
العالم يتبلور من جديد وعودة الحرب الباردة بين الشرق والغرب قد تتحول إلى ساخنة فى بؤرة من بؤر العالم الملتهبة هناك تحالفات عالمية جديدة إحداها حلف الولايات المتحدة مع بريطانيا وأستراليا فى المقابل تشكل حلف جديد بين روسيا والصين ويضم بلا روسيا وبعض دول وسط آسيا إضافة إلى كوريا الشمالية وإيران وهذا الحلف صاعد وهو اكثر شبابا وحيوية من الأحلاف الغربية كالحلف الآمريكي البريطاني أما الحلف الأروبي فهو بقيادة فرنسا وهذه الأخيرة لديها مشاكلها مع حلف آمريكا بريطانيا استراليا ولم تحسم موقف معين حول المشاركة فى الحرب الباردة ولذا يحاول الرئيس الفرنسي لعب دور الوسيط بين بعض هذه الأحلاف للحيلولة دون إشعال حرب ساخنة عالمية جديدة فأروبا تعيش مرحلة الشيخوخة وحلف شمال الأطلسي اصبح مجرد إسم مكتوب على مباني فى الغرب وآمريكا بايدن اصبحت اكثر خشية من الحروب التى قد تكون طويلة المدى كما حدث فى افغانستان وهزيمة آمريكا فيها درس لا ينسى ثم إن الحزبين الجمهوري والديموقراطي فى آمريكا هما الآن فى حرب باردة كادت أن تكون ساخنة عند أنتخاب الرئيس الحالي بايدن ومستقبل النظام الآمريكي يكتنفه الغموض ولهذا فإن مستقبل العالم يميل إلى صالح روسيا والصين فهما قوتان صاعدتان وحلفهما هو الأنشط والأكثر قابلية للبقاء والسيطرة على مراكز القوة العالمية فالقوة الناعمة التى ينتهجانها هي الأكثر فاعلية فى عهد القرية الكونية أما العنجهية ومحاولة فرض الأمر الواقع بالقوة لم يعد هذا زمنها على الإطلاق
من طبيعة الإنسان أنه إذا شعر بالقوة طغى وبغى وهو مصداق قوله تعالى / إن الإنسان ليطغى إن رآه استغنى / هذا الطغيان هو الذي دمر أمما كثيرة عبر تاريخ البشرية كانت قوية وغنية فأنقرضت بسبب الحروب الناجمة عن الطغيان والأطماع الفاسدة التى تولدها العنجهية وحب الهيمنة