
لقد تحول مهرجان المدن القديمة إلى كارثة على المال العام ولم تتطور وسائل هذه المدن الغارقة فى اوحال التاريخ ولا فى حياة سكانها ولا فى ظروفهم المعيشية وإنما اصبحت هذه المهرجانات الكلفة ماديا والعديمة الجدوى اقتصاديا واجتماعيا مجرد فرصة لحفنة من الأنتهازيين المتمظهرين يعرضون فيها ذواتهم ويستعرضون فيها صورهم أمام الجمهور الذي يعاني من سوء الأوضاع الأقتصادية والمالية لذا كان على السلطات أن تتحاشى ذلك وأن لا تسير على إثر المفسدين وتقتدي بما كانوا يفعلون كان على البلد ن يطور أساليبه ويتخذ أنماطا من العمل الوطني تخالف ما كان يجري فى البلد بحيث تدرس الأمور وتتخذ الإجراء الأصلح والأكثر مردودية والأقل فسادا مثل الركيز على فك عزلة المدن القديمة وإنشاء اقطاب تنموية حولها تستقطب السياح وتثبت الساكنة وتحد من زحف الرمال بدل مهرجان صاخب ومكلف لأيام وينتهي الأمر إن البلد ليس بحاجة إلى المهرجانات ولا إلى البهرجة الفولوكلورية وإنما بحاجة إلى أساس بناء ذو جدوى متين وردودية على الجميع إننا فى هذا قامت أنمظتنا المتعاقبة بمهرجانات كثيرة وصخب عظيم منذ الأستقلال وصرفت موازين ومساعدات أجنبية تقدر بتريونات الأوقية ولم يزد ذلك بلدنا إلا تخلفا وفقرا وفسادا لقد آن لنا أن نلقي نظرة فاحصة على السياسات المنتهجة وعلى التسيير العمومي وعلى المسيرين لكي نخرج ما هو غير مجدي ونعتمد على ما هو صالح إن الأنماط الفاسدة والأقل مردودية فى أساليب التسيير العمومي اثبتت أنها لا تعطي نتيجة تذكر للبلد ولا للشعب بل تضر اكثر مما تنفع وينبغي التخلي عنها وأتخاذ ما هو انفع طبعا إن المفسدين من الصعب ترويضهم على الإصلاح لكونه يضر بجيوبهم الخاصة وبما يجنونه من نهج الفساد لكن لابد لمن يريد الإصلاح أن يفعل ذلك وإلا بقي فى المستنقع الآسن إلى الأبد