
لايوجد فى موريتانيا مستشفيات لعلاج فيروسات الفساد المتحورة والمتجذرة منذ أمد بعيد هناك نقاط وضعت لمحاربة الفساد لكنها عاجزة عن القيام بهذه المهمة لكونها مصابة بعدوى الفيروس بحاجة إلى علاج هي الأخرى هذه النقاط تتمثل فى محكمة الحسابات هذه المحكمة مكلفة بجمع حسابات النفقات الحكومية من جميع مؤسسات الدولة العمومية وفرزها ومعرفة ما إذا كانت حصلت فيها تجاوزات أم لا ثم وضعها فى تقرير شامل يجب ان ينشر سنويا وهذا ما عجزت عنه هذه المؤسسة التى تكلف خزينة الدولة مبالغ كبيرة لكي تنجز هذا العمل بدقة وشفافية تطبعها الشمولية والحياد والمصداقية والتفاني فى خدمة البلد ومحاربة الفساد كل هذا لم يحدث محكمة الحسابات لديها نواقص عديدة منها ضعف الطاقم الفني القادر على إنجاز المهام بدقة وكفائة ومنها تضارب المصالح بحيث أن العاملين فى الميدان لديهم معارف ومصالح قد تحول دون قيامهم بالمهام الموكلة إليهم بدقة ومصداقية وحياد ومنها خضوعهم للقرارات الحكومية حيث أنهم موظفين فى القطاع العام الذي يكون القرار فيه بيد من هم فوقهم وإذا قاموا بعمل لا يرضى من هم فوقهم عرضوا أنفسهم للمسائلة وربما العقاب ومن ثم إلغاء ذلك العمل الذي لا يرضي من هم فوقهم
أخيرا تم حجب التقارير السنوية لمحكمة الحسابات طيلة السنوات الثلاث من حكم نظام ولد الغزواني لأسباب نجهلها خلاف ما ينص عليه القانون ونظام الحكم الرشيد حتى وإن كانت بلا مصداقية لكونها صادرة عن جهة حكومية متهمة بالفساد كان ينبغي نشرها سنويا
المرفق الثاني الحكومي هو مفتشية الدولة
وهذه تم وضعها تحت يدى القصر الرئاسي الذي كان ولا يزال من أهم مصادر الفساد فى البلد بل هو رأس الفساد نفسه فلا يطاله تفتيش ولا محكمة حسابات ولديه الصناديق المالية السوداء التى لا يعرف أبدا كم رقم المبالغ المالية التى توضع فيها كان يعتاش عليها الرئيس السابق ولم يأخذ شيئا من راتبه الحكومي كما صرح بذلك لوسائل الإعلام لأنه لم يكن بحاجة إلى شيء منه مع وجود هذه الصناديق المالية السوداء الموضوعة تحت تصرف القصر الرئاسي
إذن فماهي متحورات فيروسات الفساد فى بلادنا
هناك متحور التعيين وهذا المتحور لا يخطيء اصحابه المفسدين أبدا وإذا ما غلط فى بعض المصلحين سرعان ما يصاب بالمرض
وهناك متحور الصفقات
وهناك متحور البرلمان
وهناك متحور الحزب
وهناك متحور السفارات
وهناك متحور الوزارات
وهناك متحور الإدارات
وهناك متحور الضرائب
وهناك متحور رجال الأعمال
وهناك متحور الشرطة
وهناك متحور الجمارك
وهناك متحور التجار
أما متحور الجيش فهو الأخطر على الإطلاق
العلاج :
صعب جدا ولابد فيه للرجوع إلى الله وتحكيم كتاب الله فى كل شيء والعمل بما جاء من عند الله وليس ما يجيء من عند فرنسا وآمريكا فهذه البضاعة الغربية لا تصلح لنا ومخرجاتها الفاسدة هي التى أمرضت بلادنا وحطمت قيمنا وداست على مثلنا وقوضت اخلاقنا الإسلامية وتماسكنا الديني وشتت شمل وحدتنا .
فكتاب الله وسنة رسوله هما الدواء الناجع لكل هذه المتحورات الفيروسية التى يعاني منها بلدنا وشعبنا .