يبدو أن الأنتخابات الموريتانية الحالية سلكت مسلك تعهداتي وبرنامج الإقلاع وقارعة الطريق

اثنين, 05/15/2023 - 11:51

هذه الأنتخابات غريبة وعجيبة كل الأنتخابات فى العالم تعرف قاسمها الأنتخابي ونسبة المشاركة فور أنتهاء عملية التصويت لكنها هنا بعد أعنت أن النسبة بلغت حدود الثلاثين إلى الأربعين ظلت ترتفع بقدرة قادر أو بأمر آمر حتى وصلت إلى اكثر من ستين بمائة قابلة للارتفاع مع ان الوقائع على الأرض لا تدعم ذلك كذلك شاهدنا فى هذه الأنتخابات ظواهر غريبة وعجيبة هناك حزبين متهمين بدعم الفساد أحدهما يقول أنه تقدم أو اكتسح هذه الأنتخابات بينما الآخر لم يحقق فيها أي شيء وأنتم تعرفون الأسماء ولا حاجة بنا لذكرها فهو تحصيل حاصل
فإذا كان المال الحرام ونفوذ المخزن ساهما فى نجاح من نجح فالأمر خطير جدا فهذه الثنائية هي التى دمرت بلدانا عديدة ومازالت تدمر دولا وشعوبا بعضها ليس منا ببعيد
هل يحتفل الآن من نجح بتلك الطرق وتلك الأساليب القديمة ويظن أن الشعب معه ؟
نعم قد يحتفل بذلك ولكن نؤكد له أن معظم الشعب مع الحق والعدل والأستقامة والشفافية وإعطاء كل ذي حق حقه وأنه ليس مع المفسدين والمستبدين والمحابين والمتملقين وإذا نجح مسيلمة فى اليمامة فلا يضر ذلك أهل مكة والمدينة قد يصعد الباطل إلى عنان السماء برافعة من الزور لكنه سرعان ما يسقط من لا يستطيع الوقوف أبدا
الشعب الكثير منه صوت أو عبر فى البداية عن مهزلة هذه الأنتخابات فى ظل مثل هذه الحكومة التى تجوع المواطنين وتهمشهم وتعطلهم عن العمل وتحرمهم من ابسط حقوقهم عبر عن ذلك بمقاطة التسجيل على اللوائح الأنتخابية اربعة ملايين ونصف لم يسجل منهم سوى حوالي مليون ونصف ثم إن الذين سجلوا لم يتوجه الكثير منهم أبدا إلى صناديق الأقتراع لأنهم يعلمون أن اصواتهم لا تغير شيء ولا تنفع فى شيء تحت ظل هذه العصابة الحاكمة المتحكمة فى مفاصل البلد منذ عشرات السنين سابقا كانت مجرد كولولنات واليوم اصبحت جنرالات تتلاعب بها زمرة من أسوء المسيرين فى العالم زمرة لا تعرف سوى أنفسها ومليء جيوبها من خزائن الدولة الشعب عندها بلا قيمة والفقراء عندما مجرد ارقام منقوشة على الحجر يظلون بحالهم إلى يوم القيامة هذه كارثة وطنية هذه مصيبة هذا بلاء من الله نعوذ بالله من غضبه ومن عقابه .
نص خطاب الرئيس ولد الغزواني عند تنصيبه :
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على النبي الكريم

فخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز
اصحاب الفخامة رؤساء الدول والحكومات
معالي الوزير الاول
اصحاب المعالي والسمو رؤساء الوفود المشاركة
السيد رئيس الجمعية الوطنية
السيد رئيس المجلس الدستوري
السيدات والسادة اعضاء مكتب الجمعية الوطنية
السيدات والسادة الوزراء
السيدات والسادة اعضاء المجلس الدستوري
السيدات والسادة رؤساء واعضاء الهيئات الدستورية
السيدات والسادة المنتخبون
السيدات والسادة السفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية والقنصلية
السيدات والسادة ممثلو المنظمات الدولية
السيدات والسادة المدعوون الكرام
مواطني الاعزاء
ايها الشعب الكريم

اود بداية ان اعرب لضيوفنا الكرام عن عظيم الامتنان لحضورهم هذه اللحظة الهامة في تاريخ بلادنا وان اؤكد لهم باسم الشعب الموريتاني وباسمي الخاص تشرفنا بهذا الحضور الذي يعطي اصدق دليل على متانة وعمق العلاقات التي تربط بلادنا ببلدانهم الشقيقة وهيئاتهم الصديقة.

كما التمس من الجميع العذر في ان أعبر في هذا المقام عن مدى فخري واعتزازي بالانتماء الى هذا الشعب الابي الذي سطر عبر الانتخابات الرئاسية الاخيرة ملحمة ديمقراطية أكدت على نضج وقوة المنظومة السياسية الوطنية فقد كانت هذه الانتخابات ذات دلالة خاصة بالنسبة للشعب والوطن فلأول مرة يتم تداول سلمي على السلطة بين رئيسين منتخبين تكريسا للدستور واحتراما لدور الارادة الشعبية في تحديد آليات ممارسة الحكم.

ان ما تميزت به هذه الانتخابات من اهتمام شعبي تجسد في نسبة المشاركة العالية ومن دقة في التنظيم وشفافية في الاجراءات وما اتسمت به من اجواء احتفالية ومن تكريس لثقافة التعددية وقبول الرأي الآخر كلها عوامل يجب ان تشكل مصدر فخر للامة الموريتانية ومصدر اعتزاز بديمقراطيتنا التي تزداد تجذرا يوما بعد يوم، وبناء على ذلك فإنني اتوجه بالتحية الى كافة شعبنا على ما اظهر من نضج سياسي وعلى المستويات الراقية من السلوك المدني التي تحلى بها خلال مراحل المسلسل الانتخابي.

وفي هذا المقام اتوجه بشكر خاص الى الغالبية من الشعب التي التفت حول المشروع السياسي الذي تقدمت به الى الانتخابات في هبة واجماع وطني منقطعي النظير تجسدا في العدد الكبير من الاحزاب السياسية والمبادرات الجماعية والفردية التي تبنته كخيار انتخابي كما أشكرمواطني الاعزاء الذين صوتوا لخيارات أخرى واعبر لهم عن احترامي لتلك الخيارات وعن فهمي لدلالاتها، الا انني اؤكد للجميع ان الفائز الاول في هذه الانتخابات هو الشعب الموريتاني وديمقراطيته .

كما ان السياق التاريخي لهذه اللحظة يستوجب مني ان اسجل نيابة عن الشعب الموريتاني واصالة عن نفسي شهادة للتاريخ في حق أخي وصديقي فخامة الرئيس محمد ولد عبد العزيز الذي ستحفظ له الذاكرة الجمعية الوطنية ما حقق للبلاد من انجازات تنموية شاهدة ومن مكاسب سياسية وديمقراطية رائدة، فقد شكلت بحق فترة قيادته لبلدنا نقلة نوعية في معركة النماء والاستقرار بالنظر الى ما حقق فيها من انجازات بنيوية عملاقة وما اختتمها به من احترام للدستور وعبور بوطننا الغالي الى بر الامان، فله منا جميعا التهنئة الخالصة والشكر المستحق.

ولا يفوتني كذلك ان اتقدم بالشكر والتحية لكافة الطيف السياسي الوطني على مشاركته الفاعلة في هذه الانتخابات واخص بالشكر المترشحين لها لما تقدموا به من برامج سياسية نوعت الخيارات المتاحة للمواطن، ولما بذلوا من جهود متميزة في سبيل ان تسير العملية الانتخابية وفقا للمساطر الاجرائية المعمول بها.

