الموظفين المحيطين بكبار المسئولين يساعدون فى فساد المسئول ويبعدونه عن القرب من المواطنين

جمعة, 11/24/2023 - 11:42

 

الموظفين المحيطين بكبار المسئولين يساعدون فى فساد المسئول ويبعدونه عن القرب من المواطنين

دأب المظفون فى بلادنا على حجب المسئول الكبير عن قضايا المواطنين وجعله فى برج لا أقول عاجي لأن العاج ليس فى موريتانيا وإنما هو برج أسمنتي يحرسه المحيطين بالمسئول ويصدون عنه المواطنين صدودا حتى لا يقوم بواجبه الوطني أتجاههم وقل من المسئولين الكبار من يفلت من هذا الحصار المفروض عليه من طرف معاونيه إلا من كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد

طبعا المسئولين عادة يروق لهم ذلك والمحيطين بهم من العمال والموظفين يجدون لذة فى حجبهم عن قضايا المواطنين حتى تبقى تدخلاتهم ومصالحهم الخاصة لا يشاركهم فيها أحد من الناس ولذا كثرت الرشوة والمحسبوبية على حساب العمل العمومي العادي وتسيير الشئون الجارية بكفائة وأمانة وشفافية فتعطلت المصالح واصبحت المصالح العامة فى ذيل قائمة الأهتمام العمومي بينما المصالح الخاصة فى أولى الأولويات

يعجبني فى هذا الصدد مفوض التراث الحالي فى وزارة الثقافة الذي يظل هاتفه مفتوحا لكل من يتصل به سواء كان يعرفه أو لا يعرفه وعندما سألته عن ذلك قال لي أنا مواطن من هذا البلد وجميع افراده إخوتي فإذا أتصل بي أحدهم أجبته فإذا كانت حاجته عندي قضيتها له وإذا كانت لدي جهة أخرى ارشدته إليها وإذا لم تكن عندي ولا عند جهة أعرفها أوضحت له ذلك واعتذرت منه

وهذا هو نموذج المسئول الوطني الذي لا يتخفى عن الناس ولا يردم رأسه بين الموظفين والعمال المحيطين به ويترك قضايا المواطنين هملا بلا حل ولا جواب وليت جميع موظفي بلدنا الكبار والصغار يكونون على هذا النهج الواضح الشفاف والوطني الذي عليه مفوض التراث ولد محمد لقظف

نصل إلى الصحافة الوطنية التى تتبع بحكم الوصاية لوزارة الثقافة فقد عينت الدولة صحفيين فى وظائف تابعة للوزارة من أجل تسيير شئون الصحافة وهؤلاء الصحفيين المعينين الذين لا يمر شيئا يعني الصحافة الوطنية إلا بواسطتهم هم اسوء الناس أتجاه زملائهم فى الصحافة لا يلتقون بهم ولا يدعونهم للمشاركة فى شيء ولا يحلون لهم أي مشكلة وإنما يحولون بينهم وبين الرئيس والوزير خشية أن يفتضح امرهم و يعرف عدم مسئوليتهم

لماذا هم على هذه الدرجة من كره زملائهم هل يخافون أن يعينوا فى الوظائف بدلا عنهم بالنسبة لنا نحن فى مؤسسة لسان الحال للصحافة والنشر لا نحب العمل فى الوظائف العمومية وقد أوضحنا ذلك مرارا وتكرارا وذكره مديرنا سيد ولد مولاي الزين فى كتابه الذي عنوانه : الصحافة المهنية والذي صدر قبل حوالي عشرين سنة من الآن

أم انهم قدرتهم المعرفية ووطنيتهم المحدودة تجعلهم بهذا الشكل من سوء الإدارة ؟ الله أعلم .

 

على مدار الساعة

فيديو