
الآن يبدو أن البعض أصبح يظهر ما كان يخفيه سرا وهو التشبث بالإرث الأستعماري وتكريس ثقافته وقيمه داخل المجتمع الموريتاني فى السابق كنا نحمل الأنظمة هذا الأنتهاك السافر لدستور البلاد وهذا الدوس على كرامة وثقافة البلد عن طريق تكريس النمط الأستعماري بأحتضان ثقافته وإرثه والوقوف دون إزالتها مع أن الدستور واضح فى القضية عندما نص على أن اللغة الرسمية للبلاد هي اللغة العربية ومع ذلك النص الذي لايقبل التأويل ظل البعض بل الكثير من ممن هم فى مراكز السلطة العليا من وزراء ونواب ومدراء يخرقونه عمدا بمباركة ودعم من أعلى سلطة فى البلد على مدار أكثر من ثلاثة عقود على سن الدستور منتهكينه ومكرسين لغة المستعمر فى المشهد السياسي وبطريقة رسمية مفضوحة وممجوجة ولاتنم عن وطنية ولا عن احترام الشعب الذي لا يحسن شيئا من لغة المستعمر فى غالبيته العظمى وهي مفروضة عليه من طرف شرذمة اقرب هي للأجانب منها للوطن وبالأمس عندما قرأنا بعض بيانات سياسيين كنا نحسبهم مع الشعب ومع الوطنية إذا بهم يكشرون عن أنياب المستعمر ويعلنونها حربا على كل ما هو وطني نعم فى السابق كنا نراهم فى تصاعد وهم يزعمون أنهم فى الصف الأول ضد الحكومات التى تنتهك حقوق المواطنين وتفرض عليهم مالا يريدون وكان حجمهم عند إذن فى تصاعد لكنهم عندما واجهونا نحن المحاربون لبقاء الإرث الأستعماري مهيمنا على الشعب رغما عنه إذا بهم يتقلصون وينخفض حجمهم ويخرج من بين ظهرانهم من لا يريدون البقاء داخل الحلف الأستعماري صحيح أن الرعيل الأول ممن تولي الحكم فى البلاد بعد المستعمر مباشرة كان ارتباطه به اكثر واوضح من ارتباطه بالوطن وكان جميع افراده يحملون الهوية الفرنسية وبحوزتهم الجوازات الفرنسية يجوبون بها العالم مستخدمين الديبلوماسية الفرنسية فى تحقيق مئاربهم وتكريس هيمنتهم على المشهد الوطني جاعلين منه تابع يدور فى فلك المستعمر كما هو حال دولة أستراليا التى عندها شعب أصيل يكره الأستعمار الأنجليزي وتحكمها طبقة من الأنجليز الأستعماريين فرضوا على شعبها رغما عنه البقاء تحت العرش البريطاني من عشرات السنين حتى الآن نحن لانريد البقاء لحظة واحدة فى ظل المستعمر الذي حاربناه بكل مالدينا من مال وسلاح وهؤلاء المتشبثين به كنا نظن انهم تابوا إلى الله وأصبحوا وطنيين مثلنا لكن بيانهم بالأمس يدل على أنهم مازالوا متشبثين بالإرث الأستعماري أن الأنظمة كانت تجد منهم سندا وعونا فى بقاء ذلك الإرث البغيض مهيمنا على موريتانيا إلى أجل غير مسمى ، وهنا نذكر بالآيات القرآنية التى تدعوا إلى حظر الولاء للمستعمر قال تعالى : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَىٰ أَوْلِيَاءَ ۘ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ ۚ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ۗ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ
الآية 51 من سورة المائدة
تفسير ابن كثير لها يقول :
ينهى تعالى عباده المؤمنين عن موالاة اليهود والنصارى الذين هم أعداء الإسلام وأهله ، قاتلهم الله ، ثم أخبر أن بعضهم أولياء بعض ، ثم تهدد وتوعد من يتعاطى ذلك فقال : ( ومن يتولهم منكم فإنه منهم [ إن الله لا يهدي القوم الظالمين ] )
قال ابن أبي حاتم : حدثنا كثير بن شهاب حدثنا محمد - يعني ابن سعيد بن سابق - حدثنا عمرو بن أبي قيس عن سماك بن حرب عن عياض : أن عمر أمر أبا موسى الأشعري أن يرفع إليه ما أخذ وما أعطى في أديم واحد ، وكان له كاتب نصراني ، فرفع إليه ذلك ، فعجب عمر [ رضي الله عنه ] وقال : إن هذا لحفيظ ، هل أنت قارئ لنا كتابا في المسجد جاء من الشام؟ فقال : إنه لا يستطيع [ أن يدخل المسجد ] فقال عمر : أجنب هو؟ قال : لا بل نصراني . قال : فانتهرني وضرب فخذي ، ثم قال : أخرجوه ، ثم قرأ : ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء [ بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم إن الله لا يهدي القوم الظالمين ] )
ثم قال الحسن بن محمد بن الصباح : حدثنا عثمان بن عمر أنبأنا ابن عون عن محمد بن سيرين قال : قال عبد الله بن عتبة : ليتق أحدكم أن يكون يهوديا أو نصرانيا ، وهو لا يشعر . قال : فظنناه يريد هذه الآية : ( يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا اليهود والنصارى أولياء [ بعضهم أولياء بعض ومن يتولهم منكم فإنه منهم ] ) الآية . وحدثنا أبو سعيد الأشج حدثنا ابن فضيل عن عاصم عن عكرمة عن ابن عباس : أنه سئل عن ذبائح نصارى العرب فقال : كل ، قال الله تعالى : ( ومن يتولهم منكم فإنه منهم )
وروي عن أبي الزناد نحو ذلك