
يقول المثل الموريتاني أن يوم أخذ الدين بالقرض هو يوم هز لكفف أي تمايل الهامات ولكفف بالحسانية منها الهامات ويوم قضاء الدين هو يوم عض الشفاه هذا المثل البالغ التعبير يصدق على تولي الرؤساء للحكم هنا فى هذا البلد ايام الحملة الدعائية كل شيء سوف يتغير و يوم التنصيب وخطاب التنصيب الرئيس قادر على كل شيء حتى أنه يستطيع حمل الجميع على ظهره ولن يترك أحد منهم على قارعة الطريق وبعد حوالي سنتين ونصف من الحكم كان البلد يعاني من الفقر واصبح يعاني من المجاعة ما هذا ؟ كيف يحدث هذا ؟ نظر يمينا وشمالا فإذا بالبلد لا يتحرك من مكانه نحو الأمام قيد انملة مشاريع الطرق التى دشنها عند توليه الحكم وحتى جسر الحي الساكن كلها مازالت ساكنة فى مكانها مثل حقل السلحفاة الذي كان يأمل أن تصادف عائداته الأشهر الأولى من مأموريته فإذا بها تتبخر أمام ناظريه وتتراجع وتتعقد وتتأخر سنين عديدة وحتى إذا انطلقت فإن العائدات سوف تلتهمها السلحفاوات أو السلاحف التى لا تعرف من العمل سوى الأكل ذهب الرئيس إلى إسبانيا وشاهد مؤشر السعادة هناك وقطار التنمية المستدامة السريع الذي ينقل الشعب الإسباني من الفقر إلى الغنى ومن التخلف إلى التقدم إنتبه وتذكر الأطفال الذين يتعلقون بالمارة فى شوارع العاصمة يستجدون ما يسدون به رمقهم وعندما التقى بممثلين الجالية الموريتانية هناك كانت الصورة فى ذهنه فأفصح لهم عنها مبررا لهم الأوضاع التى يعيشها البلد فى ظل حكمه وألقى باللائمة فى ذلك على تصنيف الأمم المتحدة للبلد وليس على كاهل نظامه الذي هو المسئول الحقيقي عن ذلك طالبا من أفراد الجالية المساعدة فى الوقت الذي كان فيه افراد الجالية يريدون طلب المساعدة من الرئيس فى حل بعض قضاياهم فى هذا البلد الأروبي المستفيد الأكبر من علاقته بموريتانيا حيث يميل ميزان التجارة لصالحه وينهب قباطنته البحريين جل الثروة السمكية فى موريتانيا تارة ضمن الأساطيل الأروبية المرخصة بموجب الأتفاق وتارة بالسرقة الحرة من المياه الموريتانية فقد تعود لصوص من البحارة الإسبان على الصيد فى المياه الإقليمية الموريتانية منذ ما قبل الأستقلال يملئون قواربهم ثم يعودون إلى بلادهم كذلك استطاع الإسبان أن يجعلوا من بلادنا حارسا لهم يبعد عنهم الهجرة الغير شرعية القادمة من الجنوب عبر البحر ولم يتولى رئيس موريتاني الحكم إلا قام بزيارة لهم وهنا إختلطت المهة بالعاطفة واستبعد المشهد السياسي والأقتصادي الذي هو محور المشكل الزمرة الحاكمة فى موريتانيا منذ الأستقلال فشلت فى التنمية وعجزت عن استثمار عائدات السمك والتعدين فى البنى التحية للبلد من طرق وجسور وزراعة وصناعة كان بالإمكان لو كان فى البلد مسيرين رشداء ومسئولين نزهاء أن يستثمروا هذه العائدات الضخمة منذ اكثر من ستين سنة فى منتوج الأكتفاء الذاتي من حبوب وخضروات وألبان ومصانع غذاء وأدوات بحيث لا تكون هناك حاجة لإستراد الكثير من هذه المواد الضرورية لكن الزمرة كان اهتمامها ينصب بشكل كامل على ما تضعه فى جيوبها أو فى حساباتها البنكية أو فى فلاتها الضخمة وسياراتها الفارهة أو ما تبذره من مصاريف على ترفها فى الداخل والخراج والرئيس ليس ببعيد عن هذا فهو كان هنا وكان مشاركا فى لعبة الأنمظة هذه فهو من غزية كما قال الشاعر دريد بن الصمت :
ما أنا إلا من غزية إن غوت ،، غويت وإن ترشد غزية أرشد
يعود الرئيس من اسبانيا وكأن شيئا لم يكن ويظل الشعب يعاني من الفقر والمجاعة وتظل الزمرة تعبث بمقدرات البلد .