فخامة الاخ الرئيس
اصحاب الفخامة
اصحاب المعالي والسمو
السيدات والسادة المدعوون الكرام
مواطني الاعزاء
ايها الشعب الكريم

من هذا المقام الذي أتولى فيه رئاسة الجمهورية، استشعر احاسيس ومشاعر ابناء وطني جميعا وهو ما يجعلني ادرك ثقل هذه المسؤولية واقدرها حق تقديرها ،إنها مسؤولية بحجم الآمال والطموحات المشروعة لكل فرد من هذا الشعب العزيز في الظفر بأسباب العيش الكريم والاطمئنان على حاضره ومستقبله ،إنها مسؤولية بقدر واجبنا اتجاه اجيالنا القادمة لتوريثها وطنا يحقق لها شروط الامن والسعادة ويذكي فيها بواعث الفخر بالانتماء اليه ، إنها مسؤولية بمستوى المكانة التي نتطلع الى ان يحتلها بلدنا وشعبنا حاضرا ومستقبلا بين بلدان وشعوب العالم.

إن التفويض الذي منحنيه المواطنون لتسيير شؤون البلاد في المرحلة القادمة شرف عظيم لا يضاهيه سوى رغبتي الصادقة في العمل على بناء دولة قوية ومتطورة ينعم كافة مواطنيها دون تمييز بأعلى مستويات الامن والرفاهية والرخاء ، ومن هذا الموقع فإنني سأكون رئيسا للجميع مهما اختلفت انتماءاتهم السياسية او خياراتهم الانتخابية وسيكون هدفي الاوحد والاسمى خدمتهم جميعا والعمل الجاد على تحقيق آمالهم جميعا.

وسعيا لبلوغ هذا الهدف فقد تقدمت الى الشعب بمشروع للدولة والمجتمع سيمكننا بحول الله من العبور بالبلاد الى واقع افضل خلال السنوات الخمس القادمة، ذلك المشروع الذي يترجم رؤية منهجية تراعي معايير الشمولية والطموح والواقعية في آن معا وتؤسس لمستقبل واقعي عبر التركيز على معالجة مكامن الخلل ومواطن النقص واجتثاث الفوارق والقضاء على مظاهر التخلف .

وتطبيقا لهذا المشروع فإنني بأذن الله سأعمل دون كلل على تعزيز مرتكزات الدولة واطلاق نهضة تنموية شاملة وسريعة المفعول تراعي الاولويات الاجتماعية والاقتصادية كما سأسعى الى تطوير آليات الحكامة وتسيير الشأن العام .ففي ما سيتعلق بالمرتكزات فإنني اجدد الالتزام لشعبنا الكريم بحماية الوطن وصون الوحدة الوطنية والذود عن ديننا الاسلامي الحنيف الذي يشكل العروة الوثقى الضامنة لتلك الوحدة وكذلك لاشاعة العدل بين المواطنين .

وضمانا لسلامة حوزتنا الترابية وطمأنينة مواطنينا وامنهم سأواصل مجهود رفع الكفاءة المهنية لأفراد قواتنا المسلحة وقوات امننا وتكييف وسائلها ومصادرها البشرية مع المهام المنوطة بها، وسيكون العمل على تعزيز الوحدة الوطنية وتقوية اللحمة الاجتماعية والمساواة بين المواطنين في مقدمة اهتماماتي حيث سأعمل بحزم على تعزيز الشعور بوحدة الانتماء والمصير مع التركيز على تثمين المشترك وتقوية المواطنة كمعيار اوحد للتعاطي بين الدولة والمواطنين .

ولنا في ماضينا وحاضرنا من الادوات ما يجعل تعزيز وتوثيق وحدتنا الوطنية مسألة فوق الشكوك والمخاوف، وليس اقل تلك الادوات ما نسجه ديننا الاسلامي الحنيف من وشائج الدم والعلاقات الاجتماعية والثقافية بين مكونات مجتمعنا عبر قرون من العيش المشترك، تلكم الوشائج والعلاقات التي انتجت شعبا يثير الفخر بتنوعه واندماجه ونظامه التكافلي ومنظومته القيمية وحضارته التي قاومت بشموخ عوامل الاندثار ومحاولات التغريب، كما سأسهر من جهة أخرى على ان تتمتع منظومتنا العدلية بكافة مقومات الاستقلال الفعلي وعلى تقريب خدماتها من المواطنين جغرافيا واجرائيا ، وسألتزم برفدها بكافة الموارد البشرية والوسائل المادية الضرورية لتصل الى أعلى مستويات المهنية والشفافية وتكسب ثقة المتقاضين.

فخامة الاخ الرئيس
اصحاب الفخامة
اصحاب المعالي والسمو
السيدات والسادة المدعوون الكرام
مواطني الاعزاء
ايها الشعب الكريم

ان النهضة التنموية التي سنشرع في إطلاقها تهدف بالأساس الى إحداث تأثير ايجابي مباشر وسريع على حياة المواطن الموريتاني حيثما كان ضمن رؤية ثنائية الابعاد تتوخى تخفيف وطأة الحاضر وتحسين المستقبل، وفي هذا الاطار ولأن المساواة بين المواطنين وتكافؤ الفرص امامهم تشكل اولوية مطلقة بالنسبة لي ، فسأعمل بقوة وحزم من أجل القضاء على جميع مظاهر الغبن والحيف أيا كان مصدرها وآيا تكن طبيعتها، وسأولي عناية قصوى للفئات الهشة وتلك التي عانت تاريخيا من أي شكل من اشكال التهميش عبر برامج قوية وتدخلات موجهة تمكنها من التخلص من جميع آثار التخلف والالتحاق بباقي مكونات المجتمع.

ولأن البطالة تعطيل للطاقات ومبعث لليأس ومكمن للمخاطر فسيكون التشغيل محورا بارزا ومكونة رئيسة في كل استراتيجيات التدخل الحكومي، وسأسعى بعون الله إلى خلق عشرات الآلاف من فرص العمل لصالح كافة فئات شبابنا الذي يعاني البطالة سواء في ذلك ذووا الشهادات أو الذين لم يساعدهم الحظ أو الظروف على التقدم في مراحل التعليم ، ولقناعتي الراسخة بان التعليم هو الوسيلة الوحيدة لضمان الرقي الاجتماعي والاقتصادي للأفراد والمجتمعات فان جل اهتمامي سينصب على ايجاد حلول جذرية للمشاكل البنيوية التي يعانيها القطاع .

وعلى هذا الاساس سأشرع دون تأخير في العمل على إعادة تأسيس منظومتنا التربوية سعيا الى الوصول الى المدرسة الجمهورية التي تشكل بوتقة لانصهار واندماج الأجيال وإطارا لتحصين الشباب وتكوين كفاءات مفعمة بالمواطنة ومسلحة بالمعارف والمهارات الضرورية لترقية الدولة والمجتمع ، كما سأسعى بشكل خاص على رفع مهنية التعليم التخصصي وموائمته الفعلية مع متطلبات سوق العمل والتركيز على التكوين في المجالات المرتبطة بالقطاعات الاقتصادية الواعدة .

ومن جانب آخر يهمني التأكيد لمواطني الأعزاء أن ضمان نفاذهم الى الخدمات الاساسية يشكل هاجسا قويا واولوية مطلقة بالنسبة لي، والهدف الذي سأسعى بتفان للوصول اليه في هذا المجال هو تعميم خدمات الماء والصحة والغذاء حتى يتمكن كل مواطن من الولوج اللائق الى هذه الخدمات دون عناء، وسعيا لذلك سأكثف الاستثمار في شبكات المياه وفي المنظومة الصحية بشقيها القاعدي والاستشفائي وكذلك في برامج الامن الغذائي حتى تغطي هذه الخدمات الوسطين الريفي والحضري بشكل يتناسب وتطلعات واحتياجات المواطن.

