موريتانيا تأسست على مسار خطا منذ البداية وباياد استعمارية تم وضع الأمة بالكامل رغما عنها فى عربية تجرها حمير الاعداء ويقودها موالين للأستعمار وحتى الآن وبعد مضي عشرات السنين مازال اتباع المستعمر يتعاقبون على قيادة العربة
وليس صحيحا تحميل بعض مكونات شعبها مسؤولية هذا المسار الخاطيء إنما ما المسئولية تقع على عاتق الرعيل الأول الذي كان عليه أن يؤسسها على أسس وطنية سليمة وكذلك على من تعاقبوا بعده على الحكم أما مكونات شعبنا فهي بريئة تماما من ذلك الأتهام صحيح أنه كان هناك افراد من الأصول أجنبية دخلوا البلاد فى مراحل دخول المستعمر كانوا متشبثين بالمستعمر وبإرثه وكان على الدولة حسم هوية البلد وعدم تركه تتجاذبه التوجهات وتتقاذفه الأهواء وتتدخل فى شئونه الجهات الأجنبية
إن مكونات الشعب الأصلية من عرب وبولار وسوننك وولف كانوا فى وحدة وانسجام وضد المستعمر وثقافته ووجوده فى البلد لقد عانوا منه جميعا ومن بطشه وإهانته للكرامة الوطنية واستخدامه لمقدرات البلد لصالح مؤسساته الأستعمارية وجعل الإنسان فى بلاد شنقيط مجرد خادما له يخدمه فى المنزل وفى المكتب وفى المراسلات فأنتم تعرفون ما كان يسمى ( بكوية ) ولمن لا يعرفها كانت المستعمر يقوم بإرغام المواطنين على حمل رسائله البريدية على نفقتهم الخاصة وبواسطة خيلهم وجمالهم وحميرهم بين مراكز إدارات الأستعمار من سينلوي وإليها وفى كل مكان ومن رفض منهم يزج به فى السجن وكانت محاكمات المستعمر صورية ليس فيها قضاة ولا محامون ولا تستغرق فى العادة سوى ساعة واحدة يأمر فيها مسئول فرنسي بأوامر لصالح المستعمر ويقوم هو نفسه بتنفيذها فورا فلا عدل ولا كرامة للإنسان ولا تمنية للبلاد وإنما هدر للطاقات الوطنية وتهميش الثقافة العربية والإسلامية التى كانت عند شعبنا وكانت هي الأرقى والأكثر تقدما أنظروا البلدان الإفريقية التى طبقت النهج الأستعماري هل تقدمت هل تطورت كلا إنما ظلت متقوقعة ينخر فيها الجهل والفقر والتخلف بحيث أصبحت اليوم موجات الهجرة البشرية تنطلق منها من شدة البؤس والفقر والحرمان
إن مكونات شعبنا كانت ولا تزال متماسكة بعضها من بعض والكل عندما يرى أخاه داخل الوطن وخارجه فكأنما يلقى أبوه أو أخوه فى النسب ولاغروة فالدين والحوزة الترابية والنسب يلتحم فيه الجميع ومن شذ عن ذلك فهو كإبن الأسرة الواحدة التى يشذ عنها وشذوذه لا يعتبر ولا ينبغي أن تجمد بموجبه هوية بلد وتوضع فى الثلاجة جانبا لأن فردا أو فرادا لا يريدونها أو تظاهروا ضدها كم اليوم من المطالب التى يتظاهر أصحابها يوميا إن الجبان هو الذي يجبن عن حسم هوية بلاده لأن زيدا أو عمروا لايريدونها الهوية أولا قبل أي شيء آخر حتى تكون هناك مواطنة محددة ومعروفة ومحسومة لدي الجميع ينعمون بها ويفتخرون بها ويبنون بلدهم على أساسها كان ينبغي أن تكون قبل النشيد الوطني وقبل رسم العلم الوطني وقبل حتى إعلان قيام الدولة