
إن تسيير المجتمعات بسياسة العمه بالمحسوبية والزبونية الحزبية والقبلية والشرائحية هي المسؤولية عن تردي الأوضاع فى البلد والحيلولة دون أي تقدم رغم الإمكانات الهائلة والمساعدات الأجنبية ومحو ديون الدولة من طرف الدول الشقيقة والدول الصديقة للشعب الموريتاني كيف نستطيع التقدم فى ظرف وجيز ونحاكي مجتمعات قفزت بسرعة إلى أن لحقت بالبلدان المتقدمة مع شح مواردها المالية وقلة الثروات الطبيعية فى أراضيها ماليزيا ورواندا كمثال ؟
كان نبي الأمة محمد صلى الله عليه وسلم يوصي بوضع الناس فى منازلها تحقيقا للعدالة السماوية فقد روي عنه أنه قال انزلوا الناس منازلهم وفى لفظ آخر أمرت أن أنزل الناس منازلهم فكل شخص له منزلة لا ينبغي أن يتجاوزها وإلا تم الإخلال بالنظام الكوني أن وضع اراذل الناس فى أماكن الفضلاء هو إخلال بالنظام الكوني للبشرية وتعد سافر على الأخلاق العامة وعلى الثوابت الشرعية التى جاء بها محمد صلى الله عليه وسلم ونتيجته هي انفراط عقد النظام وتمزيق للوحدة البشرية وانهيار لكافة النظم التى تبنى عليها المجتمعات والتخلف عن الركب الحضاري نتيجة الإخلال بترتيب بناء الهرم البشري إن تعيين شخص فى وظيفة سامية وهو ليس أهلا لتوليها لمجرد أنه من القبيلة كذا وكذا أو من الشريحة كذا وكذا أو من الحرب كذا وكذا فهذا خلل بين فى نظم تولي المسئوليات الذي يشترط فيه الأهلية وهي الكفائة العلمية والعقلية والأستقامة والقدرة على إصلاح المفاسد وتشجيع الرقي لقد تحولت الوظيفة فى بلادنا عن دورها الطبيعي فى خدمة المجتمع وترقيته وتقدم البلد إلى غنيمة وريع مالي لأصحابها على حساب البلد والشعب وينبغي أن تعود الوظيفة إلى دورها الطبيعي بعيدا عن هذه السياسات الفاشلة التى عاني منها شعبنا طيلة العقود الماضية
لسان الحال