
لايصلح الناس إلا بالحق ولا يوجد الحق إلا بأهل الحق إن جدلية أيهما افسد الآخر هل الحكام هم من أفسد الناس أم أن الناس هي من أفسد الحكام ؟ إذا نظرنا إلى هذه الجدلية سوف نكتشف أن كليهما ساهم فى فساد الآخر فالنظام الفساد يختار القيادات القابلة للفساد والشعوب الفاسدة لا تميز بين الصالح والطالح والزعيم الفاسد يختار بطانته من الهرم السلطوي الفاسد فى النظام الفاسد داخل المجتمع الفاسد وبهذا تتراكم جبال الفساد ويرتفع غبار المفسدين حتى يغطي السهل والجبل
سؤال ماهي الحلول ؟
الجواب هناك احتمالات للحلول بعضها يتعلق بالهرم السلطوي وبعضها يتعلق بالناس العاديين لكن هذه الحلول تعتمد على تشخيص المرض ووضع الأصبع على الداء لكي يتسنى علاجه وتشخيص المرض لا يتم إلا بواسطة الأطباء فمن هم أطباء الناس على مر التاريخ ؟
إنهم العلماء العاملين المشتهدون الذين لا يخافون فى الله لومة لائم ولا تغريهم زهرة الحياة الدنيا ولا يغرهم بالله الغرور
كذلك المفكرون وحملة العلم الذين لا يريدون بيعه بثمن بخس ولا المتاجرة به من أجل مكانة أو وظيفة يصدعون بالحق وينصحون الناس بالأبتعاد عن المفاسد فلم يظهر الفساد فى الأمة إلا وهلكت أو تمزقت أو فشلت او خربت
هؤلاء الأطباء يقتدون بنهج رسل الله الذين جاؤوا بهدي الله وإصلاح سكان المعمورة كلما اجتاحها الفساد أرسل الله إليها رسولا يرشدها إلى طريق الحق ويحارب مفاسدها بوحي الله وعلمه إذا لم يجدوا من لا قبل بذلك هلكوا وهذه سنة الله فى الخلق كل من كذب الرسل ونبذ الحق وراء ظهره أهلكه الله إذا لم يتب ويعود إلى طريق الحق وعلى هذه الطائفة المصلحة أن تعمل وتظهر معارضتها للفساد وتدعوا إلى نبذ المفسدين ومنعهم من الفساد فى الأرض وأن تتوارى وتترك الأمر للمفسدين