابه الدين ، وهو داءٌ.

ومن معاني الدين : ما يتدين به الرجل. والدين : السلطان. والدينُ : الورعُ. والدينُ : القهرُ. والدينُ : المعصية. والدينُ : الطاعة.

وقد جاء في الحديث ما يخص الخوارج : أنهم يمرقون من الدين مروق السهم من الرّمية ، يريد أن دخولهم في الإسلام ثم خروجهم منه لم يتمسكوا منه بشيءٍ كالسهم الذي دل في الرمية ثم نفذ فيها وخرج منها ولم يعلق به منها شيء.

قال الخطابي : يمرقون من الدين : يعني يخرجون من الطاعة ، أي من طاعة الإمام المفترض الطاعة وينسلخون منها (1).

الملّة :

الملَّة : الشريعة والدين ، وفي الحديث : لا يتوارث أهل ملتين ؛ الملَّة : الدين كملة الإسلام والنصرانية واليهودية ، وقيل : هي معظم الدين ، وجملة ما يجيءُ به الرسل وتملل وامتلَّ : دخل في الملّة.

وفي القرآن الكريم : {حَتَّى تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ} [البقرة: 120] قال أبو إسحاق : الملّة في اللغة وسنتهم وطريقهم

الهجرة ومقاصدها الدينية والدنيوية

الهجرة في الإسلام معناها اصطلاحًا هي: الخروج من أرض الكفر إلى أرض الإسلام[1]، كالهجرة من مكة إلى المدينة، وكهجرة بعض الصحابة إلى الحبشة، وكانت الهجرة إلى المدينة واجبة قبل فتح مكة، فلما فتحت مكة أصبحت دار الإسلام[2]، فقال النبي محمد:[3] 《 لا هجرةَ بعدَ الفتحِ، ولكن جهادٌ ونِيَّةٌ، وإذا استُنفِرْتُم فانفِروا》، وللهجرة معنى معنوي وهو: هجرة الإنسان لما حرم الله عليه.[2]

أنواع الهجرة

الهجرة نوعان: معنوية، وحسية:[4][5]

• المعنوية: هي هجرة الإنسان لما حرم الله عليه، فعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أن: «النَّبِيِّ ﷺ قَالَ: «الْمُسْلِمُ مَنْ سَلِمَ الْمُسْلِمُونَ مِنْ لِسَانِهِ وَيَدِهِ، وَالْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ».»

• وأما الهجرة الحسية فمنها:

o الهجرة من دار الكفر إلى دار الإسلام، كالهجرة النبوية إلى المدينة المنورة.

o هجرة أرض السوء إلى أرض الصلاح، مثل قصة قاتل المائة نفس، قال النووي:[6] «قال العلماء: في هذا استحباب مفارقة التائب المواضع التي أصاب بها الذنوب، والأخدان المساعدين له على ذلك، ومقاطعتهم ما داموا على حالهم، وأن يستبدل بهم صحبة أهل الخير والصلاح والعلماء والمتعبدين والورعين ومن يقتدى بهم، وينتفع بصحبتهم، وتتأكد بذلك توبته»، وقال ابن حجر العسقلاني:[7] «ففيه إشارة إلى أن التائب ينبغي له مفارقة الأحوال التي اعتادها في زمن المعصية، والتحول منها كلها والاشتغال بغيرها»

o الهجرة إلى الجهاد، فعن ابن عباس: قال النبي:[3] «لا هجرةَ بعدَ الفتحِ، ولكن جهادٌ ونِيَّةٌ، وإذا استُنفِرْتُم فانفِروا»، وعَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ:[8] سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّه يَقُولُ: «سَتَكُونُ هِجْرَةٌ بَعْدَ هِجْرَةٍ، فَخِيَارُ أَهْلِ الْأَرْضِ أَلْزَمُهُمْ مُهَاجَرَ إِبْرَاهِيمَ، وَيَبْقَى فِي الْأَرْضِ شِرَارُ أَهْلِهَا، تَلْفِظُهُمْ أَرْضُوهُمْ، تَقْذَرُهُمْ نَفْسُ اللَّهِ، وَتَحْشُرُهُمْ النَّارُ مَعَ الْقِرَدَةِ وَالْخَنَازِيرِ»

