
إذا أردنا أن نتقدم ببلدنا علينا أن نضعه على أسس صحيحة تتعلق بمنظومته الإدارية والسياسية والأجتماعية والثقافية هذا الذي تفعله الأنظمة المتعاقبة لايمكن أن يتقدم البلد على أسسه فكل نظام جاء يضع بيضه فى سلة الذي كان قبله حتى وإن كانت ملوثة ومتعفنة وفاسدة ومن يريد الإصلاح عليه أن يضع الأسس التى بإمكان الإصلاح أن ينموا عليها وهي تطهيرالإدارة وتعقيمها عن طريقة هيكلة صحيحة جديدة وفعالة وقادرة على تلبية متطلبات العمل بجدية ونزاهة ومسئولية لكن هذا يحتاج إلى عقول قيادية تعرف ما هو الغث والسمين وما هو الفاسد والمستقيم وما هو الصحيح والسقيم إن نظاما بني على الولائات المحسوبية السياسية والجهوية والعرقية والقراباتية القبلية لايمكن أن يتقدم به بلد إلا إذا كان لديه قيادة عبقرية تسطيع أن تغير كل شيء من أجل الإصلاح وليس ترك كل شيء على حاله دون تبديل ولا تغيير إدارتنا فاسدة علينا أن نقولها بمليء افواهنا وطواقمها عبارة عن عرقلة وحجر عثرة فى وجه التقدم وتحول دون حصول أي تنمية تذكر ومادام الحال هكذا فالأفضل لنا أن نترك فكرة الدولة ونعود إلى حياتنا القديمة أحياء متنقلة تنتجع المراعي وتربي المواشي على أمتداد التراب الوطني
أما إذا أردنا إقامة دولة علينا أن نؤسسها على قواعد بناء الدول وعلى المسار الذي يؤدي بنا إلى التقدم ليس مقبولا أن يظل هذا يحابي هذا وهذا يوالي هذا وهذا يرشي هذا وهذا مع هذا على حساب الشعب والبلد والقيادة قدوة فى الفساد والمحاباة تعين الناس فى وظائف الدول على أسس الولاء الشخصي والحزبي وكل شخص تولى مسئولية يأخذ أقاربه إليها والمقربين منه بعد ذلك نقول أننا نعمل على الإصلاح أي إصلاح يمكن فى ظل هذا ؟ كل من نهب شيئا قد يذهب إلى السجن إذا كشف ثم يخرج من السجن بعفو رئاسي وربما تم تعيينه فى وظائف جديدة أما إذا لم يكشف عن تلك السرقة وهو ما يحصل فى الغالب فقد ذهب موظف بمقدرات شعب وأنتهي الأمر هذه الحالة هي التى تأسس عليها هذا البلد ومازل يعاني منها وإن لم تتغير فلامجال للحديث عن بناء الوطن