
قبل حوالي سنتين من نهاية مأمورية الرئيس محمد ولد الشيخ محمد احمد ولد الغزواني ماهي الملفات التى نجح فيها والملفات التى اخفق فيها
السياسة عبارة عن مغامرة يعتريها النجاح والفشل وهنا يتسائل الكثيرين فى موريتانيا هل الرئيس محمد ولد الغزواني نجح فى شيء منذ تولى دفة الحكم فى البلاد ؟ الجواب إن الرئيس بشر والبشر ليس معصوما من الفشل طبعا ولد الغزواني نجح فى فك شفرة ما كان يسمى بالمعارضة حيث تكمن من إظهارها على حقيقتها المجردة أنها ليست معارضة وطنية تخدم البلد وإنما هي معارضة أشخاص وليست معارضة مؤسسات من أجل الشعب تبحث عن مصالح الشعب وتدافع عن حقوقه لقد أرغمتها الأنظمة السابقة على التعارض لكونها اقصتها من الشراكة معها أو على الأصح همشتها ولو كانت إنفتحت عليها وأشركتها معها فى السياسة وفى المنافع وعينت بعض قادتها على بعض مؤسسات الدولة لما كانت هناك معارضة أصلا وهذا كان يعرفه ولد الغزواني نظرا لموقعه فى هرم النظام السابق ومخابرات الجيش تحت يده والجيش هو الذي يحكم البلاد من وراء ستار زمرة الفساد والغبن والتهميش فى البلاد التى ورثها الأستعمار تسيير الإدارة بعده طبقا لقوانينه ولغته وأخلاقه الغربية التى تخالف وتجانب الأخلاق الإسلامية والدينية وبذلك أصبح لدينا شعب مسلم يتخلق بأخلاق المستعمر فى الإدارة ويتحدث بلغته وبذلك دخلت جميع المفاسد فى الإدارة من رشوة ومحاباة وزبونية وسرقة وإقصاء وتهميش فجميع الأمراض الإدارية فى بلادنا تعود أصولها إلى هذا الأنفصام بين الشعب المسلم والإدارة الغير مسلمة
أما الملفات التى اخفق فيها نظام ولد الغزواني فهي كثيرة
منها عدم المساوات بين الشعب فى الفرص وفى التعيين فى الوظائف وفى تقسيم الثروة الوطنية بعدالة بين المواطنين فترك الأمر فى يد الزمرة التى كانت تسير البلاد على طريقتها الخاصة بها ولم يغير أي شيء من نظمها لصالح العدل والمساوات
ومنها إخفاقه فى ملف الفساد نظرا لكونه ترك الأمر لمن ذكرنا آنفا فأستمر الحال كما كان سابقا وربما بدرجة أو بأخرى قد تكون أسوء والملف الذي عمل عليه نظام ولد الغزواني فى مجال محاربة الفساد وكلف مبالغ مالية طائلة لم يسفر عن نتيجة حتى الآن
ومنها فشله فى إنجاز مشروع الإقلاع من كورونا وقد ذهب هذا المشروع الذي أعلن عنه الرئيس بنفسه وطلب من الشعب مراقبته ذهب ادراج الرياح والفشل وتحولت المبالغ التى رصدت له إلى جيوب كبار مسئولي الدولة ورجال الأعمال ولم ينتفع منها الشعب على الإطلاق
ومنها فشله فى تنظيم الحوار الذي طالما وعد به الشعب وقال أنه سوف ينطلق قريبا وتكون مواضعه مفتوحة للجميع وليس فيها شيء محظورا لكن النتيجة هي حظر الحوار نفسه فضلا عن مواضعه
ومنها الوعود التى وعد بها الشعب إبان حملته الإنتخابية سنة 2019 بأن تتحسن ظروفه المعيشية ولن يترك أحدا منه على قارعة الطريق وكانت النتيجة هي تركه جميعا على قارعة الطريق وحمل الزمرة التى هي السبب فى معاناة الشعب فى الطائرات والسيارات الفخمة وتشييد القصور والفلاة وتأثيثها لها ومنحها كل الأمتيازاع والوظائف فى الدولة والعلاوات وزيادات الأجور ومضاعفات التعويضات عن الرحلات والورشات والأنشطة التى هي من صلب عمل الحكومة وتتقاضى عليها الأجور الضخمة من خزينة الدولة
أما المشاريع التى وضعت قيد الإنجاز والكثير منها كان قبل وصول الرئيس ولد الغزواني للسلطة فمازالت بين الإخفاق والمنجز بطريقة ربما تعاني من النواقص بقي أن نذكر مشروع المدرسة الجمهورية وهو لاشك أنه مشروع وطني يخدم البلد لو تمت جميع الإجرائات المتعلقة بإنجازه وشمل كافى التعليم فى البلد وأعتمد على اللغة الوطنية الرسمية فى جميع مراحله لكنه لم يكن كذلك والطريقة التى يمرر بها أو يدعى تمريره بها طريقة مشوهة سوف لن تصل إلى نتيجة نظرا للعزائق والمتارس التى تحيط بها ولا أشك فى أن الرئيس القادم للبلاد بعد ولد الغزواني سوف يلغيها بقيت مسائل عديدة من إخفاقات النظام لم نتطرق لها هنا لضيق المعالجة