أدلتها في الإسلام

الهجرة في القرآن[9]

• إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُولَئِكَ يَرْجُونَ رَحْمَةَ اللَّهِ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ

• فَاسْتَجَابَ لَهُمْ رَبُّهُمْ أَنِّي لَا أُضِيعُ عَمَلَ عَامِلٍ مِنْكُمْ مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى بَعْضُكُمْ مِنْ بَعْضٍ فَالَّذِينَ هَاجَرُوا وَأُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأُوذُوا فِي سَبِيلِي وَقَاتَلُوا وَقُتِلُوا لَأُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَأُدْخِلَنَّهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ثَوَابًا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الثَّوَابِ

• وَمَنْ يُهَاجِرْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يَجِدْ فِي الْأَرْضِ مُرَاغَمًا كَثِيرًا وَسَعَةً وَمَنْ يَخْرُجْ مِنْ بَيْتِهِ مُهَاجِرًا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ يُدْرِكْهُ الْمَوْتُ فَقَدْ وَقَعَ أَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا

• إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا وَإِنِ اسْتَنْصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ إِلَّا عَلَى قَوْمٍ بَيْنَكُمْ وَبَيْنَهُمْ مِيثَاقٌ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ

• ثُمَّ قَسَتْ قُلُوبُكُمْ مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ فَهِيَ كَالْحِجَارَةِ أَوْ أَشَدُّ قَسْوَةً وَإِنَّ مِنَ الْحِجَارَةِ لَمَا يَتَفَجَّرُ مِنْهُ الْأَنْهَارُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَشَّقَّقُ فَيَخْرُجُ مِنْهُ الْمَاءُ وَإِنَّ مِنْهَا لَمَا يَهْبِطُ مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ أَفَتَطْمَعُونَ أَنْ يُؤْمِنُوا لَكُمْ وَقَدْ كَانَ فَرِيقٌ مِنْهُمْ يَسْمَعُونَ كَلَامَ اللَّهِ ثُمَّ يُحَرِّفُونَهُ مِنْ بَعْدِ مَا عَقَلُوهُ وَهُمْ يَعْلَمُونَ

• الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ أَعْظَمُ دَرَجَةً عِنْدَ اللَّهِ وَأُولَئِكَ هُمُ الْفَائِزُونَ يُبَشِّرُهُمْ رَبُّهُمْ بِرَحْمَةٍ مِنْهُ وَرِضْوَانٍ وَجَنَّاتٍ لَهُمْ فِيهَا نَعِيمٌ مُقِيمٌ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ أَجْرٌ عَظِيمٌ

• وَالسَّابِقُونَ الْأَوَّلُونَ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ وَالْأَنْصَارِ وَالَّذِينَ اتَّبَعُوهُمْ بِإِحْسَانٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ وَأَعَدَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي تَحْتَهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ذَلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ

• وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا لَنُبَوِّئَنَّهُمْ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَلَأَجْرُ الْآخِرَةِ أَكْبَرُ لَوْ كَانُوا يَعْلَمُونَ

• ثُمَّ إِنَّ رَبَّكَ لِلَّذِينَ هَاجَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا فُتِنُوا ثُمَّ جَاهَدُوا وَصَبَرُوا إِنَّ رَبَّكَ مِنْ بَعْدِهَا لَغَفُورٌ رَحِيمٌ

• وَالَّذِينَ هَاجَرُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ قُتِلُوا أَوْ مَاتُوا لَيَرْزُقَنَّهُمُ اللَّهُ رِزْقًا حَسَنًا وَإِنَّ اللَّهَ لَهُوَ خَيْرُ الرَّازِقِينَ

الهجرة في السنة النبوية[9]

• قال النبي لعمرو بن العاص:[10] «أما عملت أن الإسلام يهدم ما كان قبله، وأن الهجرة تهدم ما كان قبلها، وأن الحج يهدم ما كان قبله».

