اسباب عذاب القبر وعذاب الفقر من فقه أللامبالاة فكل شيء له اسباب ومعرفة الأسباب معينة على التأويل

اثنين, 02/13/2023 - 09:53

شاء المولى جل وعلا أن يجعل لكل شيء سببا فجعل الحياة سببا للوجود وجعل الموت سببا للفناء والعدمية
وهناك عذابين أحدهما فى الدنيا والآخر فى القبر الذي هو أول محطات الآخرة وسوف نبدأ بذكر بعض اسباب عذاب القبر التى منها الكذب والنميمة والتبول فى الشوارع والطرقات دون طهارة وأكل المال العام والعيش على المال الحرام ومنها الزنا وشرب الخمر وجماع الحائض إلى غير ذلك إضافة إلى ما ورد فى النصوص الشرعية التى نذكر بعضها هنا
1. النميمة.
2. عدم التنزّه من البول.

ويدلّ على ذلك: حديث ابن عباس رضي الله عنهما عن النَّبيِّ صلى الله عليه وسلم أنه مر على قبرين، فقال: "إِنَّهُمَا لَيُعَذَّبَانِ وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِيرٍ، أَمَّا أَحَدُهُمَا: فَكَانَ لَا يَسْتَتِرُ مِنْ الْبَوْلِ، وَأَمَّا الْآخَرُ فَكَانَ يَمْشِي بِالنَّمِيمَةِ..."[1].

فـائدة: الاستنـزاه من البول يكون بأمرين:
الأول: أن يتحرَّز الإنسان من رشاش البول أن يصيبه، أو يصيب ثيابه، وذلك بأن يتبول في مكان رخو من الأرض، ولا يتبول في مكان صلب، فيرجع رذاذ البول على جسمه، أو ثيابه.

الثاني: أنه إذا أصابه البول يبادر إلى غسله، وإزالته؛ لأنَّ هذا من الاستنزاه، وهذا يجب عليه فعله.

3. الغيبة.
قال ابن حجر رحمه الله في الفتح: " وأخرج أحمد، والطبراني بإسناد صحيح عن أبي بكرة رضي الله عنه قال: " مَرَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم بِقَبْرَيْنِ فَقَالَ: " إِنَّهُمَا يُعَذَّبَانِ، وَمَا يُعَذَّبَانِ فِي كَبِير وَبَكَى - وَفِيهِ - وَمَا يُعَذَّبَانِ إِلَّا فِي الْغِيبَة، وَالْبَوْل " ولأحمد، والطبراني أيضًا من حديث يعلى بن شبابة رضي الله عنه:" أَنَّ النَّبِيّ صلى الله عليه وسلم مَرَّ عَلَى قَبْر يُعَذَّب صَاحِبه فَقَالَ: " إِنَّ هَذَا كَانَ يَأْكُل لُحُوم النَّاس، ثُمَّ دَعَا بِجَرِيدَةٍ رَطْبَة " الحديث، ورواته موثوقون"[2].

4. الغلول من الغنيمة.
والغلول هو: السرقة من مال الغنيمة قبل قسمتها، والغلول من الغنيمة من أسباب عذاب القبر.

ويدلّ على ذلك: حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: "خَرَجْنَا مَعَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم إِلَى خَيْبَرَ، فَفَتَحَ اللَّهُ عَلَيْنَا فَلَمْ نَغْنَمْ ذَهَبًا، وَلَا وَرِقًا؛ غَنِمْنَا الْمَتَاعَ، وَالطَّعَامَ، وَالثِّيَابَ، ثُمَّ انْطَلَقْنَا إِلَى الْوَادِي وَمَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عَبْدٌ لَهُ... فَلَمَّا نَزَلْنَا الْوَادِي قَامَ عَبْدُ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَحُلُّ رَحْلَهُ، فَرُمِيَ بِسَهْمٍ فَكَانَ فِيهِ حَتْفُهُ، فَقُلْنَا: هَنِيئًا لَهُ الشَّهَادَةُ يَا رَسُولَ اللَّهِ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: "كَلَّا وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، إِنَّ الشَّمْلَةَ لَتَلْتَهِبُ عَلَيْهِ نَارًا، أَخَذَهَا مِنْ الْغَنَائِمِ يَوْمَ خَيْبَرَ لَمْ تُصِبْهَا الْمَقَاسِمُ " قَالَ: فَفَزِعَ النَّاسُ..... "[3].

• وهناك أسباب لعذاب القبر جاءت في حديث طويل، رواه البخاري من حديث سمرة بن جندب، في قصة رؤيا النَّبيّ صلى الله عليه وسلم مع الملَكين، فرأى أنواعًا من عذاب القبر، وذكر له الملكان سبب كل عذاب رآه، ومن ذلك:
5. هجر القرآن الكريم، ورفضه.
6. النوم عن الصلاة المكتوبة.

ويدلّ على ذلك: ما جاء في حديث سمرة بن جندب رضي الله عنه قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم في قول الملكين: " أَمَّا الَّذِي يُثْلَغُ رَأْسُهُ بِالْحَجَرِ، فَإِنَّهُ يَأْخُذُ الْقُرْآنَ فَيَرْفِضُهُ، وَيَنَامُ عَنْ الصَّلَاةِ الْمَكْتُوبَةِ "[4].

