
الحكومة الحالية يبدو أنها لا تهتم بأحوال الناس ولا يعنيها ما يعانون من فقر وشظف عيش وبطالة والفقر المهم عندها هو ما تجنيه من ريع وظائفها وعائداتها المالية المتراكمة سنة بعد أخرى كلما قرر الرئيس الذهاب إلى مكان من أجل تدشين مشروع أو تفقد منشئة ذهبوا جميعا إلى ذلك المكان وتجمهروا حوله لئلا يفعل شيئا دون حضورهم وتركوا واجباتهم أتجاه المواطنين ومكاتبهم وراء ظهورهم إن عملهم ليس من أجل تحسين أحوال المواطنين ماديا ومعنويا وإنما من أجل تحسين ظروف أنفسهم ماديا ومعنويا ومفتاح ذلك هو الرئيس كما يبدو أن الرئيس يسايرهم فى ذلك ويرضى به خلاف ما يقول فى خطاباته وتوجيهاته للحكومة إن الأقوال لا تجدي نفعا للمواطنين المنهكين الذين طحنهم الفقر والفاقة وحرمتهم الأنظمة المتعاقبة من عائدات ثروات بلادهم كان على الرئيس المسئول الأول عن هذا الأختلال البين فى النظام وهذه الفوضى الحكومية المدمرة للبلد أن يكون على مستوى المسئولية وأن لا يعين الفاسد على فساده ومن الفساد ترك الواجب الوظيفي من أجل استقبال الرئيس فى مكان بعيد عن مكتبه ووظيفته المخصصة أصلا لخدمة المواطنين وليس من أجل خدمة الرئيس والموظف الحكومي يتقاضى عائدات مالية ضخمة من أجل خدمة المواطنين فقط لكون ما يجنيه من مال يأخذه من خزينة الدولة التى هي ملك للمواطنين وليس للرئيس صحيح أن الرئيس هو الذي عينهم فى تلك الوظيفة وإذا ما تركهم يضيعون حقوق المواطنين من أجله هو فقد ضيع هو واجبه كرئيس للجميع ومسئول عن الجميع وفى الحديث الشريف كلكم راع وكلكم مسئول عن رعيته طبعا سوف لن يكتشف ذلك إلا عندما يقف بين يدي الله يوم القيامة ويسأل ويحاسب على تصرفه فى الحكم وهل كان حكمه عادلا أم جائرا وهل ساوى فى قسمة المال العام بين الناس وهل أعطى لكل ذي حق حقه وهل ترك الموظفين الحكوميين يتلاعبون بحقوق الناس ويجنون المال على حساب الفقراء ويضيعون حقوقهم ويحتجبون عنهم فى المكاتب الحكومية ولا يستقبلونهم ولا ينظرون فى قضاياهم ولا يحلون مشاكلهم
نعم إن هؤلاء يزين لهم الشيطان ما يقومون به من ظلم وجور فى حق المواطنين تراهم يدشنون الفلات والمكاتب والعمارات الشاهقة ذات الطوابق العالية لزمرتهم التى لديها مكاتب ومساكن وليست بحاجة إلى ذلك الذي يكلف خزينة الدولة مئات المليارات والشعب الموريتاني يعاني من الفاقة والفقر والجوع والعطش وبلا مساكن ولا مال ولاعيش كريم إن هذا لهو البلاء المبين وهو سوء التصرف وهو الذي لن يفلح اصحابه فى الدنيا ولا فى الآخرة إن حقوق الإنسان على رأسها توفير العيش الكريم والسكن المناسب والتعليم الجيد والدواء الجيد المجاني والأمن من الفقر والجوع والخوف وليس تشييد ناطحات السحاب لطقبة من القطط السمان عاثت وتعيث فسادا فى الأرض منذ عشرات السنين ولا اقتناء احدث واغلى مودلات السيارات الفخمة لهم إن هذا لهو الإسراف الحكومي الذي ما بعده إسراف بأي حجة يحتجون بها عند الله إذا سألهم عن هذا ؟ هل يقولون له إنهم بطارين ولابد لهم من عيشة كسرى وقيصر ، وتصرف قانون وهامان هذه الحجة سوف تؤدي بهم إلى النار وبئس القرار والحمد لله على عقاب الفجار