
هذا هو الإشكال المطروح على شعبنا الذي دب فيه فساد التملق والنفاق قبل طرحه على النخبة الفاسدة فى البلد نحن شعب لنا أرض ولنا دين ولدينا قيم موروثة من الأجداد وإذا لم نستطع إصلاح أنفسنا بأنفسنا فلا يرجى لنا شيء نحن كنا نتهم الانظمة السابقة بشتى انواع الفساد ولكن ما نشاهده اليوم من مفاسد النخبة التى تقود البلد فاق كل التصور وتجاوز كل حد ووجب الوقوف فى وججه والتصدي له ولو بالقوة كيف نستطيع بناء بلد ينخر فيه الفساد من المصلحة الإدارية حتى القيادات العليا ؟
إن هذا النظام الذي تسير به شئون البلاد لم يعد يصلح إلا للفساد والمفسدين وعلينا أن نفككه ونتخلص منه نهائيا ثم تبني نظاما صالحا على أسس جديدة ومغايرة لما كان عليه الحال تماما وهذا ممكن إذا توفرت الإرادة وتحمل كل واحد منا مسئولياته أمام الله وغير من نفسه أولا ثم من تصرفه ومن كل المحيطين به وعرف أنه سوف يذهب إلى حفرة مهجورة فى مقبرة منثورة وليس له اصدقاء ولا داعمين ولا خداما ولا مصفقين ولامتملقين إنما هو جثة هامدة تنهشها الحشرات وتلتهمها الديدان ويوم القيامة يقف بين يدي خالقه ربنا الله ويسأله عن عمله ماذا يقول له إن الله لا تخفى عليه خافية والأمانة تحمله عظيم فقد عجزت السماوات والأرض عن تحملها خشية عواقبها ومحاسبة ربنا لمن تحملها هل يقول أنه كان يجهل ذلك كلا لا عذر لأحد فى جهل حكمه ولديه الحواس التى تمكن من معرفته أما بالتعلم أو بسؤال أهل الذكر
إذن العمل على تفكيك بنية الفساد تتطلب أناسا صالحين وأكفاء وجادين ويخافون الله ولا تأخذهم فى الله لومة لائم ولا يحبون المنافقين ولا المتملقين ولا الكذابين ولا المطبلين ولا المصفقين لأن هؤلاء هم رعاء الفساد فى الأرض ثم تغيير جميع القوانين التى قد يتسرب الفساد من خلالها والتركيز على أهل التقوى والإصلاح وليس على القوانين الوضعية التى يستطيع كل أحد خرقها
هذه مباديء صحيحة للتخلص من الفساد والمفسدين وما جاء فى القرآن والسنة النبوية العمل به كفيلا بالقضاء على الفساد والمفسدين والله ولي التفيق
هناك طرق طبقها بعض الأنظمة التى يقل فيها الفساد منها ما يلي :
فى بعض الدول الغربية ربما يقوم المعلم أو الاستاذ باختبار تلاميذه بالاستقامة والنزاهة فيقوم بوضع نقود مالية بالقرب من الواحد أو الواحدة كأنها سقطت منه دون علمه فياخذها التلميذ أو الطالب فإذا ردها للمعلم أو الاستاذ يعرف أنه تلميذ أو طالب مستقيم نزيه فيعطيه معدل افضل من ذلك الذي يأخذها كغنيمة وجدها ولم يردها لصاحبها كذلك تقوم بعض المؤسسات التى تريد اكتتاب موظفين بنفس الاختبار الاستقامة فتدس شخصا من أعضاء المؤسسة أمام مكاتبها متنكرا ولديه مبالغ مالية يرميها خلسة أمام المترشحين الوظائف فى المؤسسة فإذا اخذها الواحد ولم يردها لديه رقابة. تلتقطه كامرة خفية أما إذا اخذها واعلم بها وردها تحتفظ به المؤسسة كمرشح رسمي للوظيفة ثم تعتذر لكل من أخذ النقود ولم يردها وهذه حيل ذكية لمعرفة من هو المستقيم النزيه من اللص السارق كان علينا تطبيق هذه الاختبارات فى مؤسساتنا ومدارسنا حتى نجد المستقيمين النزهاء فنتعني بهم ونتخلص من اللصوص النشالين