
فى غاموس فلسفة انظمتنا المتعاقبة على الظلم والفساد والتهميش أن عليك أن تقدم الولاء لها وتمدحها بما ليس فيها حتى تحصل على نصيب من الأعتراف بوجودك ومن ثم ربما تحصل على نصيب قل أو كثر من مقدرات بلدك فمادمت لا ترضى عن هذا الروتين الحكومي الغير عادل فأنت خارج الدورة الأقتصادية فى موريتانيا وهذه النظرة تعتبر من اسباب تخلف البلاد حيث أن عملية البناء لا علاقة لها بمدح النظام ولا معارضته فهي تعني كل مواطن وإذا كان النظام لايهتم إلا بمن يمدحه أو من يواليه أو من ينتمي لحزبه فإن البلد سوف يصبح مشلولا تماما عن عملية البناء وبالتلي سيظل يرزح تحت وطأة التخلف إلى أجل غير مسمى فعلى النظام الذي يريد أن ينهض ببلد أن يفرق بين قضية البناء وقضية الولاء فالبناء هو الأساس وفائدته عامة للجميع بينما الولاء مسألة شخصية وعاطفية واختيارية وتعني الأشخاص فقط ولا علاقة لها ببناء الدولة والنهوض بها إلى مصاف التقدم والتنمية الشاملة ثم إن البلاد لا تبنى بالايادي الأجنبية وانما تبنى فقط بالايادي الوطنية فالأنظمة الموريتانية تراهن فى عملية البناء على الخارج بينما تهمل بشكل شبه تام القوى الوطنية تتركها رهينة للفقر والبطالة بحيث تصبح خياراتها محدودة ولا تصب فى صالح البلد أما تهرب نحو الخارج للبحث عن لقمة العيش وأما تلتحق بالجماعات المتشددة فى الداخل نقمة على النظام أو فى الخارج حيث حمل السلاح والقتال أو تبقى قابعة فى البلد دون أي عمل عالة على ذويها وكل هذه الخيارات سلبية وكان بالإمكان تفاديها ولو كان النظام الموريتاني على المستوى لاعطى الأولوية للمواطن حتى يجعل منه قمة فى الوطنية والبناء لكن البلد ابتلاه الله بأنظمة فاسدة لا تمنح للإنسان الموريتاني أي قيمة ما لم يكن من أصحاب الوجاهة والثرى إن ما يبدده النظام من أموال ومن ثروات ومن مساعدات أجنبية لو كان صرفه على تحسين ظروف مواطني البلد وشغل به اليد العاطلة وكون غير الماهرين فى العمل وعلم الجاهلين وأعطى عناية فائقة بالمواطنين واشركهم فى عملية البناء كل حسب قدرته ومعرفته لكان البلد قد نهض واصبح يسير على درب التنمية الحقيقية وليس المتوهمة