المستعمرات الفرنسية السابقة تتساقط الآن كأحجار الديمنو إنه عصر التخلص من الإرث الأستعماري 

أربعاء, 08/30/2023 - 12:12

 

هل باتت أيام  وجود فرنسا فى إفريقيا معدودة بعد هذه السلسلة من التغييرات فى الأنظمة الإفريقية الموالية لها والتى كانت ضمن مستعمراتها لأكثر من بضعة عقود ؟

هذه التساؤلات تجرنا إلى إلقاء نظرة على التدخل الفرنسي فى إفريقيا وما نجم عنه من كوارث أقتصادية وإنسانية على الشعوب الإفريقية بدأت فرنسا اكشافها للقارة الإقريقية قبل مئات السنين ثم تطور ذلك إلى المتاجرة بالرقيق حيث كانت السفن الفرنسية تحمل بشحنات من الأفارقة كعبيد إلى أروبا وآمريكا لكي يباعوا هناك ويستخدموا فى الزراعة وتربية الحيوانات وتشييد المباني ثد بعد ذلك عندما تم أكتشاف الثروات الإفريقية الهائلة قرر الأستعمار الفرنسي أحتلال ما يمكنه أحتلاله من القارة بالتنافس مع دول غربية أخرى كبريطانيا وهلندا وبلجيكا وإطاليا وغيرها وكان نصيب فرنسا من أحتلال إفريقيا نصيب الأسد ثم أخذت فرنسا فى نهب ثروات القارة المعدنية والحيوانية والنباتية وعندما جاء عصر الأستخراج أخذت تستخرج الثروات النفطية والغازية لكي تشيد بذلك قوة اقتصادية وعسكرية وعمرانية فى فرنسا لتعوض عن ماتفقده فى حروبها التى تخوضها مع كافة أو معظم دول العالم بما فيها أروبا وآمريكا وآسيا وإفريقيا ثم جائت الحرب العالمية واستخدمت فرنسا فيها الشعوب الإفريقية سواء الحرب العالمية الأولى أو الثانية وعند أنتهاء الأخيرة كانت فرنسا منهوكة بسبب الأحتلال الألماني لأراضيها فقررت التخفيف عن كاهلها بمنح بعض مستعمراتها أحكاما ذاتية بعد ذلك وقعت معها أعني مع قادة أفارقة كونتهم لتولي الحكم فى المستعمرات وقعت معهم أتفاقات الأستقلال بشروطها وتحت نفوذها من ضمن الشروط حقها فى استغلال الثروات والمناجم التى كانت موجودة والتى قد تكتشف فيما بعد وهكذا تحول الأستقلال إلى استغلال يدار من وراء الشعوب الإفريقية بواسطة حكام تابعين لقصر الأليزا وهنا ظلت الشعوب الإفريقية تنهب ثرواتها وتستغل خيراتها وهي فى غفلة من أمرها نتيجة الفقر والجهل حتى بزغت نخبة إفريقية جديدة متعلمة وفهمت الوضع وراحت تعمل على تغيير ذلك فى مالي وبركينافاصو وغينيا كوناكري وأخيرا فى النيجر والآن فى الغابون والحبل على الجرار وهذه مجرد بداية وسوف تتبعها تغييرات شاملة أخرى فى بلدان إفريقية مازالت تعاني من المشكل الذي أدى بأبنائها إلى الهجرة عبر البحار ومات أغلبهم غرقا ومازلت الهجرة متواصلة ما لم تتمكن الشعوب الإفريقية من أخذ زمام المبادرة والتخلص من التبعية الأستعمارية لفرنسا وتضع يدها على ثروات بلادها وتستغلها بنفسها .

سيد مولاي الزين

على مدار الساعة

فيديو