
يتبع لوزارة الثقافة الموريتانية فضلا عن قطاعات الشباب والرياضة المنضمة إليها مؤخرا بعد تسكع دام سنوات بين قطاعات أخرى أقول يتبع لوزارة الثقافة من المؤسسات التى تعنى بالثقافة أولا دور الثقافة وهي فى اسوء الحالات حاليا تكاليف باهظة وخراب وعدم مردوية سواء تلك التى فى الداخل وهاتين اللتين فى العاصمة الجديدة والقديمة كذلك يتبع لها المعهد الموريتاني للبحث العلمي الذي تسمى بإسم آخر يتعلق بالتكوين وهذا المعهد الذي كان نشطا سنوات ماضية متوقف الآن عن العمل ثم مؤسسة المتحف الوطني وهي تشبه مغارة للحشرات ليست فيها مراجع لتاريخ البلد ولا للحضارات التى كانت موجودة فيه وإنما تحوي نماذج من البصمة الأستعمارية يحتفظ بها ويعض عليها بالنواجذ كأنها هي التاريخ وهي الحضارة وهي كل شيء وكل زائر لهذا البلد يسال عن متحفه الوطني لكي يدله على حضارة البلد وثقافته وعندما يأتي إلى هذه المؤسسة التى لا تستحق أن تكون إدارة بل مجرد مصلحة صغيرة لم يجد سوى الأثر الفرنسي الأستعماري يقدم له بأنه هو كل شيء هناك ، كذلك هناك إدارة للمكتبة الوطنية وهي غير مفعلة لا تنتج الكتب ولا تقتني الإنتاج المكتبي الوطني الذي يؤلفه مواطنون مساهمة فى تقدم البلد العلمي والثقافي مع أن قانون المكتبة ينص على اقتناء الكتب الوطنية ثم إن هذه المكتبة شبه مهملة بلا قراء ولا حركة علمية ولا وجود للحركة العلمية فيها وزارها يتخيل أنه فى مقبرة للقرون الماضية وكان بالإمكان تطوير هذه المكتبة وتنشيطها وجعلها دائرة للمعارف وتزويدها بالمؤلفين للكتب والمترجمين لكي تم البلاد بالكثير من المعارف التى هي وسيلة التقدم لذلك هناك ما يسمى باللجنة الوطنية للتربية والثقافة والعلوم ولا وجود لهذه المسميات فيها ولولا بعض المساعدة التى تتلقاها من الخارج لكانت اغلقت ابوابها منذ زمن هي الآن مجرد غنيمة لأشخاص يستفيدون على حساب الثقافة والتربية والعلوم وهي لا تنتج ثقافة ولا تربية ولا علوم وتؤلف كتابا ولا تدعم كاتبا ولا مثقفا ولا عالما إنما إسم على مسمى
نصل إلى الأتحادات والجمعيات أولا أتحادية الرماية كانت تشهد صراعات ومازالت ثانيا أتحاد الكتاب والأدباء كان هو الآخر يشهد صراعات وقتالا على مستوى مكتبه التنفيذي وفى أواخر السنة المنصرمة تدخلت وزارة الثقافة وشتت شمل الأتحاد وقسمته نصفين مع أن قانونه ونظامه التأسيسي والداخلي يمنع ذلك وعينت عليه رؤساء أحدهم لا علاقة له بالموضوع من قريب ولا من بعيد والآخر مشغول بالعديد من المهام تجعل وقته لايسمح حتى بزيارة خاطفة لمقر الأتحاد ، أما بالنسبة للجمعيات الثقافية فقد قسمتها إلى نظام الرأسمالية فى السنة الماضية فالجمعيات ذات النفوذ أو التى لها تأثير أو علاقة حميمة مع الوزير وكبار الموظفين فى الوزارة قدمت لها اكثر مما تستحق من الدعم أما تلك الثقافية البحت التى ليست لها نفوذ فى الوزارة ولا صحبة مع مسؤوليها فحرمتها من الدعم الحكومي مع أنها هي التى قد يكون فيها مثقفين وكتابا لهم المساهمة الكبيرة فى الإنتاج الثقافى للبلد بخلاف الذين استفادوا من الدعم فلا وجود لديهم لشيء إسمه الإنتاج الثقافي وإنما هو مستهلكون للمال فقط لو كانت هذه الوزارة تخدم الثقافة حقا لكانت عندها خطة لدعم الأنتاج الثقافي والعلمي فى البلد ولا تركت الوساطات والتدخلات التى لا تخدم الثقافة ولا علاقة لها بإشاعة العلم والمعرفة كان الوزير السابق الذي تحول من الثقافة إلى التنمية الريفية قد قرر برنامج لا ادري هل صادقت عليه الحكومة أم لا مفاده أنه يعتني بالإنتاج الثقافي فى البلد ويدعم المؤلفين الوطنيين ويجعلهم شركاء فى العمل الثقافي للبلد ولكن هذا البرنامج لم يرى النور ولم يطبق وجاء وزير آخر ربما تكون لديه تصورات أخرى مغايرة أو اهتمامات أخرى غير ذلك
هذا فيما يتعلق بالثقافة أما قطاع الشباب والرياضة فأترك الحكم عليه لإصحابه وأظن أن وضعيته لا تبشر بالخير نظرا للإخفاقات المهينة للبلد التى حدثت فيه رغم الإمكانات الهائلة التى تم ضخها فيه السنة الماضية على حساب الكثير مما هو أهم .