
مررت قبل قليل بمئات الجياع والمعوزين يتجمهرون على طول الحائط من مبنى عبد محم المقابل لمفتشية الشغل بلكصر قدرتهم بالميئات بعضهم يلتصق بالحائط لكي يتقي حر الشمس والبعض الآخر تحت رحمة الله فى الشمس وقفت على طرف بعضهم وسألت ما هذا التجمهر الكبير فرد علي رجلين طاعنين فى السن نحن ننتظر فاعل خير يعطينا ألف أوقية قلت ألف أوقية قديمة أم جديدة قالا قديمة وهي ميئتا أوقية جديد ثم تابع أحدهم إنه فلان كل يوم جمعة ننتظره هنا لكي يعطينا ذلك قلت كل هذا الأنتظار فى هذا الحر من أجل ألف أوقية قديمة قالوا ربما أعطانا الفين فى بعض الأحيان اربعمائة أوقية جديدة
قلت فى نفسي سبحان الله هؤلاء المساكين بالميئات من الرجال والنساء ينتظرون شخص فى هذه الأشماس لا يعرفون متى يأتيهم لكي يعطيهم ألف أوقية قديمة وبلادهم المليئة بالثروات تنهبها عصابة هي التى تتولى الحكم وتجني المليارات شهريا وربما يوميا بين هؤلاء المعوزين وأمثالهم كثر فى البلد يتضورون جوعا هم وابنائهم مما اضطرهم إلى التكدس هنا من أجل أن يمنحهم شخص صدقة زهيدة أنه الغبن الفاحش المحرم شرعا والمرفوض عرفا وإنسانيا ربنا ولي امورنا خيارنا ولا توليها اشرارنا إنها عدم الوطنية وعدم الإنسانية المزروعة فى عظام مسئولين الحكوميين ورجال أعمالنا إن هؤلاء لحقوقهم ممنوعين منها يلتهمها بعض كبار الموظفين ومسئولي الدولة ويحرمونهم حتى من لقمة عيش يسدون بها جوعهم ادخلت يدي فى جيبي لأخرج الهاتف ألتقط به صورة منهم فلما نظرت إليهم فإذاهم فى حالة يرثى لها فأستحيت من أخذ صورة لهم .