
من مفاسد نظامنا وسوء إدارتنا هو أن قطاعنا العمومي الحكومي قليل منه من يزاول عمل يومي فالغالبية توظف وتعين وليس لديها عمل تزاوله على الإطلاق وإنما تأخذ أجور دون أي عمل وهذا الفساد بعينه إن الأجر والراتب الذي يخصص للموظف من مال الشعب ينبغي أن يكون مقابل خدمة يومية للموظف يستحق بها ما يأخذ من رواتب وعلوات وبما أن نظاممنا فاسد وقطاعنا العمومي هو افسد قطاع على وجه الأرض فإن الموظفين والعمال يكتتبون ويعينون فى الوظائف السامية دون أي خدمة يزاولونها وإنما من اجل الحصول على الرواتب مجانا
ذهبت إلى إحدى الإدارات العمومية فلم اجد فيها إلا المدير العام وبواب عاودت المراجعة مرات ولم يتغير تواجد أي عامل فيها ولا موظف ثم دخلت على المدير وسألته لماذا لا تكتتبون موظفين وعمالا يزاولون العمل معكم ؟ ضحك مني ثم أخرج لي قائمة تضم عشرات الموظفين والعمال فقلت له اين ذهب هؤلاء قال لي لا ادري قلت إذن لا يأتون لمكاتبهم ولا لعملهم قال نعم قلت لماذا لا تكتب تقريرا وتقدمه للوزير المعني ؟ ضحك أيضا وقال الوزير أتاني بخمسة اشخاص يطلب مني أكتتابهم قتلت له أن لدي الكثيرين من الموظفين والعمال لا يزاولون أي عمل فقال لي ضعه معهم هذا الخبر قبل ثلاث سنوات إبان مهرجان المدن القديمة فى ودان فقلت للمدير لماذا لا تتبع مع هؤلاء الإجرائات الإدارية المنصوص عليها فى قانون الإدارة ؟ قال لي لا استطيع بعضهم محمي بنفوذ مسئولين كبار اخشى أن يعاقبوني على ذلك وبعضهم راتبه قليل قد لا يكفي إطعام أسرته ثم تكاليف التنقل صعودا للعمل وهبوطا إلى المنزل فتركتهم لذلك السبب
سبحان الله قتلت لماذا تم اكتتاب كل هؤلاء دون أن يكون لديهم عمل يزاولونه ثم تذكرت تعيين المستشارين فى الرئاسة والمكلفين بالمهام المؤلفة قلوبهم بالوظائف ومساعدين وفى الوزارة الأولى وفى جميع الوزارات والإدارات فعلمت من خلال ذلك أن قلة تعد على الأصابع هي التى لديها عمل تزاوله يوميا هناك بعض المستشارية والمكلفين بمهام لديهم أعمال يزاولونها لكن الغالبية لا تزاول أي عمل وإنما تتقاضى الرواتب والعلاوات دون أي مقابل كيف نتقلب على هذا الخلل الغير منتج لدي جملة من الأقتراحات حول الموضوع إن أي موظف أو عامل يعيل أسرة لا ينبغي فصله عن العمل لأنه لا يزاول عملا وإنما اقترح إنشاء هيئة خاصة بكل من يأخذ راتبا من الدولة ولا يزاول عملا مقابله هذه الهيئة يجمع فيها هؤلاء وتخصص للطواريء تتدخل كل ما لزم الأمر أو دعت الحاجة إلى تدخل فى شيء
يتواصل بحول الله