فخامة الاخ الرئيس
اصحاب الفخامة
اصحاب المعالي والسمو
السيدات والسادة المدعوون الكرام
مواطني الاعزاء
ايها الشعب الكريم

تحتل التنمية الثقافية والاجتماعية مكانة متميزة في طليعة اهتماماتي وذلك لقناعتي التامة بضرورة العمل على خلق نمو متسع الجوانب المادية والانسانية والثقافية من حياة المجتمع، وسيشمل اهتمامي في هذا المجال العمل على تمكين فئات المجتمع وخلق أطر مناسبة لتطوير الانشطة الاجتماعية والترفيهية اضافة الى ترقية وتثمين الثقافة والفنون وتطوير مختلف اساليب التعبير الثقافي والفني.

وسأعمل على تمكين المرأة - لوعيي التام ـ بضرورة مشاركتها الكاملة في الحياة العامة وحصولها على كافة حقوقها خصوصا في مجالات التعليم والصحة والنفاذ الى مصادر الانتاج، كما سأسعى الى تعزيز مشاركتها في تسيير الشأن العام عبر تقوية حضورها في مواقع ودوائر صنع القرار.

ولأن الشباب اولوية بالنسبة لي ولدي وعي كامل بحالات الهشاشة التي يعيش فيها جزء منه، فستتركز سياستي الموجهة لصالح الشباب على التأهيل وتوفير فرص العمل المستقر وتنمية الثقة في قدرة الشباب على تحمل المسؤولية ودمجه في الحياة النشطة، كما ستشمل تلك السياسة العمل على خلق بيئة مناسبة لتطوير وتأطير الانشطة و المهارات الشبابية بشقيها الثقافي والرياضي.

فخامة الاخ الرئيس
اصحاب الفخامة
اصحاب المعالي والسمو
السيدات والسادة المدعوون الكرام
مواطني الاعزاء
ايها الشعب الكريم

إن السياسات الاجتماعية والتنموية الطموحة التي نحن بصددها تتطلب اقتصادا قويا يتسم بالمرونة ويمتلك مقومات الصمود، لذلك سأعمل على وضع أسس قوية لاقتصاد منتج ومتنوع يخلق مزيدا من فرص والقيمة المضافة ويمكن من إطلاق نهضة تنموية شاملة تتناغم فيها الابعاد الاقتصادية والاجتماعية لتخلق رفاهية ورخاء ينعم بهما الموريتانيون اينما كانوا.

وسأسعى الى تنويع المنظومة الاقتصادية والاستغلال الرشيد للثروات الوطنية سعيا الى القضاء على البطالة وخلق الثروة ، كما سأعمل بشكل مكثف على تطوير البنى التحتية الداعمة للنمو خصوصا قطاعات النقل والطاقة والاتصالات لما لها من دور حيوي في تحسين الظروف المعيشية للسكان وفي خلق المزيد من شبكات ومواطن الانتاج ودمجها في النسيج الاقتصادي الوطني ، وسأسعى ايضا الى خلق قطاع خاص تنافسي ومحرك للاقتصاد يضطلع بمساهمة اكبر في تسريع وتيرة النمو وبدور محوري في التشغيل .

فخامة الاخ الرئيس
اصحاب الفخامة
اصحاب المعالي والسمو
السيدات والسادة المدعوون الكرام
مواطني الاعزاء
ايها الشعب الكريم

إنني ادرك تماما ان الخطط الانمائية التي نحن بصدد تنفيذها تتطلب آليات حكامة ذات فعالية، ويتعلق الأمر هنا بتسيير الشأن العام في ابعاده الادارية والدبلوماسية والسياسية ، فكما هو معلوم لدينا جميعا يستحيل تحقيق أي نتائج تنموية ملموسة في غياب ادارة قوية وفعالة تمتلك المهارات والموارد البشرية والمادية الكافية، على اعتبار ان الادارة هي اداة الانتاج الاولى والمؤطر الاساسي لأنشطة الدولة والمجتمع ، كما ان انجاز أي نهضة تنموية داخلية تتناغم وتتعاطى مع العالم يتطلب بلا شك دبلوماسية قوية تحقق التوافق مع المحيط الخارجي وتقدم البلد للعالم في أبهي صوره، كما أنني على وعي تام بأن تنفيذ المشروع التطويري الشامل الذي اعتزم اطلاقه يتطلب مناخا سياسيا هادئا يساعد في تركيز كافة قوى الدولة على الجهد التنموي .

فبخصوص الادارة لن أدخر أي جهد في ان تكون المهنية والنزاهة واحترام المعايير الفنية والاخلاقية سمات ثابتة في ادارتنا، وسأنفذ كل الاجراءات المطلوبة لتنشيط الادارة العمومية بغية دفعها الى تأدية مهامها المختلفة على احسن وجه وتحديث اطارها المؤسسي والتنظيمي وتطوير الخدمة العمومية وتحسين العلاقة بين الادارة والمواطن والمساواة في النفاذ الى الخدمات العمومية .

اما فيما يتعلق بالعلاقات الخارجية فإنني اعتزم تطوير دبلوماسية ديناميكية توجهها مصلحة البلد وتستمد قوتها من انتمائنا العربي الافريقي ومن موقع بلدنا كجسر للتواصل ونقطة التقاء بين شعوب المنطقة، وعلى هذا الاساس ستعمل دبلوماسيتنا بشكل مكثف من اجل الحفاظ على السلم والامن وكذلك على ترقية قدراتنا الاقتصادية عبر جلب المستثمرين والتعريف بالبلاد وامكانياتها وما تتيحه من فرص .

وفي الشأن السياسي سأسعى الى خلق مناخ طبيعي و هادئ يضطلع فيه كل فاعل بدوره الدستوري انطلاقا من تموقعه السياسي، فبلدنا ليس نشازا ويلزمه كباقي الدول وجود اغلبية تحكم ومعارضة تتابع وتنتقد في اطار توافق يحترم لكل طرف دوره ويحدد مساحة تدخله وفقا للآليات والمساطر الدستورية ، وفي هذا السياق سأعمل على تعزيز تنويع قنوات التواصل والتعاطي مع كافة الفرقاء السياسيين سواء تعلق الامر بالمعارضة عبر مؤسستها الدستورية او بالأحزاب الممثلة في البرلمان او بمكونات الاغلبية الداعمة لبرنامجي، كما سأبقى منفتحا طيلة مأموريتي على كافة الطيف السياسي الوطني لإدراكي التام بأن موريتانيا تحتاجنا جميعا اغلبية ومعارضة .

فخامة الاخ الرئيس
اصحاب الفخامة
اصحاب المعالي والسمو
السيدات والسادة المدعوون الكرام
مواطني الاعزاء
ايها الشعب الكريم

عندما أعود بذاكرتي الى اللحظة التي قررت فيها الترشح لنيل ثقة الشعب، اتذكر بجلاء ان مبعثها الوحيد كان أملا شخصيا في مواصلة خدمة الوطن من موقع جديد، ومع التقدم في مسار الانتخابات ظل ذلك الامل يكبر ويتسع بتنامي حجم الاجماع السياسي والالتفاف الشعبي حول مشروع الدولة والمجتمع الذي تقدمت به ليصبح في النهاية أمل امة بأكملها، انه أمل الفرد في تحقيق ذاته في كنف مجتمع يقدره ويحميه حقوقه ، امل المجتمع في الرقي المنسجم في حضن وطن يضمن له الرفاهية و الامان، انه امل الوطن في الازدهار والتطور والتدرج في مصاف الامم، وبنيل ثقتكم اصبح هذا الامل التزاما وتحقيقه مسؤولية، وعليه فإنني أعول كثيرا على التزام كل مواطن واضطلاعه بمسؤوليته في تحقيق هذا الامل لأنه املنا جميعا.

