
هذا هو السؤال الذي ينبغي على كل نظام تولى السلطة فى البلاد أن يطرحه على نفسه ويجد له حلا شافيا لقد لاحظنا أن الأنظمة المتعاقبة أسئلتها التى تطرحها على نفسها عندما تتسلم حكم البلاد هي كيف نستطيع البقاء فى الحكم فترة أطول وكيف نقسم الوظائف بين أصحاب النفوذ وأعضاء الزمرة الحاكمة وكيف نغير وجوه الحكام والموظفين هذا الوجه بهذا الوجه بصفة تجعل الحال يبقى على حاله إلخ... نحن لدينا شرائح وأعراق طبعا لكنها ليست بحج شرائح وأعراق بلدان تتربع الآن على قمة التقدم نأخذ الصين كنموذج هل تعلم كم فيها من الشرائح والأعراق إنها تعد بالملايين ومع ذلك استطاعت بفضل قيمها أن تجعل منها قوة وليس ضعف أو عرقلة للتقدم كما يحاول بعضنا نحن اليوم إن القيم الصينية استوعبت كل تلك الشرائح والقوميات وصهرتها فى بوتقة واحدة تنضح بالمسئولية فالرجل الأكبر يطلقون عليه العم وإذا كان صهرا يطلقون عليه أب والمرأة الكبيرة عمة وإذا كانت صهرا أم واللغة الرسمية توحد الجميع مهما كانت قومياتهم وشرائهم
ونحن إذا استطعنا اخراج العنصرية والشرائحية من قلوبنا وبدلناها بالأخوية وقضينا على الطبقية المحسوبية والفوارق الأجتماعية التى تشبه رسم حدود المستعمرات بالنسبة للمستعمر سوف نعيش بأمان ثم تقاسمنا الموارد بعدالة وإنصاف وتواضع سوف نزدهر ونتقدم ويكون هذا هو النمو المتسارع الحقيقي والرفاه المشترك ، وليس نموا نظام ولد عبد العزيز المتسارع داخل جيوب الزمرة مع حرمان البقية وهو النهج الذي ما يزال ساري المفعول حتى الآن إن من لديهم حساسية من الألوان عليه أن يقتني نظارات لاتميز بين الألوان ومن لديهم حساسية من اللغات عليهم أن يجروا عمليات جراحية طبية للأسنتهم بحيث يتم تقويمها ومنع نفرتها من اللسانيات
إن لدينا بلد واحد نعيش فيه ودين واحد نأمن به فلماذا نتباين ونتصارع على ماذا ؟
لايحدث التباين والتصارع إلا إذا كان هناك أعداء للوحدة الوطنية ترتبط مصالحهم بمصالح أجنبية وهناك عدم عدالة تأجج نار الفتنة وتثير الحقد والكراهية وهنا نعود إلى النظام السابق فنقول إن تجارب الأنظمة السابقة كانت تجارب محبطة ولا ينبغي الأستمرار فيها ولا السير على نهجها وجميع معاولها التى كانت تهدم بها البلاد يجب وضعها جانبا فى متحف الذكريات إذا أردنا أن نتقدم اشواطا إلى الأمام ، اما إذا أردنا أن نستمر فى نفس الحلقة المفرغة الجديد منا يحاكي القديم والقديم يحاول البقاء فى أقدميته دون تبديل ولا تغيير فهذا النهج لايمكن أن يصلح به بلد ولا أن يتقدم به شعب ثم إنه من غير المسئول أن ننتقد حكم نظام سابق ومع ذلك نحتفظ به كيف نقنع الشعب أن شيئا قد تغير وأن النظام الذي كنا نتهمه بالفساد قد ذهب والشعب يرى رموزه هي الموجودة فى الحكم وإدارته هي التى تسير البلاد ماهذا هل نحن نضحك على أنفسنا أم على الشعب ؟