قال ابن حجر رحمه الله: " ويحتمل أن يكون التعذيب على مجموع الأمرين ترك القراءة، وترك العمل "[5].

7. الكذب.
ويدلّ على ذلك: ما جاء في حديث سمرة بن جندب رضي الله عنه قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم في قول الملكين: " وَأَمَّا الرَّجُلُ الَّذِي أَتَيْتَ عَلَيْهِ يُشَرْشَرُ شِدْقُهُ إِلَى قَفَاهُ، وَمَنْخِرُهُ إِلَى قَفَاهُ، وَعَيْنُهُ إِلَى قَفَاهُ، فَإِنَّهُ الرَّجُلُ يَغْدُو مِنْ بَيْتِهِ فَيَكْذِبُ الْكَذْبَةَ تَبْلُغُ الْآفَاقَ"[6].

قال ابن حجر رحمه الله:" وإنما استحق التعذيب لِمَا ينشأ عن تلك الكذبة من المفاسد، وهو فيها مختار غير مكره، ولا مُلجأ، قال ابن هبيرة: لمَّا كان الكاذب يساعد أنفه، وعينه، ولسانه على الكذب بترويج باطله وقعت المشاركة بينهم في العقوبة"[7].

8. الزِّنـا.
ويدلّ على ذلك: ما جاء في حديث سمرة بن جندب رضي الله عنه قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم في قول الملكين: "وَأَمَّا الرِّجَالُ وَالنِّسَاءُ الْعُرَاةُ الَّذِينَ فِي مِثْلِ بِنَاءِ التَّنُّورِ؛ فَإِنَّهُمْ الزُّنَاةُ، وَالزَّوَانِي"، وفي أول الحديث قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم: "فَأَتَيْنَا عَلَى مِثْلِ التَّنُّورِ،... فَإِذَا فِيهِ لَغَطٌ وَأَصْوَاتٌ"، قَالَ: "فَاطَّلَعْنَا فِيهِ فَإِذَا فِيهِ رِجَالٌ وَنِسَاءٌ عُرَاةٌ، وَإِذَا هُمْ يَأْتِيهِمْ لَهَبٌ مِنْ أَسْفَلَ مِنْهُمْ"[8].

قال ابن حجر رحمه الله:" مناسبة العري لهم؛ لاستحقاقهم أن يفضحوا؛ لأن عادتهم أن يستتروا في الخلوة، فعوقبوا بالهتك، والحكمة في إتيان العذاب من تحتهم كون جنايتهم من أعضائهم السفلي"[9].

9. أكل الرِّبـا.
ويدلّ على ذلك: ما جاء في حديث سمرة بن جندب رضي الله عنه قال النَّبيُّ صلى الله عليه وسلم في قول الملكين: "وَأَمَّا الرَّجُلُ الَّذِي أَتَيْتَ عَلَيْهِ يَسْبَحُ فِي النَّهَرِ، وَيُلْقَمُ الْحَجَرَ؛ فَإِنَّهُ آكِلُ الرِّبَا "[10].

قال ابن حجر رحمه الله:" قال ابن هبيرة: إنما عوقب آكل الربا بسباحته في النهر الأحمر، وإلقامه الحجارة؛ لأن أصل الربا يجري في الذهب، والذهب أحمر، وأمَّا إلقام المَلَك له الحجر فإنه إشارة إلى أنه لا يغني عنه شيئا، وكذلك الرِّبا فإن صاحبه يتخيل أن ماله يزداد والله من ورائه يمَحَقُه "[11].

وقد ذكر ابن القيِّم رحمه الله أسباب عذاب القبر، والأسباب المنجّية منه، فانظر كتابه: (الروح) للاستزادة.

أما عذاب الفقر فمن اسبابه
تولى الأنظمة الفاسدة لأمور الناس فيستأثرون بجميع الإمكانت ويتركون الناس فقراء وربما جياعا أيضا فالفساد هو السبب الأول لعذاب الفقر
والغبن هو السبب الثاني لعذاب الفقر
وسوء الإدارة هوالسبب الثالث لعذاب الفقر
والمحسوبية هي السبب الرابع لعذاب الفقر
والزبونية والشرائحية من اسباب عذاب الفقر
والإهمال والتبذير والهدر الغير مسئول للمال العام من اسباب عذاب الفقر
والحرمان والإقصاء والتهميش من اسباب عذاب الفقر
وعدم العدل بين الناس من اسباب عذاب الفقر
والغش والكذب والخداع وعدم النزاهة والأستقامة من طرف ولاة الأمور من اسباب عذاب الفقر
وعدم التنظيم ومنع الحقوق والأستأثار بالموارد من اسباب عذاب الفقر
والكسل وعدم المسئولية ومنع المشاركة فى النشاطات المدرة للدخل من اسباب عذاب الفقر
أخيرا إن هذه العذابات تستوجب الوقوف عليها والحيلولة دون حصولها
فالأولى انتهاك لشرع الله ولسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم والثانية أنتهاك لحقوق الإنسان ولشرع الله أيضا لأن الحقوق والواجبات بعضها مرتبط ببعض إذا ضيع بعضها ضاع كل شيء
من هدي مؤسسة لسان الحال الصحفية

على مدار الساعة

فيديو