
تسود مجموعة ما يعرف بدول الساحل حالة من الترقب والأنتظار لما ستؤول إليه الأمور فى النيجر وعلاقاتها مع الغرب ومع المجموعة الأقتصادية لدول غرب إفريقيا الأكواس هذه الأخيرة بدت ردة فعل على الأنقلاب مبالغ فيها بل تبنت أتخاذ إجرائات تفوق قدرتها من قبيل إرغام المجلس العسكري فى النيجر على إعادة بازوم الذي ينبذه الشعب النيجري فى غالبيته ولكي يقوم بأعتقال قادة الجيش فور عودته لكرسي الرئاسة وربما تصفيتهم لا حقا وهو أمر يعرفه قادة الأنقلاب ولن يقدمون عليه مهما كانت الظروف لكن الفشل وتهديد بعض أعضاء الأكواس بالأنسحاب من المجموعة خفض من سقف مطالب هذه الأخيرة وراحت تبحث عن حل يحفظ لها ماء الوجه من قبيل ألتزام الجيش النيجري بالعودة إلى المسار المدني والأنتخابات وهذا ربما كان تحصيل حاصل فالجيش لم ينتهي بعد من ترتيب أوضاعه الداخلية حتى يعلن عن حكومته المستقبلية ومساره الدستوري فى النهاية هذا من جهة مجموعة الأكواس التى حصل حتى الآن على دعم ثلاثة دول منها هي مالي وبوركينافاصو وغينيا والحبل على الجرار أما من ناحية الغرب ففرنسا قد خرجت نهائيا من اللعبة هناك والدول الأخرى سوف تبحث مصالحها فى النيجر مع القادة العسكريين بما فيهم آمريكا وسوف لن يكون هناك أي تدخل عسكري لكون التخلات العسكرية جلبت المئاسي للعالم وعرف أن ضررها اكبر من نفعها بل إنها لا نفع فيها على الإطلاق والتجارب السابقة تؤكد ذلك
بقي أن نتطرق لحالة دول مجموعة الساحل على ضوء أنقلاب النيجر وماذا ستفعل رئاسة المجموعة من الآن فصاعدا وهل تدعوا إلى أجتماع للمجموعة أم تنتظر حتى تستتب الأوضاع فى النيجر ؟
اعتقد أن رئاسة المجموعة التىهي موريتانيا حاليا ملتزمة الصمت عما يجري هناك وليس لديها أي دور فى القضية ربما تؤيد قرارات الأكواس دون ان تعلن ذلك رسميا والرئيس الموريتاني على علاقة جيدة مع الرئيس المطاح به وأظن أنه الآن حزين للغاية على الإطاحة به
والآن لم يبق من دول الساحل دون أنقلاب جديد سوى موريتانيا وتشاد وإذا سلمتا من الأنقلابات وهو أمر فيه شك فإنهما سوف تواجهان ضغوطا هائلة من طرف شعوب المنطقة لكي تقوما بتغييرات جذرية فى أنظمتهما المهترئة وفى تحالفاتهما المستقبلية فالسياسات القديمة التى أكل الدهر عليها وشرب لم تعد تصلح فى خضم المستجات والتغيرات الجيوسياسية الراهنة وهنا الأختيار اصبح مطروحا إما السير إلى الأمام أو إلى الوراء
أخيرا رسالتنا لدول مجموعة غرب إفريقيا هي أنها عليها أن تصلح نفسها قبل أن تحاول إصلاح الآخرين وأن تتدخل فى مشاكل شعوبها من أجل حلها قبل أن تحاول التدخل فى شئون الآخرين
أما مجموعة دول الساحل فمالي سبق لها أن إنسحبت منها ولم تعد بعد ولا يعرف بالضبط ما الذي سيحدث فى المستقبل والأكيد أن هناك تحالف وقواسم مشتركة بين القادة العسكريين فى كل من مالي والنيجر وبوركينافاصو فهل تشكل هذه الدول وحدة سياسية والأقتصادية وأجتماعية فيما بينها ؟
متوقع
سيد ولد مولاي الزين