
قدمت موريتانيا رسميا ترشحها لمنصب رئيس مجموعة البنك الأفريقي للتنمية، ممثلا في وزير الاقتصاد الأسبق سيدي ولد التاه، لتدخل في منافسة مع السنغال التي تحشد الدعم الإقليمي للفوز بالمنصب.
وقام وزير الاقتصاد والمالية الموريتاني سيد أحمد ولد أبّوه الأربعاء بإيداع ملف الترشح لدى الأمانة العامة للبنك في أبيدجان، حيث أكد أن الملف يتميز بالقوة والإقناع ما سيضمن حشد الدعم اللازم في مايو القادم، خلال انعقاد الجمعية السنوية ومجلس محافظي مجموعة البنك الأفريقي للتنمية.
وكان الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني وجه رسائل خاصة إلى دول المغرب العربي وغرب أفريقيا بهدف حشد الدعم اللازم لمرشحه ولد التاه.
وأكدت وزارة الاقتصاد والمالية في بيان، انخراط موريتانيا في دبلوماسية نشطة للدفاع عن حظوظ ولد التاه في هذا السباق، كما تعهدت بأن “تستثمر علاقاتنا المتميزة مع كل بلدان القارة ومع البلدان الأعضاء في مجموعة البنك الأفريقي للتنمية من خارج القارة.”
◄ الرئيس الموريتاني وجه رسائل خاصة إلى دول المغرب العربي وغرب أفريقيا لحشد الدعم اللازم لمرشحه ولد التاه
وتنص المادة الأولى من قواعد انتخاب رئيس البنك الأفريقي للتنمية، بصيغتها المعدلة على أن يقوم البنك بانتخاب الرئيس خلال الاجتماع السنوي الأقرب إلى نهاية فترة ولاية الرئيس الحالي. وبناء على ذلك، سينتخب مجلس المحافظين خليفة لأكينوومي أديسينا في 29 مايو 2025، خلال الاجتماع السنوي لمجلس محافظي البنك لعام 2025، المقرر عقده في أبيدجان بكوت ديفوار، خلال الفترة من 26 إلى 30 مايو المقبل.
وولد التاه (60 عاما) بدأ حياته المهنية بالبنك الموريتاني للتنمية والتجارة ثم تقلد وظائف قيادية في مفوضية الأمن الغذائي وبلدية نواكشوط وميناء نواكشوط المستقل، خلال الفترة 1986-1996. كما عمل استشاريا للعديد من المؤسسات المالية الدولية ومحللا ماليا بالهيئة العربية للاستثمار والإنماء الزراعي (الخرطوم) ما بين 1996-1999 قبل أن يلتحق بالعمل بمجموعة البنك الإسلامي للتنمية (جدة) حيث شغل وظيفة مكلف بتشجيع الاستثمار ثم مساعد فني لرئيس المجموعة (1999-2006).
ونهاية 2006 عين سيدي ولد التاه مكلفا بمهمة (مستشار) برئاسة الجمهورية الموريتانية مكلفاً بالاستثمار ثم عين مستشاراً اقتصادياً للوزير الأول مكلفاً بالبنية التحتية في نهاية عام 2007، تم تعيينه وزيراً للاقتصاد والمالية في يوليو 2008 ثم وزيراً للشؤون الاقتصادية والتنمية في أغسطس 2008 وهي الوظيفة التي ظل يشغلها حتى تاريخ تعيينه مديراً عاما للمصرف العربي للتنمية الاقتصادية في أفريقيا (باديا).
وترأس سيدي ولد التاه المجلس الوطني للإحصاء منذ عام 2008، كما مثل موريتانيا في مجالس محافظي ومساهمي عدد من المؤسسات المالية الدولية والإقليمية.
وبحسب مصادر موريتانية، فإن ترشح ولد التاه لمنصب رئيس مجموعة البنك الافريقي للتنمية جاء بمقترح من الرئيس ولد الغزواني وتجسيدا لرؤيته في التمكين لبلاده اقليميا ودوليا ودعم وصول الكفاءات الموريتانية إلى مراكز القرار في المؤسسات الدولية المالية والفنية، وفق بيان وزارة الاقتصاد والمالية.
وفي نوفمبر الماضي، أعلن وزير الاقتصاد والتخطيط والتعاون السنغالي السابق، أمادو هوت ترشحه لمنصب رئيس البنك الأفريقي للتنمية، مؤكدا دعم بلاده له.
وفي حالة انتخابه، وعد أمادو هوت بجعل تنمية القطاع الخاص أولوية، وتمكين البلدان الأفريقية من اقتراض الأموال بتكاليف أقل في الأسواق المالية، وبعصرنة البنك الأفريقي للتنمية وتعزيز شراكات هذه المؤسسة المالية الأفريقية.