وابتداء من هذه اللحظة سننطلق معا على بركة الله وفي كنف من رعايته ضمن مسار تنموي يكون فيه المواطن الموريتاني هو الغاية والمنطلق ،ذلكم المسار الذي لن أدخر أي جهد في ان يفضي الى تحقيق آمال وطموحات كل فرد من شعبنا متسلحا في ذلك بارادة في البناء وبالتزام خدمة الوطن، لا يوازيهما قوة وصدقا سوى ايماني بقدرة الشعب الموريتاني العظيم على مواجهة التحديات وتحقيق المعجزات.

وفي الختام اتوجه مجددا الى ضيوفنا الكرام بأسمى آيات الشكر والعرفان باسم الشعب الموريتاني الذي تشرف بزيارتهم وسعد باستضافتهم، واتمنى لهم جميعا مقاما سعيدا بيننا وعودة ميمونة وآمنة الى بلدانهم الصديقة والشقيقة ، كما اسأل الله العلي القدير ان يديم على بلادنا نعمة الامن والايمان وان يرشدنا الى ما فيه خدمة الوطن والانسان .

اشكركم جميعا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته".
نماذج من خطاب الرئيس ولد الغزواني عند ترشحه للرئاسة
استهل خطابه بشكر حرم الرئيس شكرا خاصا على ما قال إنه اصراره على حضور الحفل بوصفها مواطنة موريتانية. وبدأ بالقول: لا اوافق على ان كل من حكم البلاد كان مخطئا وإلا لما وصل البلد لما وصل إليه ولم يكونوا مصيبين بشكل مطلق وإلا لما كانت هناك اختلالات تستدعى المعالجة، لكنه أردف قائلا: افترض فيهم جميعا حسن النية والوطنية فقد اجتهدوا وأصابوا فلهم اجر الاجتهاد والصواب واخطئوا في أمور فلهم اجر الاجتهاد ولكل منهم وضع لبنة في هذا الصرح الذي لا ينتهي العمل فيه.

وقال المرشح إن العشرية الاخيرة بشكل خاص تميزت بانجازات كبيرة بفضل الروح الوطنية والرؤية الثاقبة للرئيس محمد ولد عبد العزيز حيث تم توطيد اركان الدولة وتم تعزيز الوحدة الوطنية وتحققت نهضة اقتصادية شاملة كما شكلت نقلة نوعية غير مسبوقة في مسيرة التنمية.

لكن ما وصلتا له ليس نهاية المطاف مازال الطريق طويلا ومحفوفا بالمخاطر، يضيف ولد الغزواني، معلنا ترشحه للرئاسة لمواجهة هذه التحديات. وأضاف: آمل أن تمنحوني ثقتكم وإن لم أكن أفضلكم لأخدم وطني وأتعهد وللعهد عندي معناه أن أوظف بجد وإخلاص ما من الله علي فيه من تكوين وخبرة لسد مواطن الخلل وبناء مجتمع عصري يكفل لكل مواطن حقه في المساواة.
ومع هذا النقد اللاذع لمن سبقوه فقد تمسك بمخرجاتهم وسار على دربهم ولم يغير شيء لا من نهجهم ولا من تسييرهم للشأن العام ولا من موظفيهم الذين تلاعبوا بمقدرات الشعب وحرموه منها بل زاد على تصرف من سبقوه بالتقرب من رجال الأعمال الذين افلسوا وافسدوه بأخذ الصفقات عن طريق الرشوة والمحاباة وأخذ الأراضي الزراعية والعقارات المدنية الهامة فى عواصم المدن وقال ولد الغزواني فى خطاب الترشح :
بسم الله الرحمن الرحيم .. والصلاة والسلام على نبينا الكريم...
السادة رؤساء الجمهورية
السادة الوزراء الأول
السيد رئيس الجمعية الوطنية
السادة رؤساء الجمعية الوطنية السابقون
السيد نائب رئيس الجمعية الوطنية
السادة المنتخبون
السادة رؤساء الأحزاب و التيارات و الكتل السياسية الداعمة
السيد المدير الوطني للحملة
السادة أعضاء طواقم الحملة
السادة ممثلو الصحافة

أيها الحضور الكريم

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته ،،،

أشكركم على تلبية هذه الدعوة التي ستتيح لنا الفرصةَ لنتقاسم الخطوط العريضة لبرنامجيَ الانتخابي، الذي أردته طموحا وواقعيا في الوقت نفسه،

والذي أنا بصدد اقتراحه على الشعب الموريتاني في هذه اللحظة المفصلية والمنعطف الحاسم بالنسبة لبلدنا. حيث الفرصة متاحة لنبنيَ على مكتسباتنا ونفتح ورشات جديدة، ونسير معا إلى آفاق سعيدة وغد أفضل.

يستجيب هذا البرنامج لتطلعات وهموم المواطنين ومتطلبات النهوض بالبلد وتنميته، لأنه في الواقع حصيلة اطلاعي وخلاصة لقاءات جمعتني بالكثير من المواطنين من مختلف المشارب والتوجهات والأعراق، وخلال زياراتي لمقاطعات الوطن...

وقبل هذا العرض، اسمحوا لي بشكل خاص أن أرحب مرة أخرى بممثلي الصحافة الذين أُعَوّل عليهم في نشر وإيصال هذا البرنامج مستغلا تأثيرهم كصناع رأي ومستفيدا من دورهم التنويري.

قبل أيام من انطلاق الحملة الممهدة لانتخابات رئاسية تفضي إلى التناوب على السلطة،

أردت أن أتوجه من خلال هذا الجمع الكريم إلى كافة المواطنين الأعزاء في الداخل والخارج لأعرض عليهم برنامجي الانتخابي الذي يرتكز على المحاور التالية:

• ضمان استقرار البلد وتعزيز أمنه وتقوية وحدته
• إقامة مؤسسات قوية
• القضاء على الفقر والبطالة وكافة أنواع الفوارق
• توفير العلاج والتعليم الجيد والخدمات الأساسة لكافة

مواطنينا أينما كانوا على امتداد وطننا الغالي

• مواجهة جميع مظاهر الغلو والتطرف
• بناء دولة عصرية تحترم قيمها الإسلامية الراسخة، وتعتز بتنوعها وتكفل الحقوق والحريات

على الرغم من الجهود الجبارة التي بُذلت خلال العشرية الأخيرة، لا تزال هناك تحديات جسام، ومخاطر محدقة. وسيكون الكفاح من أجل رفع مستوى المعيشة والقضاء على الفوارق معركتنا اليومية، التي هي في الواقع معركة مستمرة ضد كل أشكال الغبن والهشاشة.
أريد أن أكون مرشحا للأمل والعدالة والتقدم والازدهار..

أريد أن أشارك في معركة التنمية الشاملة هذه. وإنني لأرجو بصدق أن أكون على مستوى ما ينتظره المواطنون مني.

وأن استجيب لتطلعات شبابنا الراغب في العيش الكريم، والمساهمة في تنمية بلده،

وأن أنصف المرأة بالرفع من مستوى مشاركتها، لنقود معا عملية النهوض بمجتمعنا.

