هل نحن نريد بناء بلدنا ونريد خلق ثروة وطنية معرفية واقتصادية واجتماعية وثقافية أم نريد أن نظل عالة على الخارج منذ الأستقلال يتحكم فينا كيف يشاء ولانستطيع البقاء بدونه هذا الواقع جيب أن يتغير وبسرعة ولا ينبغي أنتظار أن يقدم لنا الآخرين مساعدة من أي نوع أو يبيع لنا منتج بإمكاننا أن نخلقه بأيدينا فى بلادنا وعلى أرضنا لاسامح الله من فعل هذا بنا سواء كان من الداخل أو الخارج
لقد اسوردنا كل شيء من الخارج حتى الدين الاسلامي الذي كنا نصدره للخارج اصبحنا نستورده من الخارج وكل الأدوات التى كنا نصنعها محليا أصبحنا نستورها من الخارج ، كل هذا سببه هو أننا اعتمدنا على الخارج وتركنا كل ماهو وطني واهملنا مالدينا من تراث ومعرفة و طاقات وإمكانات ، القوانين ودراسة المشاريع وتنفيذها واللغات الاجنبية واسخدامها جميع ذلك نحصل عليه من الخارج نحن ضيعنا أنفسنا و اهملنا ما لدينا وما ورثناه عن ءاباءنا واجدادنا ثم اتجهنا نحو الخارج نستورد منه كل ما يتعلق بنا وبحياتنا من مأكل ومشرب وملبس واخلاق ولغة ودين وثقافة والعاب ، كيف نكول دولة ونحن هكذا انظروا دولة الهند كانت متخلفة مثلنا إبان عهد الأستعمار وفور ما تم إعلان استقلالها انشأت مصنعا للقاطرات التى تنقل الركاب والبضائع بما فى ذلك محركاتها وظلت تتقدم اعتمادا على نفسها حتى اصبحت الان من اكبر البلدان الصناعية ، ونحن استقلينا منذ اكثر من ستين سنة ولم نتمكن من صنع عربة واحدة من عربات قطار المعدن لدينا ولا محرك واحد من محركاته ، الهند إيضا كانت تستورد الثياب من بريطانيا التى كانت تحتلها وفور ما أعلن استقلالها انشأت معامل للنسيج واصبحت بعد فترة تصدر الثياب والألبسة للخارج ، الامثلة العالمية فى هذا المجال اكثر من أن نحصيها هنا فى هذه العجالة وإنما نذكر امثلة بسيطة على سوء نظامنا وفساد إدارتنا وجهل قادتنا وأمية مواطنينا كل هذا جعلنا نعتمد على الخارج لا على انفسنا فتخلفنا عن ركب الحضارة العالمية ولن نستطع أن نلحق مالم نعتمد على أنفسنا وننزل البركة فيما لدينا وننفتح على شعبنا ونفجر طاقاته بديناميت العدل والشفافية والمساوات وخلق الفرص للعمل والإنتاج ومنع الغين الذي فى البلاد منذ ما قبل الأستقلال إلى الآن فإذا ما قمنا بهذا على أحسن وجه سوف نتحرك نحو الامام ونحطم قيود الاعتماد على الخارج ونتخلص من التبعية الأجنبية ،
