
من المنتظر أن تعلن الوزارة الوصية على الصحافة اليوم أوغدا عن رئيس وأعضاء لجنة صندوق دعم الصحافة المعروف بمال الهوش لأنه لا يخضع للرقابة وتتحكم اللجان المعينة من طرف الوزارة فى تسييره حسب هواها الرئيس تعينه السلطة العليا للصحافة والسمعيات البصرية والأعضاء تعينهم الوزارة الوصية وعادة تأخذهم من ما يسمى بالرابطات الصحفية التى لا تمثل إلا نفسها وهنا يحدث الإشكال
هذا الصندوق يتقدم لطلب الإسفادة منه حوالي سبعمائة شخص ولا أقول مؤسسة خوفا من الكذب وعادة ما يكون المبلغ الموجود به حوالي عشرين ألف أوقية جديدة قالوا أنها زادت بقليل العام الماضي لكن الصحافة لم تستفد من تلك الزيادة إذا كانت صحيحة لأن اللجنة المسيرة للصندون جعلتها مال هوش أغلبها تتقاسمه فيما بينها وجزء يقسم على اصحاب المؤسسات الصحفية اكثرهم غنا احسنهم نصيبا ثم تقطع منه حصة لا دري هل هي حصة الأسد أو حصة الضبع أو حصة الذئب أو القط تسمى حصة التكوين ولم يستفد منها إلااشخاصا يعدون على أصابع اليد ويختارون من المقربين أو الأقربين
تفكروا معنا أن بلدنا توجد به حوالي سبعة آلاف موقع وجريدة ومجلة وقصاصة كيف يحدث هذا؟ جميع قطاعات الدولة مشاركة فى هذا التزوير وهذه الفوضى التى لم يسبق لها مثيل فى العالم
قطاع التعليم مشارك بمئات الحقائب الصحفية تطلب الدعم من الصندوق من معلمين ابتدائية وأساتذة ثانوية وجامعية ولم يجد من يقول له أنت تتقاضى المستحقات من الدولة وعليك البقاء فى عملك ودع عنك مهنة الصحافة للصحفيين الذين لا يزاولون عملا غيرها قطاع الثقافة والشباب والرياضة مئات الحقائب الصحفية تطلب الدعم من الصندوق ولم يجدوا من يقول لهم أنتم تتقاضون مخصصات من خزينة الدولة وعليكم البقاء فى مهنتكم وأتركوا الصحافة للصحفيين الذين لا يمارسون من العمل إلا الصحافة ن ونفس الشيء ينطبق على عمال الإذاعة والتلفزة والوكالة
ارباب العمل والتجار والنقابات والكنفدراليات يقدمون طلبات للأستفادة من الصندوق الخاص بالصحافة المستقلة وكذلك البحارة وأهل نقطة ساخنة ونقطة باردة وباعة السمك والحوانيت والسمسارة والسائقين وموظفي الوزارات والباعة المتجولين واسلاك الجيش والشرطة والدرك والحرس وموظفي الفنادق وعمال شركة النظافة والبلديات وكل من هب ودب يطلب الحصول على حصة من دعم الصحافة البالغ عشرين ألف أوقية جديدة هي المبلغ المخصص لدعم الصحافة من طرف الدولة وتشرع فيه كل هذه الكائنات تريد منه حصة وهنا تبقى الصحافة الحقيقية المهنية التى لا تعمل إلا فى الحقل ولا تتقاضى أي مرتب من أي جهة لا تستفيد من هذا الصندوق بسبب هذه الفوضى العارمة
كان على الدولة لو كان لدينا دولة تسهر على تنظيم المهن أن تتدخل وتلزم كل ذي عمل بعمله وأن تضع حدا لهذا التجاوز الخطير الذي لا يمكن أن يصلح معه الحقل الإعلامي