• وقال لأبي فاطمة الضمري:[11]«عليك بالهجرة فإنه لا مثل لها»

• وقال:[12]«يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله وأقدمهم قراءة، فإن كانت قراءتهم سواء فليؤمهم أقدمهم هجرة، فإن كانوا في الهجرة سواء فليؤمهم أكبرهم سناً»

• وقال:[13]«فمن فعل ذلك منهم – أي من أسلم وهاجر وجاهد – فمات كان حقاً على الله أن يدخله الجنة، أو قتل كان حقاً على الله عز وجل أن يدخله الجنة، وإن غرق كان حقاً على الله أن يدخله الجنة، أو وقصته دابته كان حقاً على الله أن يدخله الجنة»

• وقال:[14]«أنا زعيم لمن آمن بي وأسلم وهاجر ببيت في ربض الجنة، وببيت في وسط الجنة»

• وقال لما سئل عن أفضل الإيمان قال:[15]«الهجرة»

• وقال:[16]«وأنا آمركم بخمس، الله أمرني بهن: بالجماعة والسمع والطاعة والهجرة والجهاد في سبيل الله».

• وقال لعبد الله بن عمرو:[17]«أتعلم أول زمرة تدخل الجنة من أمتي؟)) قال: الله ورسوله أعلم، فقال: المهاجرون، يأتون يوم القيامة إلى باب الجنة ويستفتحون، فيقول الخزنة: أوقد حوسبتم؟ فيقولون: بأي شيء نحاسب؟! وإنما كانت أسيافنا على عواتقنا في سبيل الله حتى متنا على ذلك. قال: فيفتح لهم فيقيلون فيه أربعين عاماً قبل أن يدخلها الناس».

• عن جابر:[18]«أن الطفيل بن عمرو الدوسي أتى النبي ﷺ فقال: يا رسول الله، هل لك في حصن حصين ومنعة؟ قال: حصن كان لدوس في الجاهلية، فأبى ذلك النبي ﷺ للذي ذخر الله للأنصار، فلما هاجر النبي ﷺ إلى المدينة هاجر إليه الطفيل بن عمرو، وهاجر معه رجل من قومه، فاجتووا المدينة، فمرض فجزع فأخذ مشاقص له فقطع بها براجمه فشخبت يداه حتى مات، فرآه الطفيل بن عمرو في منامه، فرآه وهيئته حسنة، ورآه مغطيًا يديه، فقال له: ما صنع بك ربك؟ فقال: غفر لي بهجرتي إلى نبيه ﷺ»

مقاصد الهجرة[

الهجرة من دار الكفر إلى دار الإسلام لها مقاصد منها:[19]

1. هجر المكان الذي يُكفر فيه بالله، بل بالغ بعضهم فأوجبها من دار المعصية، نقل ابن حجر العسقلاني عن بعض أهل العلم أنّه يجب على كلّ من كان بِبَلد يُعمل فيها بالمعاصي، ولا يمكنُه تغييرُها: الهجرةُ إلى حيث تتهيّأ له العبادة؛ لقوله تعالى:﴿فَلا تَقْعُدْ بَعْدَ الذِّكْرَى مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ﴾.

2. تكثيف سواد المسلمين، فهي من أسباب أسباب الوِلاية المؤمنين، وتركها ينقض هذه الولاية، فقال تعالى:﴿إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولَئِكَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يُهَاجِرُوا مَا لَكُمْ مِنْ وَلَايَتِهِمْ مِنْ شَيْءٍ حَتَّى يُهَاجِرُوا﴾ سورة الأنفال:72، وقال ابن كثير في تفسير قوله تعالى:﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ﴾ سورة الأنفال:73:«أي: إن لم تُجانبوا المشركين وتوالوا المؤمنين وقعت الفتنة في النّاس، وهو التباس الأمر واختلاط المؤمنين بالكافرين، فيقع بين النّاس فساد منتشر عريض طويل.»

