يوجد فى بلادنا بحمد الله انواع من المواد المغذية المتنوعة ذات القيمة العالية من الحبوب والخضروات والبقول والفواكه وكثير منها إن لم نقل كلها عبارة عن دواء وعلاج لكثير من الأمراض إذا تم استخدامها بالطرق الصحة وبالمقاييس المحددة
تعتمد على المنتجات الحيوانية والنباتية ذات القيمة الغذائية العالية كاللحوم والألبان ومشتقاتها كالحبوب مثل الدخن والذرة والأرز فضلا عن القمح والشعير والجذور الدرنية والبقول والفصوليا والقطان والفول السوداني وبذر القرع والبطيخ (فندي ) والخضروات والأوراق النباتية كالشدخ والخس والنعنع والبصل والمقدونس والجزر والقرع والطماطم والباذنجان والكرنب والفواكه مثل التمر والبلح والمانجو والعنب والموز وثمار الغابة كالنبغ والخروب والجوز ...الخ وكل هذه الأطعمة تستخدم تقريبا في الدواء والاستشفاء وتساعد على تجنب الأمراض الفيروسية ونزلات البرد وسوء التغذية لكونها تجمع عناصر المواد الغذائية من البروتينات إلى الفيتامنات .فاللحوم مصدر أساسي من البروتينات ذات القيمة البيلوجية العالية كما أنها غنية بالحديد ومجموعة فيتامين ب وتعتمد قيمتها الطاقية على محتواها من لليبدات أو المصادر الدهنية لكنها تفتقر بشكل عام إلى مواد أخرى مثل الجلوسيد فيتامين أ وفيتامين جـ والآسكوروبيك .
هذا وترتفع نسبة البروتينات بشكل خاص في اللحوم المجففة إلا أن هذه الأخيرة تفقد بعض العناصر الغذائية كبعض الفيتامنات في عملية التجفيف .أما اللبن فيعتبر من أهم مصادر البروتين التي تحوي على جميع الأحماض الأمينية الضرورية لجسم الإنسان وهو بالإضافة إلى ذلك مصدر ممتاز للكالسيوم وريبوافلافين وفيتامين أ ومع ذلك فهو فقير ببعض العناصر كالحديد والثيامين وحامض الاسبوروبيك .
أما الحبوب فهي من المصادر الهامة للطاقة لاحتوائها على مادة إلكلكوز بنسبة مرتفعة ويوجد فيها فيتامنات مثل فيتامين ب إذا كانت بدون طحين أو طحينها خفيف وهي من المصادر العامة للبروتينات النباتية ذات القيمة الغذائية العالية مع جودتها كما تحتوي كميات لابأس بها من الحديد لكنها مع ذلك تفتقر إلى بعض العناصر الأخرى مثل ليبدات وفيتامين أ . أما البقوليات والجذور الدرنية فهي أقل قيمة غذائية من الحبوب ومحتواها من الكلكوز والبروتين أضعف جدا كما أن ابروتينها يفتقر إلى الأحماض الأمينية وتنقصها ليبدات و الكالسيوم والحديد ومجموعة فيتامين أ وب وهي بخلاف الحبوب تحتوي على حامض الأسبوروبيك الهام في الصحة اذا تم استعمالها طازجة أما إذا جفت أو طحنت فإنها سوف تفقد ذلك العنصر. وتحتوي البقول من بين الأغذية النباتية على مصادر هامة للطاقة نظرا لما تحويه من لليبدات ولكلوسيدات بالإضافة إلى ارتفاع محتواها من البروتينات النباتية ذات القيمة العالية وهي تساعد في النظام الغذائي على الصحة العامة للجسم لما تحويه من الحديد ومجموعة فيتامين ب أما محتواها من الكالسيوم وفيتامين أ فهو ضئيل نسبي وتفتقد إلى حامض الأسبوروبيك وتلعب الخضروات دورا بارزا في توازن النظام الغذائي للجسم نتيجة محتواها من السيلولوكوز الذي يساعد بصفة فعالة على إفراغ الأمعاء من الفضلات والمواد المتعفنة وما تحويه من مادة الكاروتين و حامض الأسبوروبيك ونسبة من الحديد والكالسيوم ومع ذلك لا تعتبر من مصادر الطاقة الهامة كما أن محتواها من ليبدات والاكلوسيدات قليلة ونسبة البروتينات فيها ومجموعة فيتامين ب ليست مرتفعة لكن الأوراق النباتية تعتبر من أهم مصادر فيتامين أ وكذلك الكالسيوم خاصة تلك المجففة مع الفواكه فتحتل مرتبة هامة في التشكلة الغذائية لما تتوفر عليه من مواد مغذية هامة ضرورية لصحة الإنسان مثل فيتامين أ وجـ بالإضافة إلى المواد المعدنية الأخرى مثل الجديد والكالسيوم وبعضها يحوي مادة الكاروتين مثل بلح التمر الطازج .
هذا وتحتل الدهنيات مرتبة لا يستهان بها في التشكلة الغذائية للإنسان بوصفها من أهم مصادر الطاقة والسعرات الغذائية حيث أن 100 غ من الدهون مثلا تحتوي ما يناهز 900 سعرة حرارية بينما نفس النسبة من المواد السكرية لا يتجاوز محتواها 400 سعرة حرارية ومن الحبوب 100 غ لاتتجاوز 365 سعرة حرارية تقريبا . وما يوجد في المواد الدهنية كميات لابأس بها من فيتامين أ خاصة الدهون المحلية المصنوعة من قشدة اللبن .ويوجد في زيت النخيل فيتامين جـ ومادة الكاروتين وفيتامين أ و باستثناء ما ذكرنا فإن الدهون فقيرة بشكل عام على معظم العناصر المغذية الأخرى .
هذا وقد يسبب وفرة بعض هذه العناصر في مناطق معينة من البلاد وشحها في مناطق أخرى إلى اعتماد السكان المحليين على عنصر واحد منها وتظهر هناك بعض الأمراض الناجمة عن سوء التغذية وقد تكون العناصر موجودة في منطقة ولكن عادة سكانها لا تسمح لهم بتناولها فيقبلون على العنصر الشائع في عاداتهم الغذائية ويزهدون فيما عداه مما يشكل نوع من عدم التوازن الغذائي والسبب هو عدم معرفتهم بخصائص المواد المغذية
إذن بلادنا غنية بالمواد الغذائية الصحية ولا ينقصنا إلا استخدامها بالطرق الصحية وبالمقاييس المعنية
سيد ولد مولاي الزين
