
كان قبول بلادنا رئاسة الاتحاد الافريقي فى هذا الظرف خطأ فادح فقد وضع علينا أعباء كنا فى أشد الغنى عن حملها فإذا اخفقنا فيها وهو المتوقع ستكون لنا شتيمة وعدم قدرة على حل المشاكل القارية هذا فضلا عن كونها تشغلنا عما هو أهم لبلادنا كان اعتذارنا عن تولى الرئاسة هو الصواب لكن رؤساءنا مع الأسف مولعون بحب الرئاسة إن رئاسة الأتحاد الإفقريقي كأي رئاسة لها تداعيات وضرورات وانشغالات واحقاد من الغير وصراعات فمسئولية الرئاسة كبيرة وجسيمة وخطيرة هذه الرئاسة تجعلنا ملزمين بحل مشاكل القارة المعقدة من الحرب الكونغولية ومشاكل منطقة البحيرات الكبرى إلى مشاكل دول غرب إفريقيا مرورا بمشاكل القرن الإفريقي والحرب الأهلية فى السودان وسد النهضة والحرب الأهلية فى ليبيا ومشكلة الصحراء وتجميد عضوية دول إفريقية فى الأتحاد كل هذا كان بسعنا تجنبه وعدم تحمل مسئوليته لو لدينا قيادة اكثر معرفة وذكاء بمشاكل العالم وطريقة تحاشيها إن رئيسة الأتحاد الإفريقي تعني تحمل مشاكل الفقر فى إفريقيا والتعرض الإكبر هجرة غير منظمة من القارة بأتجاه بلادنا لأننا بالنسبة لهم اصبحنا نرأسهم ولهم علينا حق المرئوس على الرئيس
كان علينا الأعتذار عن رئاسة الأتحاد الإفريقي التى لن نربح منها شيئا بل سنخسر فيها أشاء منها ما ذكرنا سابقا ومنها أنشغالنا عن مشاكلنا الداخلية التى تتطلب منا التركيز عليها فلدينا من المشاكل الداخلية ما يشغلنا عن مشاكل الغير لو كان نظامنا على المستوى من القعل والفهم والمسئولية والوطنية نحن أمام استحقاقات رئاسية وللادنا تشهد منعطف تاريخي يستوجب منا أن نحقق فيه الكثير من المطالب الوطنية خدمة للبلد وتجنبا للمشاكل الداخلية التى لاشك أنها ستحدث إذا لم نغير من سياستنا السابقة التى كانت تدار بشكل لا يتماشى مع العدل والأستقامة وإشراك الجميع فى بناء البلد كانت الزبونية أعني ومازالت والأنتقائية على أساس الميزاج الخاص والتهميش والغبن والإقصاء وكل الأمراض السلطوية التى تهدد مستقبل الوحدة الوطنية والانسجام الوطنية هي التى يدار بها الشأن العام فى البلد وفى هذا المنعطف التاريخ للبلد والمهدد من جميع الجهات والأتجاهات كان علينا أن نركز على وضعنا الداخلي حتى نحل هذه المشاكل الداخلية قبل تفجرها فهي مجرد قنابل موقوتة قابلة للأنفجار فى كل لحظة علينا أن نؤسس نظاما جديدا قابلا للبقاء فى حقبة ما بعد الأنقلابات والصراعات الدولية وتخير الأتجاهات والولائات والمناخات والسياسات لكي نواكب المستجدات ونتخلص من الترسبات التى طالما عرقلت وجودنا وخلفت بلادنا لقد نصحت أنا شخصيا الرئيس ولد الغزواني على صفحات صحيفة لسان الحال وموقع لسان الحال بعدم قبول رئاسة الأتحاد الإفريقي لكنه كعادته لا يسمع إلا لزمرة الفساد والجهل التى هي المسئولة عن هذا للبلد الذي لا يحسد عليه نحن قد نرى اشياء لا يستطيع رؤيتها غيرنا وننصح بتجنبها ولكن لا حياة لمن تنادي وكما يقول الشاعر الجاهلي :
نصحتهم نصحي بمنعرج اللوى ،، فلم يستبين النصح حتى ضحا الغدي
أما أنا إلا من غزية إن غوت ،، غويت وإن ترشد غزية ارشد
سيد مولاي الزين