إن العلم يحصل بالتعلم وهو شرف الإنسان ورفعته ونجاته إذا طلبه لذاته
عندما تدرس من أجل الحصول على شهادة ورقية سوف تتوقف عن الدراسة فور حصولك عليها وعن المعرفة والحصول عليها وسوف تنسى كل ما تعلمته سابقا فى سبيل الشهادة وبالتالي تعود أميا جاهلا تلهث وراء المديات والمغريات بسرعة الوحوش وبنهم الدواجن وسوف تتجرد من الإنسانية فى سبيل الرغبة الجامحة فى اقتناء الكماليات لا سيما إذا كانت الشهادة الورقية اوصلتك إلى وظيفة حكومية وسوف لن تتورع عن الحصول على كسب بأي طريقة تحايل رشوة أو حرام لا يهم كل كسب يزيد الدخل مرحبا به بل مرغوب جدا ،
أما إذا كنت تدرس من أجل المعرفة وفى سبيل الله الذي حث على دراسة العلم والتأمل والحيلولة دون أن تكون من الجاهلين الذين تعوذ منهم أنبياء الله عليهم صلوات الله وسلامه وفى سبيل العلم ولا تهتم أبدا بالشهادات الورقية وإنما تريد العلم لذاته والقضاء على فيروس الجهل الذي يؤدي بالإنسان إلى ارذل الصفات ثم الاحتفاظ بالعلم كأفضل كسب تحصل عليه فى حياتك فسوف تستمر فى الدراسة والمطالعة مدى الحياة وتكسب العلم والمعرفة وتحسب أن كل يوم لم تتعلم فيه علم جديد هو يوم ضاع بلا فائدة لابد أن تكون النتيجة باهرة من الناحية المعرفية لكنك سوف تجد نفسك أبعد ما تكون عن الدنيا واهلها وازهد ما تكون فى الماديات الزائلة والاعراض عن زخرف الدنيا الفانية والإقبال على الدار الآخرة الباقية لانك عرفت الحقيقة وكشف لك العلم حقيقتك وحقيقة الحياة الدنيا التى وصفها الله فى القرآن العظيم كماء نزل من المزن وتسبب فى نبات الأرض وبعد فترة قصيرة يبس النبات وجف وأصبح هشيما نذره الرياح قال تعالى / وَاضْرِبْ لَهُم مَّثَلَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا كَمَاءٍ أَنزَلْنَاهُ مِنَ السَّمَاءِ فَاخْتَلَطَ بِهِ نَبَاتُ الْأَرْضِ فَأَصْبَحَ هَشِيمًا تَذْرُوهُ الرِّيَاحُ ۗ وَكَانَ اللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ مُّقْتَدِرًا
أنه وصف دقيق وحقيقي للحياة الدنيا ومن تأمله وفهمه وعرفه وعرف أنه وصف من عند رب العالمين سوف لن تغره الدنيا بزخرفها ولن ينهمك فى تحصيلها وجمعها ولن يستجيب لاغراءاتها ولن ينغمس فى مهام الإقبال على ما فيها من محرمات ومن فساد وذلك هو المؤمن العارف والشخص العاقل والإنسان السوي ، هذا نموذج من تاملات
سيد ولد مولاي الزين
