المعارضة الموريتانية والمعارضة السينغالية إحداهما نشطة لديها شعبية معتبرة في الشارع بينما الأخرى بحاجة إلى إنعاش أو الإحالة إلى المعاش في الأنتخابات الماضية طلعت معارضة موريتانية في قبة البرلمان لا تمتلك أغلبية ولا يعرف الكثير عن توجهاتها هل هي تنموية أم مجرد حقوقية تصفها بعض الدوائر الحكومية بالأنتهازية ونحن نصفها بالعارضة الجديدة بعد ما فقدت القديمة رصيدها الشعبي بسبب ارتمائها في أحضان النظام الحاكم الشعب الموريتاني يريد معارضة حقيقية ليست معارضة من أجل المعارضة ولا معارضة شرائحية ولا معارضة قبلية ولا جهوية معارضة وطنية قادرة على مقارعة الفساد والظلم والتهميش لقد رأينا اشخاصا كانوا يكيلون الشتائم للنظام الحاكم ويصفونه بشتى الأوصاف الرديئة وبعد فترة قصيرة رأيناهم يقفونه في صفوف النظام ويدافعون عنه بالقدر الذي كانوا يشتمونه به بل ويمدحونه ربما بماليس فيه ما نسمي هؤلاء هل نقول أنهم مجرد مرتزقة أم نخفف العبارة ونقول أنهم متمصحين في كلا الحالتين هذا ليس سلوكا طبيعيا ولا وطنيا فالطبيعي والوطني أن يكون الشخص سويا ولا يبالغ في شتمه للنظام على المنابر ولا في مدحه بما ليس فيه يمكن أن ينتقد المفاسد بكلما يستطيع لكن بمهنية وإذا كان في صفوف المعارضة يكون مقتنعا بتوجهاته يعارض المفاسد ولايعارض الأشخاص ومعارته للأشخاص تكون نابعة من اصرارهم على بقاء الفساد دون تغيير ولا تبديل ثم يثبت على موقفه كذلك أولئك الذين يغيرون ولائاتهم الحزبية من أجل مصالهم الخاصة ليسوا حزبيين أصلا إنماهم اصحاب مصالح وهؤلا ء يطلق عليهم المتمصلحين
أما المعارضة السينغالية فهي قوية ولديها شعبية وقد استطاعات سابقا أنتزاع الحكم عبر صناديق الأقتراع بخلاف المعارضة الموريتانية والسبب هو أن السينغال فيه نظام ديموقراطي وحزبي ليس هو الأحسن وإنما مقبول وبالعكس فإن موريتانيا مازال نظامها يسبح عهدة العسكر وقبضة الأمن ولا يبالي بآراء الشعب ولا بما يطمح إليه في الحاضروالمستقبل
