
عندما يريد مسئول قطاع فى دولة التملق والنفاق التى تدعى موريتانيا يقوم بأقتراح جائزة بأسم رئيس الجمهورية وظلت هذه الظاهرة تتفاقم مع مع المسئولين المنافقين والمتملقين فى الحكومات السابقات والحاليات المتعاقبات حتى اصبحت جوائز رئيس الجمهورية تعد بالعشرات فى جميع القطاعات لماذا هذا لماذا تسمى كل هذه الجوائز بأسم رئيس الجمهورية وليس بأسم الأختصاص الفني الذي يتسابق فيه من يريد الحصول على الجائزة السبب هو تملق المسئولين للرئيس بجعل الجائزة بإسمه لكي ينال الحظوة عنده ويستمر مشوارهم فى الوظائف السامية فالوظيفة عندهم هي كل شيء وهم مستعدون لكل أنواع التملق والنفاق من أجل الوظيفة وحتى أنك ترى بعضهم يكتبون المقالات ضد التملق والنفاق قبل تولى الوظيفة وعندما يعين مديرا أو وزيرا يقوم بالتملق والنفاق كهذا الوزير الذي كتب قبل توليه للوزارة ما يلي :
أن المديح الهابط و النفاق الخالص هو أقدم نسخ الشكر و أكذبها و أكثرها فسادا و إفسادا. و النقد الناعم هو أصدق الشكر وأعذبه و ما كان النقد الناعم الهادئ الرشيد في كلام إلا زانه و ما كان المديح و "التصفيق" و الإسفاف في حديث إلا شانه.
و الحق أني لا أعلم في التاريخ السياسي و الإداري الحديث بظاهرة أضرت معنويا بهيبة المثقفين و الأطر و النخب الوطنية و المراجع المجتمعية أكثر من ما أضرت ظاهرة التملق و التزلف و النفاق السياسي و الإداري التي بلغت مستويات تشكل خطرا علي كرامة البشر و لو سُئِلْتُ لاقترحت تصنيفها تحت مصطلح" الانتهاك الذاتي لحقوق الإنسان" و لطالبت بإدراجها ضمن خانة خوارم المروءة و الجرائم ضد الكرامة الإنسانية.
و قد بلغت ظاهرة النفاق السياسي و الإداري حدا أن ذاع في الناس – و هم في ذلك مُبَالِغُون- أنها أوردت البعض مشارف "فقدان العقل " و إن كان من المتفق عليه أنها أسقطت العديد من أعلام المثقفين و السياسيين و صانعي الإدراك الوطني من قلوب الرأي العام و صَيًرَتْهُمْ "رموز نفاق سياسي" كما أبعدت آخرين عن الأضواء السياسية و الإعلامية حين اسْوَدًتْ وجوههم من إسفاف ما كتبوا أو نطقوا في لحظات ضعف: جشع أو جوع أو خوف أو " سُكْرٍ سياسي".
و قد فطنت كل الأنظمة السياسية التي تعاقبت علي البلد إلي خطورة النفاق السياسي و الإداري و لذلك فمن المُلاحظ أن كل الأنظمة السياسية تصدع في بياناتها الأًوُلِ بالابتعاد عن المديح السياسي و ذم النفاق و التملق و تحميل بطانات التملق و النفاق السياسي الحربائية المسؤوليةَ الكبري عن فسادِ "الأنظمة البائدة" و الأخطاء التي ارْتُكْبَتْ خلال فترة الحكم انتهاكا لحقوق الإنسان أو سرقة للمال العام أو تهديدا للأمن القومي....
لكنه سرعان ما يتم اختراق تلك الأنظمة السياسية- و إن علي تفاوت- من طرف جحافل النفاق السياسي فتنقسم الأنظمة في ذلك إلي ثلاث فئات: فئة تستهويها صَنْعَةُ المنافقين فتعمل فيها عمل المُخَدٍرِ عَالِيٍ التخدير فتغدُوً أسيرة لها " مرتبطة بها" و فئة أخري تبَشٌ في وجوه المتملقين وقد تمنح لهم الامتيازات لكنها تستهجن أفعالهم و فئة قليلة ثالثة تمانع و تكافح ضد سيطرة لوبيات التملق متسلحة بمناعة متينة ضد غواية التملق و النفاق.
هذا هو حال مسئولينا فى دولة التملق والنفاق والكذب والفساد التى سماها البعض صركستان والبعض الآخر فسادستان ونفاقستان وتملقستان لماذ لا ترتفع نخب البلد عن هذا المستنقع المخرب ولماذا تعودوا عليه يتوارثه الخلف عن السلف ألم يسمع هؤلاء بالحديث المروي عن النبي صلى الله عليه وسلم الذي جاء أمر الحثوى بالتراب فى وجوه المداحين يروى أنَّ رجُلًا مدَح رجُلًا عندَ ابنِ عمرَ فجعَل ابنُ عمرَ يرفَعُ التُّرابَ نحوَه وقال: قال رسولُ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم: ( إذا رأَيْتُم المدَّاحينَ فاحثُوا في وجوهِهم التُّرابَ )
الراوي : عبدالله بن عمر | المحدث : ابن حبان | المصدر : صحيح ابن حبان | الصفحة أو الرقم : 5770 | خلاصة حكم المحدث : أخرجه في صحيحه | التخريج : أخرجه أحمد (5684)، والبيهقي في ((شعب الإيمان)) (4867) باختلاف يسير، والطبراني (12/434) (13589)
أعاذنا الله من التملق والنفاق والكذب والفساد والطمع
