لماذا كل شيء فى بلادنا عبارة عن فوضى عارمة وعشوائيات صادمة هل موريتانيا فاشلة ؟

أربعاء, 11/16/2022 - 08:59

بعد حوالي بضع و ستين سنة من الأستقلال قبلها ستين سنة من الأستعمار ما زال بلدنا يعاني من عدم التنظيم كل شيء فيه عبارة عن فوضى عارمة فى الأسواق وفى الإدارة وفى الصحة وفى التجارة وفى الخدمات النقل الكهرباء النظافة التعليم المياه السكن الزواج الطلاق الأحوال المدنية الأحوال العامة المرافق الخدمات السكن المكاتب كل ذلك يعيش فوضى لا نهاية لها ولا كفاية منها، عندما أرى بلدا منظما فى العالم أغار منه وأتسائل لماذا تمر علينا السنين والدهور ونحن فى فوضى ؟ أعتقد أن الجواب يكمن فى الطريقة التى تأسس عليها البلد لقد تأسس البلد على حالة أنفصام تام بين المواطن والدولة فكانت الدولة فى واد والمواطنين فى أودية أخرى لا يجمعهما جامع والسبب فيما اظن هو أن الحكومة هي الوارث للمستعمر وليس الشعب هو الذي حكم بعد الأستعمار ولتوضيح ذلك إن الحكومة تسلمت مقاليد الحكم من الرئيس الفرنسي السابق الجنرال ديكول و لم تغير شيء من النظام الذي تركه المستعمر ورائه لأنها ورثته بما فيه من إجابيات إذا كانت فيه إجابيات وما فيه من سلبيات وهو الظاهر الأعم حسب جميع المعطيات ، كان على الحكومة أن تقوم أول شيء بتغيير نظام المستعمر وإبعاد أدواته ومناهجه ونظم إدارته وأن تنشأ نظاما وطنيا جديدا بما فى الكلمة من معنى يكون المواطن فيه هو الغاية والوسيلة وهو الفاعل وليس مفعولا به وأن تلغي قوانين المستعمر وإدارته وتبدل ذلك بالنظام الوطني الجامع واللغة الوطنية لكي تتربى الأجيال على الوطنية وتعرف أن حقبة المستعمر إنتهت إلى غير رجعة وأن بناء الدولة يتم بواسطة ابنائها وليس بأيادي أجنبية ولغة إدارة أجنبية ونظام إدارة أجنبية وقوانين بلد أجنبي لم يحدث شيء من هذا مع الأسف مازالت هذه الأدوات هي التى تحكم البلد وتتحكم فى مصيره ومازالت هذه الصورة هي الماثلة فى أعين الكثيرين من ابناء البلد وهي من أشد المعوقات التى تحول دون تقدم البلد ودون وبنائه على أسس وطنية، بعد أكثر من ستين سنة لم نستطع التقدم إلا فى الفوضى والنهب والكذب والفساد والاهمال واللصوصية والجريمة وهلم جرى الآن تحل علينا ذكرى نسميها الاستقلال بعد أيام من الآن ولا زلنا على هذا الحال دون تبديل ولا تغيير

على مدار الساعة

فيديو