موريتانيا والمسارات المتعرجة لماذا لا نهتدي للمسار الصحيح واستقلال بنكهة الأستعمار

خميس, 11/26/2020 - 13:54

 

تسلمت بلادنا وثيقة بالحكم الذاتي سنة 1958 ثم تسلمت بعد سنتين وثيقة بالأستقلال مع شروط منها دخل المستعمر فى كل ما يقوم به الرئيس بحيث لا يقوم بفعل معين إلا بعد مشاورة فرنسا مقابل مساعدة لدعم ميزانية الدولة الناشئة وحمايتها من الأعتداء الأجنبي وتوفير دعم دبلوماسي للرئيس الذي تسلم وثيقة الأستقلال بحيث يستطيع استخدام الدبلوماسية الفرنسية فى مهام الزيارات الخارجية والحصول على الأعتراف الدولي وكان السفارات الفرنسية بالخارج هي التى تنسق حركات الرئيس وزياراته للدول الأجنبية

وعندما نشبت حرب الصحراء سنة 1975 استنجد الرئيس بمن منحه وثيقة الأستقلال فقدمت له فرنسا غطاء جويا من طائرات الجاكوار التى تستطيع التزود بالوقود فى الجو واستمرت اسراب هذه الطائرات تجوب أجواء البلد وتفتح جدار الصوت على رعاة الأغنام فى ربوع هذا البلد ولما كانت فعاليته محدودة فى حرب عصابات غير منظمة وليس لها مقر قيادة يمكن ضربه بقنابل الجكوار الموجهة استنجد الرئيس بالغرب الذي تقاسم معه اقليم الصحراء الغربية فأرسل المغرب جيشا مكون من آلاف الجنود رابطة فى البلاد ، وكانت جبهة البوليزاريو بقيادة المدعو الوالي تكثف هجماتها على البلد وتضرب فى كل مكان متاح لها بمساعدة الجزائر بومدين وليبيا القذافى

وفى سنة 1978 تم الأنقلاب على الرئيس المخطار ولد داداه وودع السجن فى ولات وتسلم الجيش المنهك بحرب الصحراء  زمام الأمور فى البلد فأوقف الحرب وأعترف بالجبهة كممثل للشعب الصحراوي ثم انسحب من حصة البلد من الصحراء الغربية كانت موازين البلد عليها ديون متراكمة نتيجة تمويل الحرب ولم تكن لدى الجيش خطة للنهوض بالبلد ولذا دخل فى صراعات على النفوذ وأصبح كل واحد يعمل على إزاحة الآخر ليحل محله واستمر الحال حتى بداية التسعينات من القرن الماضي عندها دخل البلد فى ما يشبه التعددية التسياسية وتم سن دستور وإنشاء أحزاب وأجريت أنتخابات وظهرت صحف مستقلة خارج جريدة الشعب والوكالة الموريتانية للأنباء الموجودة الآن فى تظاهرة بالمتحف الوطني تخليدا لذكرى الأستقلال ونحن ننصحها بالبقاء فى المتحف لأنها لم تعد تصلح لعهد الإنترنت وشبكات التواصل الأجتماعي وليس الإذاعة التى أنشأت فى ستينيات القرن الماضي توضع هي الأخرى فى المتحف وكذلك التلفزة التى تصدق بها الرئيس العراقي السابق صدام حسين على بلادنا أوائل ثمانينات القرن الماضي ،

هل نحن أستقلينا فعلا

الأستقلال يشمل السياسية والثقافة والموارد

وهذه جميعها مازالنا نعتمد فيها على الخارج ، لقد حصلنا على ورقة الأستقلال ومازلنا ننتظر تطبيقه بالفعل بحيث تكون ثقافتنا مستقلة عن ثقافة المستعمر وإدارتنا العمومية مستقلة عن إدارة المستعمر لا تعمل بلغته ولا بقوانينه التى سنها لنا كما نستطيع الأستقلال بمواردنا الخاصة ، لقد استقلت دولة الإمارات العربية عن العرش البريطاني بعد استقلالنا بإثنى عشر سنة نحن نكبرها بأكثر من عقد من الزمن وكانت مثلنا شعب قبلي وبدوي ينتجع المراعي ويعتمد على مصادر حيواناته أنظرو لآن أين هم واين نحن صحيح أن البترول ظهر عندهم فى سبعينيات القرن الماضي ولم تكن عندهم ثروة غيره لكننا نحن كانت لدينا ثروات إضافة الثروة الكبيرة  من رؤوس الحيوانات كان عندنا الحديد والسمك لكن ثروتنا لم تصرف على البلد ولا على الشعب وإنما ذهبت إلى جيوب مواطنين واجانب وبقي البلد فقيرا ومتخلفا وعاجزا فى كل شيء

والسؤال: هل نحن قادرين على النهوض بالبلد من جديد أم سنظل فى دوامة الماضي إلى أجل غير مسمى السؤال لكم جميعا فأجيبونا عليه بسرعة لكي نعرف المسار الذي سنسلكه فى المستقبل .

سيد مولاي الزين

على مدار الساعة

فيديو