لقد قلنا وكتبنا فى السنوات الماذية ومازلنا نقول ونكتب أن هذه المهرجانات المخصصة للمدن القديمة وإنما هي أحفاء بالرئيس فى تلك البقع النائية ولا علاقة لها بتنمية تلك المدن ولا فك العزلة عنها وهذه الأموال التى تصرف عليها من خزينة والتى يذهب أغلبها إلى جيوب زمرة المصفقين والمتملقين للرئيس لو تم تخصيصها لفك العزلة عن هذه المدن لسهل التنقل إليها وأزدهر النشاط والإنماء فيها وتقلصت تكاليف سفر ابنائها منها وإليها وزارها السياح وعاد إليها الأستثمار فأغلب ابناء يتواجدون خارجها ومن بينهم تجار ورجال أعمال ولو كانت لدى هذه المدن طرق معبدة وسالك لشجع ذلك على الأستثمار فيها لكن العزلة الخانقة ووعورة الطرق وصعوبة المسالك هي التى تحول دون تنميتها وتصعب الأمر على من بقي فيها من ساكنتها لقد بلغني الآن أن الكثير من السيارات التى توجهت الأيام الماضية إلى مدينة تيشيت تعطل العديد منها فى المقطع الأخير ما بين خمسين إلى ستين كيلوا مترا من المدينة ولم تستطع تجاوز ذلك المقطع إلا السيارات القوية جدا
لقد رأينا العام الماضي ما تم رصده من أموال لمدينة وادات لكن تلك الأموال تبخرت ولم يستفيد منها الساكنة إلا قليلا ولو تم صرفها على بناء طريق أطار شنقيط وادان لتم فك العزلة عن هذه المناطق التى عادة ما يتوجه إليها السياح ولتمكن سكانها من إعمارها والأستثمار فيها بشكل أحسن
لكن الزمرة تعودت على هذا الكرنفال الذي يقام للرؤساء هناك فأنتهزته فرصة للتصفيق والنفاق وملإ جيوبها من المخصصات المبرمجة لتلك المهرجانات
إن العالم يتطور ونحن نظامنا لا يتبدل ولا يتغير والطريقة التى فعلها رؤساء سابقين أو تم أقتراحها عليهم من طرف زمرة المفسدين المحيطة بهم إحاطة الخاتم بالأصبع هي التى يفعلها من يأتي بعدهم ولا يبدلها ولا يغيرها حتى وأن كانت فاسدة أو كان هناك طرق أحسن منها وأكثر جدوائية هذه هي عقلية نظامنا المتحجر الذي لا يتطور ولا يتبدل ولا يتغير .
