إن من يجرب المجرب يعتبر غبي جدا فى علم المنطق ومن تعود العمل المخرب أو ساهم فيه لا يصلح للبناء على الإطلاق وسوف نعطي مثلا يحكى أن السلطان العثماني سليمان القانوني أراد أن يهدم بعض السرايا القديمة ويجددها بحيث تتلائم من روح العصر فطلب خبراء العمران وسألهم من هو الأقدر والأكثر خبرة فيكم على الإنشاء والتعمير فقالوا فلان إبن فلان هو الأقدر والأكثر خبرة فى هذا المجال فدعاه السلطان وعرض عليه المهمة فوافق وبدأ فى العمل وبعد فترة لاحظ السلطان أن المهندس المعماري بدل عمال الهدم الذين اشرفوا على هدم السرايا لكي يتم بناؤها من جديد وأخذ عمالا غيرهم فأستدعاه وسأله لماذا بدلت عمالك بعمال جدد هل هناك من مشكلة قال المهندس إن عمال الهدم لا يصلحون للبناء
ويستفاد من هذه الحكمة أن من خربوا أو ساهموا فى التخريب أو فى الفساد بقول أو بفعل أو بمشاركة لا يصلون للبناء لا فى الحاضر ولا فى المستقبل وإن من بين مشاكل من سبق لهم الإشراف على قيادة هذا البلد أنهم لم يقرأوا التاريخ ولم يستفيدوا من تجارب الأمم بل ولا حتى من تجارب ماضي البلد نفسه لذا ظل بعضهم يتبع بعضا واللاحق منهم يقتدي بما فعل السابق كما ظل البلد رغم توالي السنين قيادته تكرر أخطاء الماضي ولا تأخذ العبر مما سبق وكانت النتيجة هي هذه الماثلة حاليا بين أعيننا من الأنهيار والتخلف وسوء الإدارة وعدم وجود تنمية معتبرة تنقل البلد من الخراب إلى النماء ومن الفقر إلى الغنى ومن التخلف إلى التقدم وهذا مشهود لاحاجة فيه إلى برهان والله لطيف بعباده يرزق من يشاء وهو القوي العزيز ، صدق الله العظيم
