
يمكن للرحمة أن تتحول إلى عذاب بسبب الذنوب أو مخالفة قوانين الطبيعة وقد تحولت الرحمة إلى عذاب بالنسبة لقوم هود طلع عليهم المزن الذي هو وسيلة المطر فقالوا هذا عارض ممطرنا لكنه تحول إلى عذاب مهلك
وهذا العذاب ليس إلّا تجسيداً لأعمالهم السيئة التي اقترفوها في الدنيا في طريق تسافلهم وانحطاطهم، ولو أنّ الله سبحانه وتعالى لم يعذبهم لأستمر فسادهم فى الأرض بكفرهم وطغيانهم فهم اقوياء لكن الله قد حرمهم من العطاء الذي يستحقونه بقوتهم لأنهم كفروا به وجحدوا نعمه ومارسوا الرذائل
فى نواكشوط كان ينبغي صرف الموال التى تم هدرها فى الشياء التافهة كالعاب الشيطان كرة القدم وكالبنايات المكلفة للمفسدين التى يمكن الأستغناء عنها ببنايات كانت موجودة وكصرف الأموال على الزمرة الحاكمة وعلى نوابها الذين اصبحوا رجال أعمال من مال الشعب وكالتكاليف الباهظة للأسفار الغير ضرورية وكأثيث المكاتب والمساكن واقتناء السيارات الفخمة للمفسدين الفاشلين كل ذلك كان يسبقه إنشاء شبكة صرف صحي تحول دون غمر العاصمة بمياه المطر فالأولوية كان ينبغي ان تكون للضروريات الأساسية وليس للكماليات التى قد تأتي لاحقا عندما تحسم قضية الضروريات الملحة العاجلة منها صرف صحي عمومي متكامل ولو كلف تبليط المدينة بالكامل
ثم الحصول الدائم على ماء الشرب وعلى كهرباء مستديمة وغير مكلفة ثم النقل بين اطراف المدينة ثم جعل الأسعار الضرورية فى متناول الجميع ثم خفض البطالة ومنع الفساد والفقر ثم حصول المواطنين على السكن الملائم هذه بعض ضروريات التمدن التى لابد منها والملاحظ أن الحكومات لم تعمل عليها ولو فعلت لكان الأمر احسن جدا .