◄ ولد التاه مثل موريتانيا في مجالس محافظي ومساهمي عدد من المؤسسات المالية الدولية والإقليمية
كما تعهد بالعمل على الرفع من قدرة المؤسسة المالية في تنفيذ مشاريعها، وتوطيد الشراكات لتثمين الموارد وتشجيع الابتكار وتعزيز تبادل الممارسات الجيدة.
من جهتها، أكدت وزيرة التكامل الأفريقي والشؤون الخارجية السنغالية ياسين فال، دعم بلادها للمرشح السنغالي، معتبرة أن “أفريقيا مزدهرة ومتكاملة هو أمر في المتناول مع أمادو هوت” الخبير البنكي ورجل الاقتصاد، فالأمر يتعلق بـ”اختيار مدروس بعناية مدفوع بالمسار المهني الاستثنائي والمؤهلات المتميزة” للوزير السابق.
وكان أمادو هوت قد شغل منصب مستشار خاص للرئيس ماكي سال، ومدير عام لصندوق ضمان الاستثمارات ذات الأولوية، قبل أن يصبح وزيرا، ثم مبعوثا خاصا لرئيس البنك الأفريقي للتنمية، مكلفا بالتحالف من أجل البنية التحتية الخضراء في أفريقيا.
ونقل وزير القوات المسلّحة السنغالي بيرام ديوب، رسائل من قبل رئيس السنغال باسيرو ديوماي فاي الى رؤساء عدد من الدول من بينهم الرئيس التونسي قيس سعيد والرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون ورئيس المجلس الرئاسي الليبي محمد المنفي في إطار جهود حشد الدعم والتأييد لمرشح بلاده.
ومجموعة بنك التنمية الأفريقي هي مؤسسة تمويل تنموية متعددة الأطراف أنشئت للمساهمة في التنمية الاقتصادية والتقدم الاجتماعي في البلدان الأفريقية. تأسست عام 1964 وتتألف من ثلاثة كيانات: البنك الأفريقي للتنمية، وصندوق التنمية الأفريقي والصندوق الاستئماني النيجيري. وهدف البنك الأفريقي للتنمية محاربة الفقر وتحسين ظروف المعيشة في القارة من خلال تشجيع استثمار رأس المال العام والخاص في المشاريع والبرامج التي من المحتمل أن تساهم في التنمية الاقتصادية والاجتماعية في المنطقة.
ويعمل البنك الأفريقي للتنمية تحت قيادة الرئيس الذي وفقًا للمادة 37 من اتفاقية إنشاء البنك، يشغل منصب رئيس مجلس الإدارة ورئيس موظفي البنك والممثل القانوني للبنك. ويقوم الرئيس الحالي الدكتور أكينوومي أ. أديسين من نيجيريا بإدارة الأعمال الحالية للبنك، تحت إشراف مجلس الإدارة.
وبموجب المادة 36 من اتفاقية إنشاء البنك، يتم انتخاب الرئيس من قبل مجلس المحافظين ويتولى منصبه لمدة خمس سنوات قابلة للتجديد مرة واحدة.
وكان أديسينا، بدأ فترة ولايته الأولى مطلع سبتمبر 2015. وبعد إعادة انتخابه في 27 أغسطس 2020، بدأ مهامه في آخر فترة له مدتها خمس سنوات في أول سبتمبر 2020.
وتتضمن المادة الأولى من القواعد الإجرائية التي تحكم انتخاب رئيس البنك (قواعد الانتخابات)، بصيغتها المعدلة، أن يقوم البنك بإجراء انتخاب الرئيس خلال الاجتماع السنوي الأقرب إلى نهاية فترة ولاية الرئيس الحالي. وبناء على ذلك، سينتخب مجلس المحافظين خليفة للدكتور أديسينا في 29 مايو 2025، خلال الاجتماع السنوي لمجلس محافظي البنك لعام 2025، المقرر عقده في أبيدجان بكوت ديفوار، في الفترة من 26 إلى 30 مايو 2025.
تبدو حظوظ بلادنا فى الفوز بمقعد رئاسة البنك الإفريقي لا تتعدى حوالي عشرين فى المائة حسب المعطيات المتاحة الآن .
هذا وتقوم موريتانيا بحملة أنتخابية لصالح مرشحها ولد التاه حيث وصل وزير الأقتصاد والمالية إلى جمهورية الكونغو برازفيل حيث سلم رسالة للرئيس الكونغولي سيسو انكيسو من نظيره الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني تتعلق بطلب دعم الكونغو للمرشح الموريتاني .