
منذ سنين طويلة وبلادنا لا تعرف سبيل التقدم ولا تهتدي إلى الطريقة التى قد تطور بها نفسها ومنظومتها الإدارية والسياسية والثقافية فقد سنت للأغنبياء إقامة مهرجانات معينة وسرعان ما دبت عدوى المهرجانات فى انحاء البلد وراح كل حيوكل مدينة وكل قبيلة وكل مخيم له مهرجاناته خاصة به مماعطل عملية البناء والإنتاج والتركيز أشياء بلا فائدة تذكر او هي الأقل مردودية أما بالنسبة للإدارة فمنذ تسعينيات القرن الماضي دخلت الإدارة الموريتانية فى سلاسل من الورشات اليومية العقيمة مسئول يفتتح ورشة وآخر يختتمها وكأن الدولة ليس لها من العمل سوى هذه الورشات التى لا تقدم ولا تنفع فى شيء سوى إضاعة المال والوقت
كان أن الدولة أن تدرك أن عملية البناء الجاد تتطلب أساليب تنموية جادة وفعالة وحقيقة بحيث تكلف القطاعات الحكومية بخطط عمل سنوية ذات مردودية على الشعب وعلى البلد من قبيل فتح الأبواب أمام الأفكار المنتجة وإشراك العاطلين عن العمل فى عملية البناء الحضاري التنموي وتكوين الكادر البشري على المهارات التى يحتاج لها البلد من زراعة وصناعة وتقنية تطبيقية وليس نظرية كذلك وضع خطة شفافة وشاملة وعادلة لتوزيع ثروات البلد بين مواطنيه سواء فى التوظيف أو فى التعيين أو فى الناتج المحلي القومي للبلد بحيث يشعر كل مواطن أن بلده يحتضنه ولا يهمله ولا يتركه يتسرب فى نفسه أنه ضائع أو منسي أو مبعد أو مهمش إن تكريس منافع البلد لصالح زمرة بعينها أو طبقة بذاتها هو ظلم واضح دأبت أنظمة البلد على فعله منذ الأستقلال وآن الوقت لوضع حد له لما له من ضرر على البلد وعلى شعبه وعلى تنميته الوطنية ومستقبله
من يحب البلد عليه أن يضحي من أجله والتضحية تكون بكل شيء بالأمتيازات الخاصة وبترك ما ليس ضروريا لصالح ما هو ضروري