
كان الأستعمار الفرنسي يحكم البلد عن طريق الوجهاء وهم مشيخة القبائل ومشيخة الطرق الصوفية وهذا الثنائي يتحكم فى المجالات السياسية القبلية والمجالات الروحية الشعبوية التقليدية ثم إنضم إلى هذين القطبين النافذين ما عرف بنفوذ الترجمان ( أملاز) وقد اشتهر بعضهم كشخصيات نافذة فى البلد تحت الأحتلال من بينهم ولد إبن المقداد ومن طبقة المترجمين النافذين قبل الأستقلال أول رئيس للبلاد المرحوم المخطار ولد داداه واستمر دور الوجهاء فى بلادنا إلى يومنا هذا بأسثناء طبقة المترجمين التى إختفت بعد الأستقلال وحل محلها وجهاء الموظفين ثم ظهرت طبقة وجهاء أخرى هي طبقة رجال الأعمال التى اصبحت ذات نفوذ واسع ساهم فى فساد طبقة الموظفين العموميين و تتشكل اليوم هذه طبقات الوجهاء من
1 كبار الموظفين
2 مشيخة القبائل
3 المشيخة الصوفية
4 رجال الأعمال
وهذه الطبقات الأربع هي الطبقات الثرية فى البلد وهي صاحبة النفوذ وهي التى تتحكم فى الثروة وفى مصير البلد برمته ومن لم يكن من هذه الطبقات أو مستند إلى بعضها فهو كالمثل العربي القديم الذي يقول من لم يكن لديه هيكول وتعني دابة الركوب من الإبل والخيل أو ما ينزل منزلهما فسهمه مأكول يعني نصيبه من العيش يأكله غيره أتذر أنني عندما كنت ابحث عن عمل فى تسعينيات القرن الماضي عرض علي أحد المسئولين أن يتوسط لي عند مسئول كبير لكي يمنحني وظيفة ولما رديت عليه بالرفض أنني لا اشتغل بالوساطة ضحك مني وقال لا يوجد أحد فى هذا البلد بمافيهم رؤساؤه اشتغل ولا درس ولا حقق شيئا إلا بالوساطة
وهذه حقيقة لم أكن أعرفها قبل ذلك كنت احسب أن الناس تعمل وتتقدم أنطلاقا من المعرفة والأستحقاق بالجدارة لكنني كنت واهم .