
يقول دوستويفسكي:
«إن معظم الأشخاص لا يجيدون في الحياة شيئًا سوى إهانة الآخرين، ولا سيما الشرفاء الجيدون، بل ويغتابونهم ويشوهون صورتهم، لا لشيء كل هذا، بل بدافع الحسد والغيرة والعجز عن أن يكونوا مثلهم».
بمعنى أننا أمام كشف لآلية نفسية مظلمة؛ فالإنسان حين يعجز عن بلوغ مقام الشرفاء، يلجأ لتشويههم، كأن الحطّ من قدرهم يواسي ضعفه الداخلي.
علم النفس يصف هذا بالـ"إسقاط الدفاعي"، حيث يُسقط المرء نقائصه على غيره ليحتمي من مواجهة ذاته.
التاريخ أيضًا لا يخلو من أمثلة؛ فالعظماء غالبًا ما كانوا ضحايا اتهامات وافتراءات، لأن بريقهم يفضح عجز الآخرين.
هذه طبيعة بشرية حزينة، أن الفضيلة لا تُكافأ بالتصفيق دائمًا، بل أحيانًا بالعداء.
لكن، في النهاية، يظل الشرفاء في ذاكرة التاريخ، بينما يذوب الغاوون في النسيان.