التعايش السلمي فى موريتانيا مسألة حتمية وواجب ديني وإنساني وفرض وطني يتعلق بخدمة هذا الشعب بجميع مكوناته العرقية والأجتماعية والثقافية ومن شذ عن هذا النهج شذ به فى النار ثم إن الشذوذ يعالج بالتهذيب الديني والخلقي وإذا لم يجدي نفعا يعالج بالكي بالنار والكي هو آخر العلاج عند الأطباء رجاء لا يتعدى أحد حدوده نحن مجتمع مسلم ومسالم وديننا واحد ومذهبنا أيا كان من المذاهب الإسلامية يجمعنا بتعاليم الإسلام التى تنهى عن الفتن ماظهر منها وما بطن قال تعالى فى كتابه العزيز ( وأعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا )
صحيح أن القنابل والألغام التى زرعها المستعمر فى بلادنا من أجل ضمان الولاء له والتى تعيق التقدم وتحول دون التطور الطبيعي الذي من شأنه النهوض بالبلد فى المستقبل والتى عجز الجيل الأول عن نزعها أو لم يهتم أصلا بذلك لقصر النظر وضعف المعرفة ونقص التجربة هذه القنابل والألغام المزروعة نستطيع نحن جيل القرن الواحد والعشرين تفجيرها ونزعها بأي وسيلة ولا نخاف منها ولا نتكل إلا على الله ولا حول ولا قوة إلا بالله وهنا نحذر أي شيطان أن يدخل بيننا فى وحدتنا وفى عقيدتنا نحن لا نخشى لا من شياطين الإنس ولا من شياطين الجن فقد علمنا القرآن العظيم كيف نتعامل مع كل الشياطين وهنا أعود وأذكر بأن الوحدة الوطنية خط أحمر لا مساومة مع من ينتهكها بقليل ولا كثير ونرجوا أن لا يحاول أي كان المساس بها تحت أي ظرف
فهناك نظام يشبه التعددية وهو يعتمد على الأغلبية فى تسيير الشأن العام وإذا كان بعضنا يحلم بأشياء سواء كانت حقيقية أو وهمية باإمكان الأحتكام إلى اصوات الأغلبية نجري استفتاء عاما على مواضيع الخلاف والذي يحصل على أغلبية الأصوات تكون الكلمة النهائية من نصيبه شريطة أن لا يكون ذلك على حساب الوحدة الوطنية أو استقلال الدولة الوطنية
لا نريد أن أكرر مقولة الحاكم القديم الذي يقول أنني أرى رؤوسا أينعت وحان قطافها ولكنني أنصح نفسي وأخوتي بأن الوطن هو الحاضن للجميع وأقسم لكم أنني هو الأقل حظا فيه فمنذ ولد وتربيت فيه لم أحصل على وظيفة ولا على شغل ولم يتبرع لي أحد بشيء وحالة المعاش فى مكان مولدي والتى كان آبائي يعيشون عليها لم تعد موجودة والحكومات المتعاقبة فى بلدي لم تساعدني فى شيء بل ربما كانت تعاديني لأني أنتقد كل ما يستحق الأنتقاد من سوء تسيير وفساد ولا أكن من المتملقين ولا من المسترزقين وهذه حقيقة عرفها من عرفها وجهلها من جهلها أقول هذا لئلا يقول أحد أنت مستفيد من النظام وتدافع عنه أنا لست مستفيد من هذا النظام كما يعلم من يعرفني ولا من الأنظمة التى سبقته وإنما أنصح لأخوتي من جميع مكونات هذا البلد بأن تعيش فى وآم وسلام خير لها من تعيش فى فتنة وتشريد وقتل كما حدث فى بلدان كثير بطرت معيشتها وكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والجوع والخوف
سيد مولاي الزين
