أين النمو المتسارع والرفاه المشترك المقرر منذ سنين عديدة ثم إين الإنصاف الذي اصبح شعارا للمرحلة ؟

جمعة, 04/14/2023 - 02:39

من اسوء ما تفعله الأنظمة الفاسدة هو خداع الشعوب بإطلاق شعارات براقة لا وجود لها على صعيد الواقع من ذلك مثلا شعار النمو المتسارع والرفاه المشترك الذي أطلقه نظام ولد عبد العزيز قبل سنوات عديدة و
تبناه نظام خلفه ولد الغزواني ولم يكن له وجود على هذه الأرض فلا وجود لنمو متسارع ولا حتى نمو بطيء ولا وجود لشيء اسمه الرفاه المشترك بل الموجود حتى الآن هو الفقر المشترك والبطالة المشتركة ثم أطلق نظام ولد الغزواني شعارا آخر هو الإنصاف ولا وجود له فى بلادنا وانما الموجود هو الغبن والتهميش والاقصاء والمحسوبية والزبونية التى لا علاقة لها بالانصراف من قريب ولا من بعيد إذن كيف يبدأ بناء الدول من الأسفل أم من الأعلي وما هي الأدواة المستعملة فى البناء
إذا تصور قائد أو رئيس أو ملك أو حاكم أو أي شخص يريد للحكم أن ينمو ويتطور اليوم أنه لا يستطيع بناء الدولة من الأعلي نحو الأسفل فإن قوانين الجاذبية سوف تحطم بنائه وتجعله هباء منثورا إذن من أين نبدأ البناء؟ البناء لا يكون إلا من الأسفل نحو الأعلي ولا بد فيه من الأساس وأساس بناء الدول هوالشعب فمن أراد بناء دولة بدون شعب كمن أراد أن يعقد الرياح أو أن يفتل الماء وبناء الشعب يعني جعله على المستوى ماديا ومعنويا والتركيز عليه فى عملية البناء فقبل أن نفكر فى بناء منشأة ما يجب أولا أن نخلق لها الإنسان القادر والمكون على الأستفادة القصوي منها إذن الإنسان هو الذي ينبغي بنائه أولا وحكوماتنا التى يعينها الرئيس لا تلقي بالا للإنسان الموريتاني ولا تعطيه أي أهمية بل تفضل تجاهله ونسيانه والتلاعب بحقوقه وإبعاده ما أمكن وهذا يتناقض بشكل صارخ مع عملية البناء ومع الإنصاف ومع مشروع النمو المتسارع والرفاه المشترك إن كل إنسان فى البلد بمثابة لبنة حية وأساسية من لبنات البناء وإذا بقيت لبنة لم توضع فى مكانها المناسب انهار البناء أو على الأقل لن يؤدي الدور المنوط به هذه الفلسفة الحقيقية لا يدركها إلا العالمون وهؤلاء يبدو أنهم مغيبون عن المشهد الوطني بفعل جماعة خبيثة لا تريد إلا بناء أنفسها ولا يعنيها شيء يتعلق ب بناء البلد ولا السهر على مصالحه إن الذين يعرفون طريقة البناء المتماشية مع القوانين الطبيعية وسنن الكون التى بإمكانها تحقيق البناء الصحيح المتوازي هم المغيبون والمحرومون والمهمشون والمنبوذون فى بلادنا إن الذين يحكمون ويتحكمون فى المشهد الوطني تنقصهم الوطنية والمسئولية و أنا على يقين أن من قرأ هذا المقال سوف يقول فى نفسه هذه حقيقة ولكن لن نعمل بمضمونها لأنها ليست فى مصلحتي لقد اصبحت المصالح الفردية والحزبية والسياسية والطائفية والعنصرية والمادية والمذهبية والعرقية تتحكم فى إدارة أمور بلادنا وفى المشهد الوطني وراح كل ما هو ميثالي يعتبر غير واقعي .

على مدار الساعة

فيديو