بالنسبة لي يجب ألا تكون الانتخابات الرئاسية مجرد معركة للوصول إلى السلطة. بل أريدها فرصة يغتنمها كل مرشح ليقول للمواطنين ماذا سيضيف للبلد، وكيف سيحقق ذلك وأسلوبَه في ممارسة الحكم.
أما أنا، فسأجعل التنمية الاجتماعية في قلب اهتماماتي ولن أترك أحدا على قارعة الطريق. فتصوري للسياسة يملي علي العمل على أن ينعم كل فرد بالسعادة وأن يَعُم الازدهار..

أريد أن أكون مرشح الحكامة الرشيدة، والاستغلال الأمثل للموارد والاستثمارات العمومية المجدية والمنتجة، والمحافظة على التوازنات الاقتصادية الكبرى وعلى النمو المطرد الذي يتيح تنمية مستدامة.

أريد تقوية الرقابة البرلمانية على السلطة التنفيذية، سبيلا إلى تحسين الحكامة وتعزيز الإصلاحات من أجل طمأنة المواطن على حُسن استخدام الموارد العمومية واحترام القرارات البرلمانية.

أريد تحديثَ وعصرنةَ نظام المالية العمومية ليكون التسيير شفافا وموجها لتحقيق أهداف واضحة من خلال تنفيذ برامج محددة. وأن تكون الموازناتُ موازناتِ نتائج لا موازناتِ وسائل.

وسأحرص على توجيه موارد الدولة إلى أولويات التنمية واستخدامها بأعلى قدر ممكن من الفاعلية والجدوائية.
كما سأفرض الاحترام المطلق للمال العام وَأُؤسسُ لثقافةِ تقييمٍ لفعاليةِ السياسات العمومية المنتهجة.

وسأضع إجراءات تقي من الرشوة والتزوير وكافة المخالفات.
سأقيم عدالة مِهنية ومستقلة وسأوفر لها الوسائل المادية والبشرية الضرورية حتى تتمكن من تطبيق القانون بكل حرية، وتصدر أحكامها بحياد وشفافية مطلقة في القضايا المعروضة أمامها.

أعتبر أنه من الممكن تحسينُ نوعية الخدمات، وضمانُ مزيد من العقلانية،عن طريق القيام بإصلاحات مؤسسية جوهرية، وذلك في إطار توجه عام لإصلاح الدولة وتزويدها بوظيفة عمومية عصرية وفعالة.

وستتحسن ظروف العمل بالنسبة للموظفين العموميين، ووكلاء الدولة بشكل كبير ومستمر.

ستكون ورشة إصلاح الدولة ورشة رئيسة خلال مأموريتي،
ومن جهة أخرى وتمشيا مع تقاليدنا العريقة في التشاور، سأعمل على أن يَحظى بلدنا بمؤسسات قادرة على إدارة حوار سياسي دائم حول الرهانات الكبرى وتهدئة الساحة السياسية حتى يبقى الخلاف على مستوى الأفكار.

كما أريد ترسيخ ثقافةٍ ديمقراطيةٍ تعترف بالاختلاف وتضمن التعددية وفصل السلط وتعزز دولة القانون.

وسأستغل كل فرصة سانحة لترسيخ الديمقراطية وتحسين ممارسة الحكم وعصرنة النظام السياسي.

فمن وجهة نظري، لا بديل عن تعزيز الديمقراطية وبناء مؤسسات صَلبة ذات صدقية قادرة على تنظيم الحياة السياسية وضمان الاستقرار.

ولبلوغ هذا الهدف يجب الشروع في إصلاح مؤسسي توافقي يفضي إلى إقامة مؤسسات أقل كلفة وأكثر فاعلية.

و في هذا الصدد سأطلق نقاشا وطنيا تسبقه دراسات فنية تكون أساسا لاختيار أمثل الطرق لعقلنة منظومتنا المؤسسية، وتأخذ في الحسبان الكلفة والفاعلية والترشيد.

ويجب أن يتمحور هذا النقاش حول المؤسسة القضائية والتشريعية وحول التنظيم الإداري للدولة و اللامركزية، ودور المجموعات المحلية وانتهاج التشاركية والتشاور.

قد تبدو القضايا المؤسسية والسياسية ثانوية إذا ما قورنت بإلحاح الحاجات الاجتماعية التي لا يمكن أن تنتظر،

لكنها تشكل الأساس الذي عليه يُبنى التصور، وتُنفذ المقاربة الشاملة لتنمية البلد الاقتصادية والاجتماعية القائمة على بناء مؤسسي متسق وإدارة منظمة قادرة على وضع السياسات العمومية وتنفيذها.
و بما أن الوقت مورد ثمين فسأخصص كل وقتي لمواجهة التحديات الحقيقية، وأجعلُ من يعملون معي يجتهدون لتصبح بلادنا بحال أفضل.

إنني على يقين أن شبابنا المفعم بالحيوية والنشاط ينتظر منا خلق إطار للعيش الكريم و توفير بيئة ملائمة لتفـَتُّـقِ مواهبه الخلاقة وتوظيف طاقاته الهائلة في خدمة البلد.

و من واجبنا أن نستجيب لتطلعاته ونلبي رغبته النبيلة في المساهمة في بناء الوطن، وأن نحرص على أن لا يدفعه اليأس إلى الغلو والتطرف.

إنني أتفهم تماما التطلع المشروع لأسرنا التي ضحّـت ليحصل أبناؤها على شهادات تخولهم ولوج الحياة النشطة،

كما أتفهم نفاد صبر الطامحين إلى فرصة للعيش الكريم سواء أكانت لديهم المؤهلات لذلك أم لا.

إنني أتقاسم مع هؤلاء جميعا همومهم وألتزم بالسعي لإيجاد الحلول المناسبة لمشكلاتهم.

وسيترجِم برنامجي الانتخابي هذه الحلول عبر انتهاج سياسات قطاعية تهدف إلى:

• توسعة القاعدة الإنتاجية للبلد، خصوصا في القطاعات ذات القدرة العالية على التشغيل وامتصاص البطالة.

• تشجيع المبادرات الذاتية والمواكبة الفاعلة للشباب الراغبين في إنشاء مؤسساتهم الخاصة

• تسهيل الحصول على التمويل القصير والمتوسط المدى

• العمل على وضع إطار محفز يشجع المؤسسات على استيعاب المزيد من الشباب

• تطوير التعليم الفني والمهني

إنني أقدر عاليا الطموح المشروع للمرأة الموريتانية إلى المزيد من التحرر والمساواة، وأحترم إصرارها على المشاركة في المجهود الوطني.

وسأسعى إلى أن تصل المكانةَ اللائقةَ بها في مجتمع يمزج بين الحداثة والقيم الإسلامية الراسخة.

إن نسائنا اللاتي يكابدن ظروف الحياة القاسية ويَسهَـرن وحدهن أحيانا على تربية أبنائهن بشجاعة وتصميم، ويُـعِـلْنَ أسرهن دون الموارد الكافية، لَـجديـراتٌ بكل احترام وإجلال.

وسنعمل على تطبيق وتحسين القوانين التي تحميهِن وتصونُ حقوقهُن.

على الرغم من الجهود الجبارة المبذولة للقضاء على الفقر فإن أشكالا متعددة منه ما تزال موجودة في مجتمعنا.

وبما أنني أريد أن أكون مرشحاً لِلأمل والعدل والازدهار، ستكون محاربة الفقر والقضاء على الفوارق أولويتي المطلقة.

وستُشـكِل محاربة البطالة وتعزيز إجراءات الحماية الاجتماعية ورشةً هامةً في مأموريتي.

