الذين يقولون بأن الأحتفال بمولده بدعة لايعرفون البدعة لغة ولا اصطلاحا

سبت, 10/31/2020 - 12:26

الذين يحتجون على مولده صلى الله عليه وسلم انما هم جهلة قد سمعوا كلاما من احد المتزمتين الشونفونيين المتقولين يقول بان ذلك بدعة هم لايعرفون البدعة لغة ولا اصطلاحا  يقول الدكتور عمر محمد فى ذلك 

تعريف البدعة لغة واصطلاحًا:

البدعة في اللغة:

جاءفي لسان العرب :"أبدع وابتدع وتبدع : أتى ببدعة، ومنه قوله تعالى : { وَرَهْبَانِيَّةً ابْتَدَعُوهَا مَا كَتَبْنَاهَا عَلَيْهِمْ إلا ابْتِغَاء رِضْوَانِ اللَّهِ فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا فَآتَيْنَا الَّذِينَ آمَنُوا مِنْهُمْ أَجْرَهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ} ، وأبدعت الشيء: اخترعته لا على مثال، والبديع : المحدث العجيب، والبديع أيضا :من أسماء الله تعالى ومعناه المبدع، لإبداع الأشياء وإحداثه إياها " .

وفي الصحاح:" البدعة : الحدث في الدين بعد الإكمال ، وبدّعه نسبه إلى البدعة "

يقول الشاطبي :"وأصل مادة "بدعة " للاختراع على غير مثال سابق ومنه قوله تعالى: {بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ} . أي مخترعها من غير مثال متقدم، وقوله تعالى: {قُلْ مَا كُنتُ بِدْعًا مِّنْ الرُّسُلِ } أي ما كنت أول من جاء بالرسالة من الله إلى العباد، بل تقدمني كثير من الرسل ، ويقال : ابتدع فلان بدعة يعني ابتدأ طريقة لم يسبقه إليه سابق . وهذا أمر بديع ، يقال في الشيء المستحسن الذي لا مثال له في الحسن فكأنه لم يتقدمه ما هو مثله، ولا ما يشبهه"

ثم ربط الشاطبي بين التعريف اللغوي والاصطلاحي فقال:" ومن هذا المعنى سميت البدعة بدعة، فاستخراجها للسلوك عليها هو الابتداع، وهيئتها هي البدعة، وقد يسمى العمل المعمول به على ذلك الوجه بدعة، فمن هذا المعنى سمي العمل الذي لا دليل عليه في الشرع بدعة، وهو إطلاق أخص منه في اللغة" .

البدعة اصطلاحا:ـ

أما البدعة في الاصطلاح فقد تعددت تعريفات العلماء لها وتنوعت تبعا لاختلاف وجهات نظرهم فمنهم من توسع في مدلولها وركز على المعنى اللغوي لها، ومنهم من ضيق مفهومها وحصرها في نطاق الشرع فقط ،

ويمكن أن أوجز هذا في اتجاهين رئيسيين :-

الاتجاه الأول :من العلماء الذين ذهبوا إلى ذلك ،الإمام الشافعي و الإمام الغزالي وعز الدين بن عبد السلام ، والنووي وابن الأثير وغيرهم .

أهم تعريفات وردت في هـذا الاتجاه :

أولا: تعريف الإمام ابن الأثير حيث قال :" البدعة بدعتان :بدعة هدى وبدعة ضلا ل ، فماكان في خلاف ما أمر الله به ورسوله صلى الله عليه وسلم فهو في حيز الذم والإنكار ، وما كان واقعا تحت عموم ما ندب الله إليه وحض عليه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم فهو في حيز المدح ، ومالم يكن له مثال موجود كنوع من الجود والسخاء ، وفعل المعروف فهو من الأفعال المحمودة ، ولا يجوز أن يكون ذلك في خلاف ماورد الشرع به" إلى أن قال :"قوله "كل محدثة بدعة " إنما يريد ماخالف

أصو ل الشريعة ولم يوافق السنة "

ثانيا: ما أورده الإمام الغزالي في كتابه إحياء علوم الدين حين تعريفه للبدعة اصطلاحا:"وما يقال إنه أبدع بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم فليس كل ما أبدع منهيا ، بل المنهي عنه بدعة تضاد سنة ثابتة وترفع أمرا من الشرع مع بقاء علته ، بل الإبداع قد يجب في بعض الأحوال إذا تغيرت الأسباب" .

ثالثا: قد عرفها عز الدين بن عبد السلام بقوله : " البدعة فعل ما لم يعهد في عصر رسول الله صلى الله عليه وسلم " .

