بلد بلا علماء فى شتى المجالات وبلا عقول مبدعة وخلاقة وبلا مفكرين يبحثون فى خلق الله محكوم عليه بالتخلف

جمعة, 03/17/2023 - 13:03

لقد علمنا التاريخ أن العلم والعقل فهما وسيلة التقدم وأن العقول تحتاج إلى العناية والأهتمام لكي تنبت وتتجذر وتثمر لقد كان السلف الصالح من حضارتنا الإسلامية يهتم بتنمية العقول ويشجع على الإبداع فأتسعت معارف الحضارة الإسلامية وتشعبت وأصبح لها علوم كثيرة ملئت الكتب وبحثت فى شتى مجالات المعرفة وطورت الكثير من المعارف التى سبقتها وعندما حكمها المغفلون والجهلة توقف كل ذلك النشاط العلمي والفكري وتقوقعت الأمة وتخلفت فأخذ الآخرون معارفها وبنوا عليها حضارتهم واقتفوا أثر العلماء والمفكرين فى الحضارة الإسلامية وعرفوا من أتاها الوهن فتحاشوا ذلك وراحوا يبحثون ويطورون أنفسهم ويتعلمون وينمون عقولهم ويرفعون علمائهم ومفكريهم حتى يكونوا قدوة حسنة لغيرهم فأمتلكوا ناصية العلم والفهم الدنوية وتربعوا على عرش العالم تقنية وصناعة وفلسفة وعلوم وآداب وأجتماع وطب إلى غير ذلك أما ابناء الحضارة الإسلامية المتقوقعين والمتخلفين علما وعقلا عن ركب أجدادهم فظل يقودهم المتخلفون علما وعقلا ثم جاء الأستعمار من طرف الآخرين وهو يقول علينا أن نسيطر على هؤلاء البشر اشباه الحيوانات الذين بجوارنا ونستفيد من ثروات بلادهم ونجعلهم سخرة لنا فنزداد قوة بما لديهم من ثروات وما فى بلادهم من إمكانات فكان ذلك لهم
وبما أن الحضارات تعتريها الأمراض فإن العقول هي الأخرى قد تمرض وإذا تعالج بعلم عقول أخرى سليمة سوف تتمزق وتموت وفى الأثر أن المولى جل وعلى لما خلق العقل قال له أقبل فأقبل ثم قال له ادبر فأدبر فقال بعزتي وجلالي ما خلقت شيئا أحسن منك
علم العليم وعقل العاقل إختلفا / من ذا الذي منهما قد أحرز الشرفا
فالعلم قال أنا أحرزت غايته / والعقل قال أنا الرحمان بي عرفا
فأفصح العلم إفصاحا وقال له / بأينا الله فى قرآنه أتصفا
فبان للعقل أن العلم سيده / فقبل العقل رأس العلم وأنصرفا
فى هذه المناظرة الشيقة يعترف العقل بتقدم العلم لكنهما فى الحقيقة شقيقان أخوان لا يستقني أحدهما عن الآخر فلولا العقل لما حصل العلم ولولا العلم لما نمى عقل فى رأس مخلوق
يقول سيدنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب
ما الفخر إلا لأهل العلم إنهم / على الهدى لمن استهدى أدلاء
وقيمة المرأ ما قد كان يحسنه / والجاهلون لأهل العلم أعداء

على مدار الساعة

فيديو