
بالنسبة للترشح للرئاسة بعض الأشخاص يترشح لكي يقال أنه مترشح للرئاسة وبعض الأشخاص يترشح لأنه يحب الرئاسة وبعض الأشخاص يترشح لكونه يجهل عمل الرئاسة بينما بعضهم يترشح لأنه ذاق طعم الرئاسة ولم يكتوي بعد بنارها
ولعلم الجميع الرئاسة مقعد معقد وكرسي منصوب فوق جهنم ظاهره جنة وباطنه نار تلظى ومن ترشح للرئاسة عليه أن يعلم أنه قام بمغامرة خطيرة قد لا يسلم من تبعاتها فى الدنيا ولا فى الآخرة فالرئاسة مثل قيادة الدجال فالدجال إذا ظهر ستكون له جنة ونار وناره جنة وجنته نار هذا هو أقرب وأصدق مثل للرئاسة فكل رئاسة ظهرت بعد رسالة محمد صلى الله عليه وسلم قد أهلكت أناسا عجلتهم فى النار ورحمت أناسا جعلتهم فى الجنة بما فى ذلك رئاسة الخلفاء الراشدين بعض الناس هلك فى زمنهم وبعضهم رحم فالهالكون هم من خالف حكم الله والناجون هم من تمسك بما جاء من عند الله وعلى فكرة فإن الخلفاء الرشدين لم يترشح واحد منهم للرئاسة أبدا وإنما اختارهم الناس لها رغما عنهم فأبوبكر ذهب إلى سقيفة بني ساعدة بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم لكي يعود مريضا هو شيخ بني ساعدة سعد بن عبادة الأنصاري ومعه إثنين المهاجرين من صحابة رسول الله هما عمر بن الخطاب و عبيدة بن الجراح وحدث ما لم يكن فى الحسبان فقد تلاحا رجال من الأنصار مع المهجرين يريدون نصيبا من خلافة رسول الله صلى الله عليه وسلم فقام المهاجرين بمبايعة أببكر عندها قام رجال من الأنصار بمبايته أيضا فلما رأى ذلك الحضور قاموا بمبايته جميع إلا شيخ القبيلة سعد بن عبادة المريض وإبنه قيس فلم يبايعا وأنتهت القضية هنا وفى اليوم الموالي جلس أبو بكر فى مسجد النبي بعدما صلى بالناس فقام عمر بدعوة الناس للمبايعة فأقبل الناس على مبايعته ولم يمضى فى الخلافة سوى حوالي سنتين ثم لما مرض مرض الموت دعى عثمان بن عفان وخلى به وحده وأمره بكتابة وصيته للخلافة لعمر بن الخطاب وطلب منه كتمان الأمر حتى يموت ويدفن لئلا يعلم بها عمر فيرفض ويراجعه فيها وكان الأمر لما دفن أبوبكر أقبل عثمان فصعد منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم وقرأ وصية أبوبكر وقيل أنه لما سمع بالوصية له بالخلافة كان واقفا فكاد أن يسقط من شدة صدمة الموضوع وهو الرجل القوي لأنه يعلم من رسول الله صلى الله عليه وسلم خطورة الرئاسة على الإنسان فى الدنيا والآخرة ولما قتل عمر بن الخطاب بخنجر أبولؤلؤة غلام المغيرة ابن شعبة أمر بتشكيل لجنة شورى بين ستة من كبار صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم هم علي بن أبي طالب وعثمان بن عفان وطلحة بن عبيد الله والزبير بن العوام وسعد بن أبي وقاص وعبد الرحمن بن عوف فلما دفن عمر دعا أبوطلحة الأنصارى القائد العام لشرطة المدينة أصحاب الشورى الستة للأجتماع من أجل اختيار احدهم لخلافة عمر وألح عليهم حتى اجتمعوا ووقف أمام المنزل الذي يجتمعون فيه يحرسهم لئلا يدخل عليهم أحد فأختاروا إثنين من بينهم ليكونا هما للخلافة بسبب عدم الأتفاق على واحد فقد إعترض إثنين منهم على تعيين المرشح الأول وأقول المرشح وليس المترشح وهو علي بن أبي طالب عندها تأجل حسم قضية الخلافة بعد عمر أياما ثم دعا عبد الرحمن بن عوف ذات يوم على منبر رسول الله صلى الله عليه وسلم علي بن أبي طالب بعد ما عرض على الصحابة أن يجعلوه حكما فى القضية فقبلوا فدعا علي ومسك يده وقال هل أنت مبايعي على كتاب الله وسنة رسول الله وفعل الشيخين أبوبكر وعمر فقال علي اللهم لا ولكن إذا كلفت بها سوف ابذل جهدي فسحب عبد الرحمان يده منه ودعا عثملن بن عفان وقال له هل أنت مبايعي على كتاب الله وسنة رسول الله وفعل الشيخين أبوبكر وعمر فقال عثمان اللهم نعم فبايعه عبد الرحمان بن عوف ثم بايعه الصحابة وبعد قتل عثمان فى الفتنة ذهب جيش المسلمين يبحث عن علي بن أبي طالب وكان ذلك الوقت خارج المدينة فى ضيعة له بضواحي المدينة فجاأوه وأخبروه بمقتل عثمان وطلبوا منه العودة إلى المدينة لكي يبايعه الناس فرفض واستمر رافضا للبيعة حتى دخل بعض كبار الصحابة من المهاجرين والأنصار واقنعوه بأنه هو الوحيد الذي يسحق الخلافة وإذا استمر فى الأمتناع عن المبايعة فقد يضر ذلك بعامة المسلمين فقبل البيعة وبايعه الناس وأولهم طلحة بن عبيد الله الذي سبق أن أعترض على أختياره للخلافة من طرف مجلس الشورى السنة لنه كان يريدها لقريبه عثمان .
هذه هي خلاصة ذلك المشهد رويتها لكم بصدق وأمانة وأختصار
سيد ولد مولاي الزين