
منذ وطئت قدم كبولاني هذه الأرض تحول كل شيء فيها تحول الغرابة شعب عربي مسلم وزنوج أفارقة مسلمون الجميع يصلي ويصوم ويدرس القرآن العظيم والتعاليم الدينية فى ود وأنسجام
لكن ستين سنة من وجود هذا المستعمر الأجنبي ازرق العينين وأبيض الجسم واسود القلب والفعل عمل على تقويض كل ما لدينا من قيم وتاريخ ولغة وأنسجام أول رئيس لبلادنا كان يفضل اللغة الفرنسية على لغة آبائه واجداده العلماء وكنا نسمع فى خطابات رؤسائنا الذين تعاقبوا بعده على الحكم انقلابا وأنتخابا نفس اللغة المقيتة متجاهلين كرامة شعبنا وعراقة لغتنا لغة القرآن العظيم كنت إذا ألتقيت بأحد الأشخاص إذا به يتحدث معي باللغة الفرنسية وكانها لغة الحضارة والتقدم وهو يعتبر أنها تمنحه شخصية معنوية أمامي فى حين لا يدرك أنني أحتقره على ذلك وأتسائل لماذا لا يتكلم معي بالعربية أو اللهجة الحسانية أنا وهو لسنا فرنسيين ولا أجانب لا نستطيع التفاهم إلا بلغة أجنبية إدارة بلدي لا تعمل إلا بهذه اللغة الأجنبية المقيتة الرئيس الأول للبلاد كان خريج المحاظر الذي لا يدرس فيها إلا العلوم العربية والإسلامية قبل أن يصبح إفراكوفوني خالص والرئيس الحالي الموريتاني ولد الغزواني كان خريجا لهذه المحاظر قبل أن يصبح هو الآخر إفراكوفوني خالص بالأمس حصل على وسام من المنظمة الإفراكوفونية على أختياره اللغة الفرنسية فى المحافل الدولية حيث اصبح من أشد المروجين للثقافة الفرنسية أمام العالم على حساب لغة بلده وأمته ولغة القرآن العظيم ولغة دستور بلده بالأخص الذي كان ينبغي أن يتشبث بها ولا يبقي عنها بدلا فهي تمنح صاحبها شخصيته العربية لإسلامية وطابعه الديني القيمي أمام العالم ولا رفعها أحد إلا رفعه الله ولا وضعها أحد إلا ووضعه الله كيف أتخاطب مع العالم بغير لغتي هل هذه الدول تتخاطب معنا بلغتنا أم بلغتها إنها تتخاطب مع العالم بلغتها التى تمثل شخصيتها لكن التغريب الذي شربت منه عظام نخبة بلدنا هو الذي جعلهم يفضلون الثقافة الأجنبية على الثقافة الوطنية وهو الذي جعلهم مجرد أجانب فى وطنهم وفى بلدهم وبين شعبهم وهو الذي جعل إدارتهم ابعد ما تكون عن مواطنيهم .