وهذا الأخير يعتبر بحق أكثر من توسع في القول بالبدعة الحسنة والسيئة معًا، بل ذهب إلى أن البدعة تعتريها الأحكام التكليفية الخمسة .

وأخلص مما سبق أن أصحاب هذا الاتجاه لاحظوا في تعريفهم للبدعة المعنى اللغوي، حيث جعلوها عامة تشمل كل ما أحدث بعد عصر الرسول صلى الله عليه وسلم ، سواء أكان محمودًا أم مذمومًا ، فالمحمود هو ما وافق السنة، والمذموم هو ما خالفها .

الاتجاه الثاني :

ومن أبرز الذين يمثلون هذا الاتجاه ، شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ــ وابن رجب الحنبلي ـ والحافظ ابن حجر العسقلاني .

وسأكتفي بذكر تعريفين في هذا السياق وهما كالآتي :

أولا: تعريف ابن تيمية الذي يقول : "البدعة ما خالفت الكتاب والسنة أو إجماع سلف الأمة ، من الاعتقادات والعبادات" . ثانيا: تعريف ابن رجب الحنبلي رحمه الله في بيان المراد بالبدعة الشرعية فقال :"والمراد بالبدعة : ما أحدث مما لا أصل له في الشريعة يدل عليه ، فأما ما كان له أصل من الشرع يدل عليه فليس ببدعة شرعا وإن كان بدعة لغة " .

عرف الشاطبي البدعة اصطلاحا بقوله: " فالبدعة إذن عبارة عن طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشرعية يقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله سبحانه " ثم قال: " وهذا على رأي من لا يدخل العادات في معنى البدعة، وإنما يخصها بالعبادات، وأما على رأي من أدخل الأعمال العادية في معنى البدعة – فيقول، البدعة طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشرعية يقصد بالسلوك عليها ما يقصد بالطريقة الشرعية " .

هذا وقد نسب الرأي الأول في معنى البدعة إلى الإمام مالك – رحمه الله – وأصحابه،وعلى ضوء ذلك جرى العمل عند الشاطبي .

وتعريف الشاطبي هذا جامع ومانع، كما أكد ذلك الدكتور يوسف القرضاوي في تقييمه لتعريف الشاطبي حيث قال: " هذا هو أصدق وأوثق التعاريف لمسألة "البدعة" وهو تعريف دقيق جامع مانع كما يقول المنطقيون "

فالبدعة عنده ليس لها إلا معنى واحد وهو ما أحدث بعد النبي صلى الله عليه وسلم أنه دين وشرع بأن جعل من الدين ما ليس منه بناء على تأويل وشبهة غير معتد بها، فالمبتدع عند الشاطبي مشرع ومتبع لهواه،حيث هو الذي ابتدع في دين الله، وجعل نفسه نظيرا ومضاهيا للشارع حيث شرع مع الشارع ورد قصد الشارع في الانفراد بالتشريع

 

، والبدعة الحسنة مطلوبة واذا اردنا ان نمدح شخصا نقول انه مبدع اما البدعة الضلالة هي الحرام واكله والاعتداء على المسلمين وعلى الناس بدون جرم ، أما كون الصحابة لم يحتفلوا بمولده صلى الله عليه وسلم فقد أغناهم وجوده بينهم عن ذلك  فلا حاجة لهم بإحياء ذكرى مولده وهو بينهم فغطى نوروجوده على كل شيء  فقد كان عليه الصلاة والسلام بينهم يجلس ويتكلم وكانوا بعده فى شغل عظيم يتمثل فى تثبيت دعائم دولة الاسلام التى أسسها النبي عليه الصلاة والسلام وبعد ذلك انشغلوا بالفوتحات ولم يكن لديهم وقت للاحتفال بمولده ولا بهجرته ولا حتى زيارة غار حيراء الذي نزل الوحي عليه فيه ولا الشجرة التى بايع تحتها المسلمون فى غزوة الحديبية وذكرت فى القرآن العظيم فقد ماتت شجرة البيعة ولم يعرف أحد مكانها ولا زارها أحد ، أما التابعين فكان شغلهم الشاغل الجهاد فى سببل الله وحفظ ما روي عنه عليه الصلاة والسلام ، وفى زمن خلفاء بني أمية والعباسيين كانوا مشغولين بالنزاعات الداخلية والخارجية حتى ظهر الفاطميون فى تونس والمغرب والجزائر ثم توسعوا إلى أن حكموا مصر عندها خلدوا ذكراه عليه الصلاة والسلام و لما وصل حكمهم الى مكة راحوا يكسون الكعبة ويبحثون عن آثاره ويوثقونها ولهم الفضل فى ذلك

على مدار الساعة

فيديو