3. تيسير الجهاد على المسلمين، قال تعالى:﴿وَلَوْلا رِجَالٌ مُؤْمِنُونَ وَنِسَاءٌ مُؤْمِنَاتٌ لَمْ تَعْلَمُوهُمْ أَنْ تَطَأُوهُمْ فَتُصِيبَكُمْ مِنْهُمْ مَعَرَّةٌ بِغَيْرِ عِلْمٍ لِيُدْخِلَ اللَّهُ فِي رَحْمَتِهِ مَنْ يَشَاءُ لَوْ تَزَيَّلُوا لَعَذَّبْنَا الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْهُمْ عَذَاباً أَلِيماً﴾ سورة الفتح:25.

4. أنّ البقاء بينهم ذريعة إلى موافقتهم، قال صديق حسن خان:[20] «وقد استُدلّ بهذه الآية على أنّ الهجرة واجبة على كلّ من كان بدار الشّرك، أو بدار يُعمل فيها بمعاصي الله جهارا إذا كان قادرا على الهجرة، ولم يكن من المستضعفين، لما في هذه الآية من العموم، وإن كان السّبب خاصّا، وظاهرها عدم الفرق بين مكان ومكان، وزمان وزمان»

فضلها

رغّب كلٌّ من القرآن والسنة في «الهجرة في سبيل الله»، ووعدا «المهاجرين في سبيل الله» بالأجر العظيم، ومنه:[21]

• مغفرة الذنوب، فعن عمرو بن العاص قال:[22] «أتيتُ النبي ﷺ، فقلت: ابسط يمينك لأُبايعك، فبسط يمينه، قال: فقبضتُ يدي، قال: ما لك يا عمرو؟، قال: قلت: أردت أن أشترطَ، قال: تشترط بماذا؟، قلت: أن يغفرَ لي، قال: أما علِمتَ أن الإسلام يهدِم ما كان قبله، وأن الهجرة تهدِم ما كان قبلها، وأن الحج يهدِم ما كان قبله»

• بيت في ربض الجنة وبيت في وسط الجنة، فعن فضالة بن عبيد، يقول:[23] «سمعت رسول الله ﷺ يقول: أنا زعيم لمن آمَن بي، وأسلم وهاجَر ببيت في رَبَض الجنة، وببيت في وسط الجنة، وأنا زعيم لمن آمَن بي، وأسلم، وجاهد في سبيل الله، ببيت في ربض الجنة، وببيت في وسط الجنة، وببيت في أعلى غرف الجنة، من فعل ذلك فلم يدَع للخير مطلبًا، ولا من الشر مهربًا، يموت حيث شاء أن يموت»

• أنه في أول زمرة تدخل الجنة، فعن عبد الله بن عمرو قال:[24] قال لي رسول الله ﷺ: «أتعلم أول زمرة تدخل الجنة من أُمتي؟، قال: الله ورسوله أعلم، فقال: المهاجرون يأتون يوم القيامة إلى باب الجنة ويستفتحون، فيقول لهم الخزنة: أَوَقَد حُوسِبتُم؟ فيقولون بأي شيء نُحاسب؟ وإنما كانت أسيافنا على عواتقنا في سبيل الله، حتى مِتنا على ذلك، قال: فيُفتح لهم، فيَقِيلون فيه أربعين عامًا قبل أن يدخلها الناس»

حكمها[

تختلف أحكام الهجرة الحسية حسب الحالة:[4][25]

• تجب على من يقدر عليها ولا يمكنه إقامة واجبات دينه في ديار الكفر. قال تعالى: ﴿إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُوا فِيمَ كُنْتُمْ قَالُوا كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالُوا أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللَّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُوا فِيهَا فَأُولَئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءَتْ مَصِيرًا﴾ سورة النساء:97 ، وعَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ:[26] قال رَسُولُ اللَّهِ: «أَنَا بَرِيءٌ مِنْ كُلِّ مُسْلِمٍ يُقِيمُ بَيْنَ أَظْهُرِ الْمُشْرِكِينَ، لا تَرَاءَى نَارَاهُمَا».

