
لم يرشح شيء من المعلومات حتى الآن عن زيارة الوفد الحكومي المالي رفيع المستوى لنواكشوط فقد تحولت الزيارة التى أرادتها الحكومة الأنتقالية المالية أن تكون علنية وتصالحية إلى سرية مسدول الستار عليها من جميع النواحي ويبدو ان التساؤلات التى طرحها الجانب الموريتاني على السلطات المالية لم تجد لإجابة الشافية حيث أن العشرات من المواطنين الذين فقدوا فى هذه الدولة المجاورة لموريتانيا ذات المساحة الجغرافية الكبيرة لم يعرف مصيرهم بعد رغم أن أهاليهم نشروا اسمائهم وقالوا أنهم قتلوا على يد الجيش المالي وهو ما ينفيه الوفد الوزاري المالي الزائر لنواكشوط ويبقى السؤال من قتل هؤلاء ولماذا قتلوا وماهو الذنب الذي استوجب قتلهم لا إجابة أبدا على هذا السؤال
إن الجميع يعرف بأن مالي تشهد صراعات داخلية وخارجية وأراضيها مفتوحة من جميع الجهات على هذه الصراعات ولا شك أن المجلس الأنتقالي العسكري الذى يحكم البلاد حاليا غير مسيطر بما فيه الكفاية على جميع الأراضي المالية فهناك معارضة شديدة للحكومة المالية الحالية تدعمها فرنسا القوة المهيمنة فى المنطقة وهناك الجماعات المقاتلة التى كبدت الجيش المالي خسائر فادحة فى السنوات الماضية كما أن هناك إثنيات عرقية متناحرة فأي هذه المجموعات قتلت المواطنين الموريتانيين ؟ السلطات الموريتانية ألمحت إلى الجيش المالي له ضلع فى تصفية هؤلاء كما أن السلطات المالية تنفي ذلك بشدة وتقول أنها لامصلحة لها فى توتير العلاقات مع البلد الوحيد فى المنطقة الذي رفض فرض العقوبات على الشعب المالي
هذا محير كيف نستطيع معرفة حقيقة ما جرى فى هذه الحادثة الأليمة ومن تقع عليه مسئولية ارتكابها لا شك أن المواطنين الموريتانيين فى أماكن التماس مع الشعب المالي وعلى الحدود بين هذين البلدين لم يكن لديهم تقييم كافي عن خطورة الوضع فى مالي مع أن التجارب المعاش تؤكد خطورة الوضع هناك والتقصير فى هذا يبدو انه يقع على مسئولية الحكومة الموريتانية وعلى سلطات الولايات المجاورة للحدود حيث أنهم لم يقيموا الوضع الأمني فى جارتهم ولم ينذروا المواطنين بضرورة الحفاظ على ارواحهم وممتلكاتهم عن طريق منعهم من العبور إلى هناك فقد ظهر أن السلطات الإدارية والأمنية على الحدود غائبة عن المواطنين وهي ابعد ما تكون عنهم ولم تنفع القرارات الحكومية ولا إعلاناتها بضرورة تقريب الإدارة من المواطنين فقد كان ذلك فيما يبدو مجرد دعاية لا غير فنحن المواطنين فى العاصمة نواكشوط نعاني من الإهمال والتهميش فمابالك بمن هم على الحدود مع دولة مالي ؟
الخلاصة هي أن العلاقات بين الحكومة الموريتانية والمالية ليست فيما يبدو على ما يرام والسبب هو عدم المسئولية لدى الحكومتين المالية تتذرع بأوضاعها الداخلية المشتعلة والموريتانية تلقي باللائمة عليها رغم أنها تتحمل جزء كبيرا فيما يحدث للمواطنين هناك حيث لم تتدخل ابدا للحفاظ على أمنهم وأمن ممتلكاتهم وتركتهم ليلقوا مصيرهم هناك