السيد الرئيس إن اسوء قرار أتخذته فى حياتك قرار توجهك للرئاسة وأنت لا تريد تحمل أعبائها

أربعاء, 06/05/2024 - 12:08

 

الرئاسة إما عدل وعمل للدنيا والآخرة وإما متعة ورفعة فى الدنيا وعذاب فى الآخرة  فالرئاسة خطرة فى الدنيا والآخرة

ففي صحيح مسلم مرفوعا: اللهم من ولي من أمر أمتي شيئا فشق عليهم فاشقق عليه، ومن ولي أمر أمتي فرفق بهم فارفق به. ولا شك أن دعاء النبي صلى الله عليه وسلم من الأدعية المستجابة، فمن ولي شيئا من أمر الأمة فشق عليهم فسيشق الله عليه.

وفى حيث آخر من وتولى امور الناس جاء يوم القيامة مغلول اليدين إلى العنق ولا يفكه إلا الشهادة بأنه كان عادلا أو كم ورد فى الحديث وروي عن عمر بن عبد العزيز أنه قال لما وضع الوليد بن عبد الملك فى اللحد غلت يديه إلى عنقه وعمرحاضر لدفنه

في أحاديث صحيحة منها ما أخرجه مسلم في صحيحه عن معقل بن يسار ـ رضي الله عنه ـ قال: سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ: مَا مِنْ أَمِيرٍ يَلِي أَمْرَ الْمُسْلِمِينَ، ثُمَّ لَا يَجْهَدُ لَهُمْ، وَيَنْصَحُ، إِلَّا لَمْ يَدْخُلْ مَعَهُمُ الْجَنَّةَ، ومنها ما أخرجه الإمام أحمد عن أبي أمامة، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ما من رجل يلي أمر عشرة فما فوق ذلك إلا أتى الله عز وجل مغلولا يوم القيامة يده إلى عنقه فكه بره أو أوبقه إثمه أولها ملامة، وأوسطها ندامة، وآخرها خزي يوم القيامة، قال الهيثمي في المجمع: رَوَاهُ أَحْمَدُ، وَالطَّبَرَانِيُّ، وَفِيهِ يَزِيدُ بْنُ أَبِي مَالِكٍ، وَثَّقَهُ ابْنُ حِبَّانَ وَغَيْرُهُ، وَبَقِيَّةُ رِجَالِهِ ثِقَاتٌ، 

عن أبي مريم الأزْدي، قال: دخلتُ على معاوية فقال: ما أنْعَمَنا بك أبا فلان -وهي كلمة تقولها العرب- فقلتُ: حديثًا سمعتُه أُخبرُك به، سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «مَنْ ولَّاهُ الله عز وجل شيئًا مِنْ أَمْر المسلمين فاحْتَجَبَ دُونَ حاجَتِهم وخَلَّتِهِم وفقرهم، احْتَجَبَ الله عنه دون حاجَتِه وخَلَّتِهِ وفقره» قال: فَجَعَل رجلًا على حَوائِج الناس.  
[صحيح] - [رواه أبو داود والترمذي وأحمد]

الشرح

يخبر أبو مريم الأزدي أنه دخل على معاوية رضي الله عنهما يومًا، ففرح معاوية بدخوله عليه ورحب به، فحدثه أبو مريم بحديث سمعه من النبي صلى الله عليه وسلم ، وفيه أن من جعله الله والياً على المسلمين، وملَّكه أمرهم فاحتجب عنهم، ولم يقم بما أوجبه الله تعالى من حقهم، وأغلق دونهم بابه فلم يصلوا إليه، فإنَّ الله تعالى يحتجب عن حاجته يوم القيامة، جزاءً وفاقاً؛ فالجزاء من جنس العمل، وكما تدين تُدان، وإذا احتجب الله دون حاجته منعه فضله وعطاءه ورحمته. ولما حُدث معاوية رضي الله عنه بهذا الحديث؛ اتخذ رجلاً لحوائج الناس يستقبل الناس وينظر ما حوائجهم، ثم يرفعها إلى معاوية رضي الله عنه عندما كان أميراً للمؤمنين.

وقال تعالى فى كتابه العزيز

يَادَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الْأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلَا تَتَّبِعِ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ

ونحن نشهد بأن مأمورية السيد الرئيس الماضية لم تكن صائبة ولا عادلة بين الناس فقد كانت تتسم بعدم المسؤولية والإهمال وتمكين من افسدوا فى الأرض مع من حكم سابقا وأن الرئيس لم يشتهد فى العمل حتى يبذل وسعه ومن الأشتهاد عدم تعيين وتولية من شاركوا فى المفاسد سابقا لذا فهو عرض نفسه لمن يطعن فى حكمه وفى نزاهته وفى مسئوليته

وبعد ذلك فالحكم لله يؤتيه من يشاء ومن أوتي الحكم إنما هو ممتحن ومبتلى هل يعدل ويعمل ويبذل وسعه فى العمل أم يتهاون ويسلم الأمور إلى من لا يصلح للأمر ويغمض علينه ويكست على الباطل إن تقليد الحكام السابق والحكم بنهجهم مثل تقليد قريش لنهج الكفار من آبائهم واجدادهم الذي حرمهم من أتباع نهج الحق

على مدار الساعة

فيديو