• يُعذَر من لا يستطيع الهجرة كالنساء والأطفال والمرضى، قال تعالى: ﴿إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا. فَأُولَئِكَ عَسَى اللَّهُ أَنْ يَعْفُوَ عَنْهُمْ وَكَانَ اللَّهُ عَفُوًّا غَفُورًا﴾ سورة النساء:99.

• تستحب ولا تجب على من يتمكن من إظهار دينه ولا يُضيّق عليه.

• زاد الشّافعيّة قسماً رابعاً: وهو من يقدر على إظهار دينه في دار الحرب، ويقدر على الاعتزال في مكان خاص، فهذا بقاؤه أولى، لأنّ مكان اعتزاله صار دار إسلام بامتناعه، لأنّ كلّ محلّ قدر أهله على الامتناع من الكفّار صار دار إسلام.

ما قيل في نسخها[عدل]

ذكر بعض العلماء أن الهجرة الحسية نٌسخت بعد فتح مكة، لقول النبي محمد:[3] 《 لا هجرةَ بعدَ الفتحِ، ولكن جهادٌ ونِيَّةٌ، وإذا استُنفِرْتُم فانفِروا》، وأن الهجرة المعنوية بمعنى هجرة ما حرم الله هي ما بقي من مفهوم الهجرة[27] وقيل: أن حكمها لم ينسخ، وهو باق[27]، وأن ما نُسخ هو الهجرة إلى المدينة المنورة، ولكن الهجرة من دار الحرب إلى دار الإسلام باقية[28]، قال النووي:[29]

:قال أصحابنا وغيرهم من العلماء :"الهجرة من دار الحرب إلى دار الإسلام باقية إلى يوم القيامة"، وتأولوا هذا الحديث تأويلين :

1. أحدهما لا هجرة بعد فتح مكة لأنها صارت دار إسلام فلا تُتَصور منها الهجرة.

2. والثاني أن معناه : أما الهجرة الفاصلة المهمة المطلوبة التي يمتاز بها أهلها امتيازا ظاهرا بفتح مكة ومضت لأهلها الذين هاجروا قبل مكة، لأن الإسلام قوي وعز قبل فتح مكة عزا ظاهرا بخلاف ما قبله.

وقال ابن حجر العسقلاني:[30] «وهذه الهجرة باقية الحكم في حق من أسلم في دار الكفر وقَدِرَ على الخروج منها.»، وقال ابن كثير في تفسير الآية 97 من سورة النساء:[31] «فنزلت هذه الآية عامة في كل من أقام بين ظهراني المشركين وهو قادر على الهجرة وليس متمكنًا من إقامة الدين فهو ظالم لنفسه، مركتب حرامًا بالإجماع، وبنص هذه الآية.

إذن على ضوء الآية الكريمة ولن ترضى عنك اليهود والنصارى حتى تتبع ملتهم ؟

فمن يتبع مللهم اليوم من المسلمين هناك ملل اقتصادية وسياسية وثقافية يتبعها المسلمون اليوم

جاء فى صحيح الأخبار أن النبي صلى الله عليه وسلم لما توجه إلى حنين مر بشجرة سدرة كانت تقدسها العرب فى الجاهلية تسمى ذات انواط فقال له بعض الناس ممن دخل فى الإسلام حديثا يا رسول الله اجعل لنا ذات انواط كما لهؤلاء ذات انواط فقال عليه السلام الله اكبر لتتبعن سنن من قبلكم شبرا بشبر وذراعا بذراع حتى إذا ما ولجوا جحر ضب ولجتموه معهم أو كما قال عليه السلام وصدق رسول الله هذا ما نشاهده اليوم

هناك بين المسلمين بعض الكيانات يعاديهم اليود والنصارى مثل الحكم فى إيران وافغانستان وجماعة حزب الله فى لبنان فهل هذه الكيانات هي التى على الإسلام الصحيح اليوم على ضوء مفهوم الآية الكريمة ولن ترضى عنك اليهود والنصارى حتى تتبع ملتهم ؟ هذا موضوع بحث

على مدار الساعة

فيديو