
لقد اشعل مقالنا هذا نار البذل والعطاء بين فريقين هامين من المتعلمين فى بلادنا بعضهما يقف إلى جانب العلم وينتقد الأدب والبعض الآخر يقف مع الأدب وينتقد العلميين ولا شك أن هذا الجدل العلمي الأدبي الثقافي ساهم فى فتح شهية الكثيرين لدراسة العلم والأدب معا فهما كوجهين للورقة النقدية وكل فريق ينظر إلى جانب الورقة الموالي له ولا يرى الجانب الآخر مع أن قيمة الورقة واحدة فالعلم يساعده الأدب فى الشحذ والتأهيل والقدرة على الولوج والأدبي يساعده العلم فى التكوين والمعرفة الطبيعية والقدرة على الإنتاج إذن هما وجهان لعملة واحدة إسمها المعرفة
وهذا هو المقال الذي نشرناه على موقع لسان الحال وعلى الفيسبوك وكان سبب لهذه المباراة المعرفية على شبكات التواصل الأجتماعي
التعليم و ما أدريك ما التعليم إنه عملية تكوين وتدريب وتأهيل إنساني من الطفولة حتى البلوغ
ثلاثاء, 09/13/2022 - 13:52
كثيرا ما نسمع أن التعليم في بلادنا تعليم فاشل وفاسد وأن مخرجاته كارثية على البلد وعلى الناشئة في البلد وهذا صحيح ولكن ما هي الأسباب وكيف التغلب عليها ؟
أظن أن السبب الأول يكمن في عدم وضع مناهج تربوية تأخذ في الحسبان المعايير والمفاهيم والأدوات والحاجيات الوطنية
السبب الثاني يكمن في تربية الأسرة للأبناء وطريقة زرع الذكاء والتهذيب في قلوبهم عن طريق حب العلم والتعلم فكثير من كتابنا ومبدعينا كان لوالديهم دور كبير في ذلك وأتذكر أن والدي رحمه الله كان لا يفتؤا عن مدح العلم والحث عليه نسمع منه ذلك طيلة الوقت وأنا في طفولتي كما يحكي حكاياتت تدل على فضل العلم والتعلم وبذلك فقد زرع في قلبي حب العلم والتعلم
السبب الثالث في نظري لتردي التعليم في بلادنا يعود إلى تكوين المعلمين وتنشأتهم بحيث يستطيعون إيصال دروس تعليمية ذات قيمة عالية إلى التلاميذ ترسخ فيهم القدرة على العطاء بدئا بالتعليم الأساس مرورا بالثانوي وليس أنتهاء بالتعليم العالي فالمعلم والأستاذ الجيد هو ذلك الذي يرسخ في ذهن التلميذ حب البحث عن المجهول يذهب به مثلا إلى أماكن للبحث العلمي ك مقالع المحار مثلا في ضواحي العاصمة ويشرح له تطبيقيا كيف يتكون الصدف وتاريخ تكوينه الجيولوجي وفائده في البحث العلمي عدى كونه مادة أساسية في بناء بيوت سكان العاصمة مع أن الأركولوجيين يستكرون بشدة استخدام هذا المحار بصفته تراث ثمين للأمة استخدامه في عملية البناء والتعمير للبيوت ويطالبون بحفظه وحمايته والأستفادة العلمية من وجوده فالكثير من البلدان لا يوجد فيها ولكنه يوجد بوفرة على الشواطىء الموريتانية كذلك المعلم الجيد يذهب بتلاميذه إلى المشاتل الزراعية التى ينبغي أن تكون موجودة وبشتى الأنواع ثم يدرس التلاميذ عن طريق التطبيق طرق الزراعة وكيفية استصلاح الأراضي والأعشاب الضارة والنافعة وانواع الزراعة حتى تكبر الناشئة وهي لديها إلمام كافي بالأقتصاد الزراعي كذلك يفعل مع علم الحيوانات البرية والمحافظة عليها وزرع النباتات والأشجار ومنع قطعها ومنع قتل الوحوش البرية لأن قتلها يؤدي إلى الجفاف وبلادنا لم يجتاحها الجفاف القاتل قبل ظهور الأستعمار الذي طلع بالأسلحة المتطورة وتم استخدامها في قتل الوحوش البرية والحيوانات البرية
السبب الرابع هو عدم وجود مدرسة جمهورية في البلاد ومدارس لها مكتبات و فضائات خاصة بها تسمح للتلاميذ بأستخدام الفرائات من أجل تكثيف المعلومات ودراسة هذه الكائنات التى تعيش بيننا فالنمل مثلا هذا الكائن الصغير الناجح منذ اكثر من خمسين مليون سنة يمثل دروسا علمية لمن تأمل في نشاطه وجمعه لطعامه وتنظيمه ومثابرته على العمل دون كلل أو ملل كل ذلك يجعل الدارس والمتأمل يستفيد من علوم جمة كذلك هذه الكلاب التى تعيش بيننا منذ اكثر من خمسة عشر ألف عام حيث أن الإنسان الأول لاحظ نجاح الكلاب البرية في صيد الغزلان عندما كان يحاول الحصول على الصيد فعرف أن الكلاب البرية لها قدرة هائلة على اللحاق بالصيد فذهب إلى أوكارها وأخذ بعض جرارها ورباها وعلمها مساعدته في الحصول على الصيد ومن ذلك التاريخ اصبح الكلاب تعيش مع البشر إلى يومنا هذا
يتواصل بحول الله في معالجات أخرى
الكاتب سيد ولد مولاي الزين مدير مؤسسة لسان الحال للصحافة والنشر