
ونحن الصحافة المهنية نرحب بذلك إذا تم بالطرق الفنية البحت الخالية من المحاباة والتدخلات وتم بموجبها تمييز الصحافية المهنية الحقيقية وفصلها عن المنهن الأخرى التى ميعت الحقل وأخذت حقوق العاملين فى مجال الصحافة الذين لا يزاولون أي عمل غيرها ولا يتقاضون أي دخل من خارجها لكننا مع الأسف ثقتنا فى قرارات النظام شبه معدومة والسبب هو تصرف النظام نفسه الذي جعل المهنيين الحقيقيين يفقدون الثقة فى قراراته بحيث أن أقواله لا تتماشى مع افعاله نحن لا نظن أن النظام فى بلادنا يهتم بالصحافة المهنية
على سبيل الميثال مدير لسان الحال صحفي مهني مارس الصحافة من بداية تسعينيات القرن الماضي وهو الوحيد من بين جميع الصحفيين سواء كانوا عموميين أو خصوصيين الذي ألف الكتب فى علم الصحافة المهنية وكتابه الذي صدر مطلع القرن الحالي تحت عنوان الصحافة المهنية خير شاهد على ذلك ومع هذه الخبرة وهذه المعنية والمعرفة لم تشفع له امام الحكومة لكي يتبؤ مكانه المناسب فى الصحافة الوطنية المهنية فالذي تريده الحكومات المتعاقبة هو تدجين الإعلام وجعله ببغاوات لما يقول النظام عن نفسه كما هو حال الإعلام العمومي الذي تصرف عليه عشرات المليارات سنويا من أجل التطبيلللحكومة والتدجيل للرأي العام الوطني إن الوزير الحالي ولد مدو يعرف حالنا منذ مجيئه إلينا من الجزائر بعد تخرجه ويعرف قدراتنا المهنية لكونه كان معنا فى الميدان وهنا نقوله له إن إصلاح الصحافة وتمهينها وحريتها إذا تم ذلك بمهنية وحياد يكون فى صالح البلد أما إذا أرادت الحكومة تدجين الصحافة عن طريق البطاقة الصحفية فلا حاجة لنا بها فالبلد لم يرفع سمعته حزبا سياسيا ولا برلمانا ولا مجتمعا مدنيا ولا إدارة حكومية وإنما رفع سمعته على مدى العقود الماضية هو حرية الصحافة المستقل وحدها وليس العمومية أو صحافة الحكومة ومع هذه السمعة التى التى حصل عليها البلد بفضل الصحافة المستقلة فإن المهنيين منها ظلوا محرومين من الدعم المالي ومن الأشتراكات الصحفية لكون الموجود من ذلك يتم من تحت الطاولة وعبر المعرفة الشخصية والصداقات الخاص والولاء لحزب النظام الحاكم وهو ما يرفضه الصحفي المهني جملة وتفصيلا .