كما سيتم وضع سياسات فاعلة لمحاربة الفقر المدقع عن طريق تقديم مساعدات نقدية للأسر الأكثر احتياجا.

إن تعميم التأمين الصحي ووضعَ آلية فعالة للتكفل بالمعوزين يمكن أن يُشكل أوّلَ الحلول الملائمة لمشكِل البؤس الاجتماعي.

يؤسفني أن دَخـل المتقاعـدين بعـيد كل البعد من تغطية حاجياتهم الأساسية في سن هم أحوج ما يكونون إلى الراحة والطُمأنينة،
ويؤسفني أن الكثير منهم مضطر إلى مضاعفة الجهود والبحث عن أي عمل للحصول على لقـمة العيش في سـنٍ كان على المجتمع أن يمكنهم من الاستمتاع بحياتهم بعد الخدمة الطويلة والتضحيات الجسام.

أتعهد لهؤلاء بزيادة دخلهم مهما كلفنا ذلك. وبحث أفضل الخيارات الفنية التي تضمن تسييرا عصريا وفعالا لنظام التقاعد.

إن فئة المعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة تمثل فئة هامة من مجتمعنا، تمتلك طاقات ومواهب يجب العناية بها وتثمينها من أجل أن تقوم بدورها في خدمة هذا الوطن.

ستتكفل الدولة بأبنائها من المعاقين وذوي الاحتياجات الخاصة من خلال إجراءات محددة وعناية خاصة.

إنني على اطلاع على المجهود الكبير الذي بُـذل في قطاع الصحة خلال العشرية الأخيرة، والذي تجسد في تشييد وتجهيز العديد من المستشفيات والمرافق الصحية، وسأواصل هذا المجهود من أجل الوصول بمنظومتنا الصحية إلى المستوى المطلوب.

• سأعمل على أن يستفيد كل مواطن على امتداد التراب الوطني من خدمة صحية ذات جودة وبأقل تكلِفة.

• سأسعى إلى تحفيز الطواقم الطبية ورفع معنوياتها عبر وضعها في ظروف عمل ملائمة وإشراكها في تصور السياسات.

• سأعمل على تشديد الرقابة على الأدوية والأغذية والمستلزمات الطبية

سأجعل المدرسة تستعيد دورها حقلا للقيم الجمهورية ودعامة للوحدة الوطنية.

وفي العقد الذي أقترح عليكم - والمُلـزمِ لي كليا - أتعهد بإصلاح جذري للنظام التربوي، يتيح لكل طفل في سن التمدرس الانتساب إلى مدرسة عمومية حديثة لإعداد أجيال المستقبل لتحمل مسؤولياتهم اتجاه البلد ومواكبة تحولات العصر.

إنني على يقين تام من أن مدة خمس سنوات لا تكفي لإصلاح جميع لاختلالات في منظومتنا التعليمية.

ومع ذلك فإنني مصمم على الشروع بدون أي تأخير في تنفيذ الإصلاحات الضرورية لإرساء قواعد المدرسة التي نحلم بها جميعا لأجيالنا الصاعدة.

مدرسةٌ يجد فيها كل طفل موريتاني فرصة لنمو طاقاته وتَفـتُّـقِ مواهبه في جو تعليمي هادئ تطبعه القيم النبيلة المستمدة من ديننا الحنيف وثقافتنا العربية الافريقية.

مدرسة تجمع بين مقتضيات الأصالة ومتطلبات العصرنة.
مدرسة تشكل بوتقة للمساواة والتلاحم الاجتماعي؛
مدرسة توفر لكل فرد فرصة اكتساب المعارف والمسلكيات والمهارات التي تضمن له النجاح في حياته الشخصية والمهنية، طبقا لقدراته واختياره الشخصي.

وإنني، وأنا أتصدى لإنجاز هذه المهمة النبيلة التي يتوقف عليها مصير الأمة جمعاء، لـعلى يقين من أن بمقدوري التعويل على جميع القوى الحية في البلاد.

وفي مقدمتهم المدرسون ونِقاباتُـهم، وآباءُ التلاميذ ومنظماتُـهم، وتشكيلات المجتمع المدني لا سيما المنظمات المهنية وهيئات أرباب العمل.

و سيكون الإصلاح التعليمي الذي سأشرع فيه مرتكِـزا بالأساس على التلميذ الذي يشكل نجاحه الهدف الأسمى،

وخير حليف لتحقيق هذا الهدف هو المعلم الذي سأعمل على ضمان اعتراف المجتمع بدوره المتميز، وتثمين هذا الدور وتعزيزه.

و في هذا المجال أتعهد بما يلي :

• سأعمل على تكوين وتحفيز المعلمين ووضعهم في ظروف عمل ملائمة وتكريس مبدأ العقوبة والمكافأة

• سأواصل التوسع في بناء وتجهيز المؤسسات التعليمية وتوفير الأدوات التربوية

• سأشجع البحث العلمي وأعمل ربط الجامعة بالمجتمع

سأولي اهتماما خاصا للتكوين المهني باعتباره وسيلة مثلى لامتصاص البطالة وترقية المقاولات الصغيرة والمتوسطة، وتأمين حاجيات سوق العمل من أصحاب الحرف والمهارات.
في بلد العلماء الذين تعدت شهرتهم الحدود، من المهم إعطاء التعليم الديني مكانة مرموقة.

حيث يتيح التعليم المحظري اكتساب معارف دينية هامة هي جزء من هويتنا.

لكن انعدام الوسائل في الغالب واتباع مناهج غير موحدة، يجعل هذه القلاع غير قادرة على استيعاب الطلاب ومنحهم معارف تطبيقية تساعدهم على ولوج الحياة المهنية.

سأعتني بالتعليم الأصلي، وأدعم المحاظر حتى تظل قلاعا شامخة ودروعا ضد الأصولية العنيفة وكافة أشكال الغلو والتطرف.

وسأسعى إلى إيجاد المقاربة المناسبة لتمكين طلابها من الاندماج في الحياة النشطة.

إن الحفاظ على إسلامنا يقتضي منح علمائنا وفقهائنا المكانة المرموقة التي يستحقونَ لكي تبقى بلاد شنقيط أرض إشعاعِ الإسلامِ كما كانت دائما.

ومن الأهمية بمكان مواصلة مجهود تشييد المساجد وصيانتها وعِمـارتها.

أتعهد بتحسين نوعية الخدمات الأساسية في المدن وانتهاج سياسة للاسكان تهدف إلى تمكين كل مواطن محتاج من الحصول على سكن لائق.

أتعهد بخلق ديناميكـيةِ نمو مطرد واقتصاد متنوع، والرفع من مساهمة قطاعات الزراعة وتنمية المواشي والصيد البحري في الناتج الداخلي الخام.باعتبار هذه القطاعات تمتلك إمكانات تشغلية هائلة.

سأوجه استثماراتٍ عموميةٍ معتبرة إلى قطاع الزراعة للاستفادة القصوى من المزايا النسبية التي يتمتع بها بلدنا في هذا المجال.

أريد في نهاية مأموريتي أن تكون بلادنا مكتفية ذاتيا في مجال الأرز وتنتج القسط الأوفر من احتياجاتها من القمح والخضروات.

و سأتخذ الإجراءات المناسبة لتشجيع التنمية الحيوانية المكثفة وفتح أسواق جديدة أمام منتجاتنا الحيوانية.

وعلى مستوى قطاع الصيد البحري فإن الحفاظ على الموارد السمكية وتحسينَ تسييرها يشكلان أولوية مطلقة، ولذلك سأركز على زيادة القدرة التخزينة وتطوير الصناعات التحويلية.

