
منذ تسلم ولد الغزواني الحكم قبل ثلاث سنوات ونصف وهو يركز نشاطه على الخارج فزار عشرات البلدان وحضر عشرات القمم ومحادثات مع رؤساء العديد من دول العالم وهو ما يطرح السؤال التالي :
هل الخارج أهم لدى القيادة الموريتانية من الداخل ؟
صحيح أن الكثير من الموريتانيين يفضلون الخارج على الداخل منهم من ينتمي إلى دول فى الخارج ومنهم من يدعم دول أجنبية ومنهم من يطلب أو يحتفظ بالجنسيات الأجنبية ومنهم من يتجسس للأجانب ويزودهم بجميع ما يحصل عليه من معلومات داخل الإدارة الموريتانية
ولكن الغريب هو كون الرئيس يفضل زيارات الدول الأجنبية وحضور المؤتمرات واللقائات الدولية على الجولات والزيارت وتفقد أحوال المواطنين فى الداخل كانت أول جولة قام بها فى الداخل هي جولته الأنتخابية سنة 2019 وهي آخرها لقد وعد فى تلك الجولة المواطنين بأشياء كثيرة من قبيل التنمية الشاملة ومحاربة الفقر وتحسين الظروف المعيشية والقضاء على البطالة والأحتياج فى البلد إلى غير ذلك وهاهو يوشك على أنتهاء مأموريته دون تحقيق أدنى شيء من تلك الوعود
وأظن هذا من أسباب امتناعه عن جولات تفقد أحوال المواطنين فى المدن والقرى والأرياف فلا يأتي إلى مدينة إلا إذا كان هناك تدشين لمنشأة ثم يغادر فورا دون أن يتفقد أحوال المواطنين هناك
لقد مكث معاوية ولد الطايع اكثر من عشرين سنة فى القصر الرئاسي وكان يقوم بجولات داخلية من حين لآخر ومن النادر جدا أن يذهب نحو الخارج إلا فى مهمة لابد منها ولا يحضر المؤتوارات الدولية بأستثناء قمة الجامعة العربية أما غير ذلك فكان ينوب عنه الوزير الأول أو وزير الخارجية وإذا كان اللقاء متخصص فى مجال معينة يرسل إليه الوزير المكلف بذلك القطاع
وكان ولد عبد العزيز كثير الجولات فى الداخل وفى الخارج وكذلك كان يفعل المخطار ولد داداه
الخلاصة هي أنه ينبغي على الرؤساء التركيز على مواطنيهم وعلى تفقد أحوالهم وعدم إهمالهم وإذا كانوا مشغولين فى بعض الأحيان عن ذلك يقابلون الصحافة الوطنية لأنها لديها الكثير من المعلومات عن الأوضاع فى الداخل وعن أحوال المواطنين المعيشية والصحية والأقتصادية والأجتماعية
فكل وزير تولى مسئولية يتجول فى مصالحها ويتعرف عليها عن قرب فمابال برئيس تولى مسئولية الجميع وأقسم الأيمان المغلظة على أدائها بصدق وأمانة ومسئولية ، هل اضمر فى يمينه أن لا يزورهم ولا يتفقدهم وأن يترك ذلك لغيره ؟