ونظرا لحساسية هذه القطاعات للعوامل البيئية والتغيرات المناخية فإنني أتعهد بعمل كل ما يلزم لحماية بيئتنا.

سأعمل على وضع الاستراتيجية الصناعية على أساس تشخيص دقيق لتحديات القطاع في إطار خطة عملياتية قابلة للتنفيذ.

إن نسبة مساهمة الصناعة التحويلية في الناتج الداخلي الخام يجب أن تزيد من خلال مباشرة إصلاحات بنيوية بهدف تحديد المصادر الحقيقة للنمو وتنويع الاقتصاد وتعزيز الصمود و الاستمرار، وخلق قيمة مضافة على منتجنا الأولي.

إن الحجم المتواضع للاقتصاد الوطني يقتضي التركيز على الصناعات الخفيفة ذات التكلفة المنخفضة والقادرة على إنتاج سلعٍ استهلاكية وبدائــلَ بأسعار تنافسية.

وسيكون لهذه السياسة أثر إيجابي على ميزان المدفوعات.

يوفر القطاع الخدمي آفاقا واعدة للنمو،ويمكن للإستثمارات الأجنبية المباشرة والشراكة بين القطاعين العام والخاص أن تشكل رافعة مهمة إذا ما تحسن المناخ التنافسي وجاذبية البلد.

وفي زمن العولمة والتبادل الكثيف يجب أن نستغل المزايا العظيمة المتاحة لنا للاستفادة من ثرواتنا وتقوية شراكاتنا واستغلال الفرص الجديدة.

و حيث يتيح لنا موقعنا الجغرافي المتميز - الرابط بين قارتنا وأوروبا من جهة والمغرب العربي ودول الجوار الإفريقي من جهة أخرى - الفرصةَ لنكون وجهة للمنتوجات القادمة من وإلى شبه المنطقة،وذلك عن طريق النقل متعدد الوسائط للبضائع.

كما أن وجودنا على محور استراتيجي للنقل الجوي يعطي بلادنا امتيازات هامة لتكون وجهة عبور، شريطة تهيئة البنية التحتية والخدمية المرتبطة بهذا النشاط. ويمكن أيضا للنقل الداخلي أن يشارك بصفة فعالة في المجهود التنموي.

ونظرا للدور الكبير الذي يلعبه القطاع الخاص في تنمية البلد، فإنني أدعم بقوة حرية التجارة والمقاولة وأشجع روح الابتكار والعبقرية لدى تجارنا.

وسيسهل تحسين مناخ الأعمال إنشاءَ المؤسسات ويتيحُ الأمن والسرعةَ المطلوبين.

و سأتخذ الإجراءات الهادفة إلى طمأنة المستثمرين على السياسات المالية والنقدية المتبعة وعلى تحسين صدقية وشفافية النظام المالي.

و بالإضافة إلى تحسين مناخ الأعمال، سنعمد إلى حزمة من الإجراءات المحفزة للاستثمار الخاص ووضع آلية للتمويل والرفع من مستوى المؤسسات لزيادة إنتاجها وإعدادها للمنافسة واكتساب أسواق في شبه المنطقة.

إن أولويتي ستكون الاستفادة من المزايا النسبية لاقتصادنا في مختلف المجالات.

وسأنتهج السياسات التي تتيح تحقيق نمو مطرد من أجل الرفع من مستوى المعيشة لدى المواطنين ومحاربة الفقر بفاعلية، وزيادة الإنتاج والتوزيع العادل للثروات.

في عصر الثورة الرقمية وتدفق المعلومات يجب الاستفادة من الإمكانات الكبيرة التي يتيحها اقتصاد المعرفة.

وأن تكون التقنيات الجديدة أداة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية وعصرنة الإدارة من أجل توفير الوقت والمال ما سينعكس إيجابا على الإنتاجية ويسمح بثورة سريعة في جميع مناحي الحياة.

إن زيادة نسبة مساهمة الطاقات المتجددة في إنتاج البلد سيمكننا من خفض كلفة توفير الخدمة والرفع من تنافسية المؤسسات.
وفي مجال المياه سنُحسن بشكل ملحوظ قدراتنا على إنتاج الماء بحيث نضمن ولوج كافة المواطنين أينما وجدوا إلى الماء الصالح للشرب وبأقل كلفة.

إن الطلب المتزايد على خدمات المياه والطاقة والتعليم والصحة الناتج عن التَـقَري العشوائي يقتضي استجابة فورية وانتهاج سياسة عمومية فاعلة.

كما أن سياسة ناجعة للاستصلاح الترابي ترتكز على تثمين المقدرات المحلية، ستحُـد من الهجرة من الريف إلى المراكز الحضرية في البلاد.

و في بلاد شنقيط أرض الثقافة، سأمنح عناية خاصة للشعر، والرسم، والمسرح، والأدب، والموسيقى.

وسأعمل على أن يستطيع شعراؤنا، ورسامونا، ومثقفونا،
وموسيقيونا، العيش الكريم من مجهودهم، وأن نوفر لهم الظروف والمجال الذي يمكّـنهم من التعبير عن مواهبهم الكبيرة.

إن الصناعة التقليدية - علاوة على الجوانب الثقافية والفنية - تمثل مصدر فخر لبلدنا.

إنها كنز من الثروات ومنجم لا يقدر بثمن،
وشاهد على عبقرية حرفيينا من الرجال والنساء، الذين يصرفون من مواردهم الذاتية دون حساب ودون تعويض يتناسب مع الجودة المشهودة لمنتجاتهم والجهد المضني الذي يبذلونه.

سيكون ضمن اهتماماتي خلال المأمورية، تنميةُ الصناعة التقليدية وتوفير الدعم الضروري لها، ووضع سياسة تهدف إلى حماية هذا الموروث الاستثنائي ودمجه في الاقتصاد.

إن موريتانيا الغنية بتنوعها العرقي، يجب أن تكون فضاء للتسامح والسلم والازدهار.

من أجل ذلك يتعين أن تنال الثقافة - التي هي حيز التعبير بامتياز عن الهوية والخصوصية - المكانة اللائقة بها.

وأن نجعل من التنوع الميزة التي تعزز الوحدة بِـغـرسِ ما يجمعنا لا ما يفرقنا.

إن لغاتنا الوطنية التي تشكل حاضنة لروحنا العميقة وهويتنا، يجب أن تُدمج في المناهج التعليمية وتكون أداة في خدمة تقارب مكونات مجتمعنا.

إن التنوع العرقي والثقافي ثروة لا تقدر بثمن إذا استطعنا أن نجعل من التعدد الخصب الذي يتيحه التمازج الثقافي أداة للوحدة واللحمة الاجتماعية.

إننا نستطيع أن نصبح وجهة سياحية معروفة إذا استطعنا أن نستفيد من المزايا التي يوفرها ثراء وتنوع المواقع الطبيعية عندنا، ومدننا التاريخية، ومناظر بلدنا الخلابة وتراثنا الثقافي الغني.

سأنتهج سياسة تهدف إلى تعزيز جاذبية البلد وعصرنة مرافقه السياحية.

إن "تساوي الفرص والمساواة أمام القانون" يجب أن لا تكون عبارة بلا مضمون.

فيما يخصني، أعتبرها واجبا على كل سلطة أن تحترمه.
ويجب الدفاع عن الحرية والمساواة والعدالة وصيانتها تحت كل الظروف، فمجتمع لا يضمن مثل هذه الحقوق الأساسة هو مجتمع آئِـل إلى الزوال.

إن محاربة التمييز والفوارق يجب أن تكون في صميم الاهتمام.
بالنسبة لي لا تكفي الإدانة بل يجب العمل من أجل أن يتمتع كل مواطن موريتاني - مهما كان عرقه أو مكانته الاجتماعية - بحقوقه، وأن يعيش حرا وكريما في وطنه...

معكم سأخوض حربا لا هوادة فيها ضد الفوارق الاقتصادية والاجتماعية وكافة أشكال التمييز مهما كان مصدرها وأسبابها.

سأسعى لضمان مساواة الجميع أمام القانون وأعملُ على ترسيخ دولة المواطنة التي تحترم الحريات والقادرة على محاربة كافة أشكال السُخرة بصرامة وجدية.

سأصون حرية التعبير والرأي وحرية التجمع والحريات الفردية والجماعية وأجعلَ احترام الحقوق والكرامة الإنسانية أساسا للعمل العمومي.

إن ثقافة المواطنة وصدقية المؤسسات وتمثيليتها هو الضامن الحقيقي للوحدة والعيش المشترك.

إن الشعوب التي لم تستطع مقاومة النزعات العرقية والهوياتية والتقوقع الفئوي والعرقي هَـوَت – للأسف - في أتون العنف والوحشية.

سأعمل على تعزيز وحدتنا مع احترام التنوع والاختلاف،
وسأبحث عن أنجع الطرق للعيش المشترك في سلمٍ وتضامن.

ويجب أن نحمَد الله الذي مَـنَّ علينا بالإسلام وجعلنا نتقاسم قيم العفو والتسامح.

فلنعمل على استقرار بلدنا ولنحافظ على لُحمة مجتمعنا.
ولنَبْنِ جميعا مستقبلا مشتركا مزدهرا بعيدا عن الضغائن وروح الانتقام.

معا سنبني أمة غنية بتنوعها، ترفض الاستسلام لدعوات القبلية والجهوية والفئوية،

أمةٌ تسعى إلى تعزيز وحدتها بتضميد جراحها بكرامة، وترفض بالمطلق سيطرة الخطابات الظلامية الضيقة والفئوية التي تقوم على الكراهية.

إن التزامي فيما يخص الأمن:

أن أسعى إلى تعزيز مكتسباتنا في مجال مكافحة الإرهاب من خلال الرقابة الصارمة على ترابنا الوطني، وانتهاج مقاربة عملية ومتعددة الأبعاد.

أريد أن يُفهم أن هذه الظاهرة المعقدة تستمد جذورها من عدة عوامل يجب التصدي لها جميعا.

في الذهن تولد، وفي الذهن تجب محاربتها، لكن ليس هذا فقط....
فالإرهاب يعشش في بيئات الجهل والتهميش والفقر، ويجب العمل على هذه الأرضية لتجنيب الشباب الضائع والمحبط البحث عن الحلول في التطرف والعنف.

إن مواجهة الإرهاب هي أيضا متابعة الجهود المحمودة التي مكنتنا من عصرنة قواتنا المسلحة وقوات أمننا وتوطيد العلاقة مع الأشقاء في دول الساحل ومع جميع شركائنا.

سنستمر في عصرنة قواتنا المسلحة وزيادة جاهزيتها، وتطوير وتحديث عتادها، لمواجهة أي تهديد محتمل.

إن تحديَـنا الأساس هو إدراك الرهانات والتعاون مع أولئك الذين يواجهون المخاطر نفسها.

من جهة أخرى فإن منطقتنا عرضة لشبكات الاتجار بالمخدرات والجريمة المنظمة،

وإن موقعنا الجغرافي الرابط بين إفريقيا والمغرب العربي وأوروبا يجعلنا في قلب الرهانات، حيث الآلاف من المهاجرين يحاولون كل عام العبور السري لحدودنا باتجاه أوروبا،

ويبقي كثيرون منهم عالقين في بلدنا ما يشكل ضغطا كبيرا على الخدمات الأساسية والبنى التحتية.

فمن منظور إنساني وديني بحت، يُحتِم الواجب علينا استقبال الذين أجبرهم اليأس على ركوب مخاطر غير محسوبة.

ولكن من المنظور الاقتصادي، ليست لدينا الثروة ولا البنية التحتية التي تمكنُنا من الاستجابة لهذه الطلبات.

لذلك علينا أن نتعاون بشفافية وبشراكة مثمرة مع جميع الدول المعنية من أجل تصور وتنفيذ مقاربة شاملة لإشكالية الهجرة السرية.
وسنقوم بتقوية الهيئات المكلفة بهذه القضايا.

من أجل التصدي للتحديات العديدة التي يواجهها بلدنا سأكافح بعونكم لتحقيق المزيد من التقدم والعدالة الاجتماعية والأمن والطمأنينة.

إنني أعي جيدا التحديات الجيواستراتيجية وأمتلك تصورا واضحا للسياسات المناسبة وقادر - بعون الله - على نسج الشراكات الضرورية لحماية مصالحنا.

إن السعي لخدمة بلدي من موقع رئاسة الجمهورية ليس بدافع البحث عن أُبّـهة السلطة ولا امتيازاتها. بل لإحساسي بالواجب تجاه الأمة ورغبتي الصادقة في خدمتها ومعرفتي الدقيقة لمشكلات البلد وإمكاناته.

وهو شعور نابع من القِـيَم التي اكتسبتُها بالتربية وخلال مسيرتي المهنية.

أدرك جسامة التحديات ، ومحدودية الموارد ، لكن بفضل الله والإرادة الصادقة في التقدم إلى الأمام ، والرؤية الواضحة، يمكن تحقيق أهدافنا التنموية وتأمين مستقبل زاهر للجميع إن شاء الله.
إنني أؤمن بالكفاءة والتجربة والالتزام.

وأؤمن أيضا بالموهبة والحيوية والعبقرية. وبحاجة البلد لكل مصادره البشرية وطاقاته.

إن لُحمة البلد ووحدتَـه تعتمد على قدرتنا على تقليص الفوارق ومواجهة الإقصاء والبحث عن مستقبل أفضل لجميع المواطنين.
إن الاستقرار يعتمد على قدرتنا على مراجعة العقد الاجتماعي وتحديد القواعد الكفيلة بتنظيم مجتمع يشهد تحولاتٍ سريعةً، وبحاجة لتعزيز المرجعية المشتركة وتسيير خلافاته وتناقضاته بصفة هادئة وتوافقية.

وعلى المستوى الدبلوماسي نؤكد رغبتنا في التعاون مع جميع الدول المُحبة للسلام والتي تحترم القانون الدولي في إطار الاحترام المتبادل.

ونؤكد إيماننا الراسخ بالمزايا التي يحققها الاندماج في إقليمنا وفي قارتنا.

واعتزازنا بالانتماء للفضاء المغاربي والعربي والإفريقي وتعلقنا بالدفاع عن القضايا العادلة في جميع أنحاء العالم.

إن ديننا الحنيف وتاريخنا ، ومشتركاتنا العديدة وقيمنا المُتَقاسَمة تشكل القاعدة التي يمكن أن نعزز من خلالها وَحدتَـنا.

إنني أرفض أن يبقى بلدُنا رهينا للنقد الكاريكاتيري والروح الانتقامية والتشاؤم المعيق.

وأثق أن لدينا الإمكانات اللازمة لتحقيق مستقبل واعد، إذا ما تشبثنا بوَحدتنا وواجهنا معا التحديات المشتركة.

هذا ملخص البرنامج الذي أتقدم به لنيل ثقة الشعب الموريتاني....
عاشت موريتانيا حرة موحدة ومزدهرة
أشكركم والسلام عليكم ورحمة الله و بركاته

على مدار الساعة

فيديو